3-سالِم

126 9 12
                                    

وفي اليوم الذي يليه، تجهزتُ ليأخذني سالم معه كما وعدته، مر عليّ سالم بسيارته إلى منزلي حتى يأخذني اليوم ونذهب إلى مصانع جنوب القرية

في السابق.. عندما عادت معي عدلات ليلة البارحة للمنزل، استأذنت جدتي في ذهابي مع سالم إلى نساء عادل بيه حتى استلم البضاعة ، كم تمنيتُ أن ترفض جدتي كعادتها عندما يتم إقران سيرتي بسيرة رجل آخر ..

ولكنها على العكسِ تمامًا، فرحت ورحبت بالفكرة ، وها أنا الآن أتجهز حتى أذهب مع سالم إلى هناك

وحدنا ...

كم ترعبُني هذه الفكرة!

فـسالم وبطبيعة حُبُه لي .. لديه رغبة محمومة اتجاهي، وهذا ما يرعبُني أكثر!

وما يزيد الطين بله! أن نساء عادل بيه يعجبون بالسيدة المهتمة بنفسها كثيرًا

و بقولي 'مهتمة بنفسها' ..أعني يحبون تلك التي تضع مستحضرات التجميل

و لأكون صريحة ؟ أنا أيضًا أحب أن أضع مستحضرات التجميل عندما أذهب إليهم

لذا عندما أذهب ، فأنا أضع الكحل و مُورد الوجنتيـن والقليل من ملون الشفاة ، بالإضافه إلى قطرتين من العطر العتيق الخاص بوالدتي الذي أحتفظ به ..

وبما أن جدتي تمنع منعًا باتًا مستحضرات التجميل، فأنا آخذ أدواتي معي بحقيبتي وأضعها بالسيارة

بالعادة كنت أذهب مع خالي.. لذا لا يوجد مشكله في ذلك ، ولكن الآن؟

أنا مع سالم!!

إن كان حِمدان لكان الأمر أهون قليلًا بالنسبة لي لأنني أشعر بالأمانِ معه ..

ولكن سالم؟ فقط لا أحب أن أتخيل ما هو قادرٌ على فعله إن فَـقِـدَ رابطة جأشه وهو معي ..!

إنه وعلى عكس لطفه الذي يظهره كلما كان معي.. فهو شخصٌ عنيفٌ طويل اليد غليظ اللسان

إن ثار على أحدٍ لكمه ، وإن راددَهُ أحدٌ صفعه ، ولا يتقبل الرأي الآخر.. وإن عانَدتهُ أختُهُ رقية في أمرٍ ما ، ضربها و حبسها قولًا منه 'حتى تتعلمَ درسها!'

على عكسُهُ محبوبي حِمدان، فهو شخص لطيف مُثقف متفتح العقلِ والبصيرة ، ليس مُتسلط و لا مُتبجح

ومع أنه قوي الجسد والبنية، إلا أنه لم يرفع يده على أحدٍ قط! وهو دائمًا بشوش الوجه لطيف الحضور .. دائم المزاح ، ولكنه شديد الغيرة

عليّ بالطبع ..

كم تمنيتُ أن تظهر غيرته في هذا الموقف ، ولكنني الآن أقف أمام سيارة سالم أُشدد يدي على حقيبتي .. أنظر في الارجاء لعل حِمدان يظهر وينقذني في اللحظة الأخيرة كما يفعل دائمًا

ابنة فِــيريال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن