5- القشة التي قصمت ظهر البعير

48 2 32
                                    


في صباح اليوم التالي، انتشرت الأخبار في كل مكان بالقرية، وكان خبر تواجد سالم في الوحدة الصحية منذ الليلة الماضية هو الأبرز.

البارحة عندما عدنا أنا وخالي إلى المنزل، كان الوقت قد تأخر وخلدت جدتي للنوم، لذا تسللنا بهدوء وذهب كلٌّ منا إلى سريره وهو مترقب لعاصفة الغد.

وها قد أتت!

دخلت علينا جدتي المجلس ونحن جالسون نحتسي الشاي بهدوء... كأننا كنا ننتظر قدومها.

نظرت جدتي لخالي بأعين جاحظة من الصدمة وقالت:

"أجالسٌ أنت تشرب الشاي والبلدة بالخارج مقلوبة بسببك؟؟!"

نظر لها خالي بعدم فهم:

"أجل... وما بها؟"

صُعقت جدتي من رده لتضع يدها على رأسها بدوار وهي تقول لنفسها:

"آه يا حسرتك على أولادك يا سِتُّهم! آه يا مصائبك يا مسكينة آه!"

ثم نظرت لي بشزر:

"كله منكِ أنتِ يا رأس المصائب-"

وكادت أن تضربني ليعترضها خالي ويخبرها بحزم:

"ليس بعد اليوم يا أمي... لقد سكتتُ عن بطشكِ كثيرًا، ولكن ليس بعد اليوم!"

نظرت له بعيون غاضبة وغير مصدقة:

"بطشي؟! فتحي، ابتعد عن طريقي!"

"لا يا أمي!.. أنتِ حتى لم تعلمي حقيقة ما حدث لعائشة ولم تجربي حتى سؤالها عنها!! أتعلمين ما حدث يا أمي؟؟ هل حقًا تعلمين من هو المفتري ومن هو المُفترى عليه هنا؟ ألم تنزاح الغشاوة عن عينيكِ بعد؟!"

تلا صوت خالي الصارخ لطمة هزت الأرجاء... وللمرة الثانية، جدتي قد صفعت خالي... بسببي.

رفعت جدتي أصبعها السبابة أمام وجه خالي قائلة بتهديد:

"إياكَ أن ترفع صوتك عليّ يا فتحي!.. هل سمعت؟؟ أنا أحذرك يا فتحي وهذا هو إنذاري الأخير..."

شد خالي فكه بتصلب وهو يكافح شيئًا بداخله...

شعرت بالخوف وأنا أشهد ما يحدث أمامي... لم أجرؤ على التقدم نحو خالي، ولم أتفوه بكلمة... أخاف من جدتي كثيرًا.

بعد دقائق، استعاد خالي هدوءه وقال:

"ألا تريدين معرفة حقيقة ما جرى بعد؟"

نظرت إليه جدتي بحيرة وقليل من الضياع، فأعاد القول بصوت ثابت ونظرة مستقرة:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ابنة فِــيريال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن