مُنقِذي الأنيق

2.9K 136 25
                                    

ضمّها خليلها إليه مستنشقاً عبق الياسمين بين خصلات شعرها البني و هي تستريح على صدره يلفّ الساعدين حول خصرها بينما تتلمّس أنامله شعرها مهدّئاً من روعها وهي تتشهّق النَفَس باكيةً كالأطفال
-"ظ-ظنّنت أنني ف-فقدتك! حين خرجت من الكوخ متوجهاً-- ل-لتأتي بيوسف، لم يفارق الإنهيار مرآي و الصخور الكبيرة تسقط على الطريق شعرت أنك في خطر إعتقدت أن الصخور تسببت لك بحادث!! "

-" أفدي عينيكِ الزمرّدية، أنا بخير لولا عناية الربّ و هذا الحَمَل الوديع الذي ظهر أمام سيّارتي فجأة قاطعاً الطريق لما عُدّت لأحضانكِ ، كفاكِ نوحاً يا معشوقتي"

-" ذُعِرت جدًا..!" أخفت رأسها تجري الدموع و تتمسّك بأحضان حبيبها لتتأكد من وجوده الفعلي، تذكرت تفاصيل الحادث الذي أرعبها و هزّ كيانها بعد ذهاب يمان إلى الطريق ظلّت سهر واقفة و هي تراقبه يبتعد مبتسمة تأكل الشوكلاتة بالبندق حتى إبتعدت السيارة عن المرآى فجأة لفت نظرها تحطم صخور عملاقة من أعالي الجبال الشاهقة تنحدر نحو الطريق الذي يقود عليه يمان، صرخت و ركضت بلا هوادة لم تأبه لتجرّح قدميها من الحجارات الصغيرة في الأرض راودتها أفكار مخيفة عن سحق السيارة تحت الصخر، تسابق قلبها القافز رعباً فرأته من بعيد خليل عشقها يحمل من يديه حَمَلاً ناصع البياض بدا و كأنه يعاتبه على أمرٍ ما بينما يداعب الصوف على جسده الصغير فإلتقت أعينها اللاهفة بعينيه الحانية إستغرب وجودها فأنزل الحمل على الأرض "سحر ؟ ما أنتِ فاعلة هنا لماذا تبكين؟!"
ركضت إليه ببسمة ملؤها الإرتياح فتعلّت برقبته و هو رفعها للأعلى لم يضيّع فرصته بإشباع رئتيه من عبقها يحملها فإبتعدت ممسكة بخدّيه تتبسّم و تطبع شفاها الدافئة على شفتيه، إستمتع يمان بقربها و لهفتها عليه فبادلها بأشواق و كأنه لم يكن معها قبل عشر دقائق " ظننت مكروهاً أصابك!"، فقدت السيطرة على نحيبها و خذلتها أقدامها فحملها للسيّارة مبتسماً بخفّة.
_______________________________________

-" حقاً لو لا هذا الحَمَل لكنت في عداد الموتى، خرج أمامي فجأة فتوقفت أعاتبه حتى رأيت إنهيار الأجحار فشكرت الله العظيم و الخروف على إنقاذي "
-" يمان كريملي العظيم ينقذه خروف يبحث عن الطعام الا ترى هذا مثيراً للسخرية؟ لو عَلِم أعداؤك لماتوا ضحكاً " إنطلقت سحر بقهقهاتها حين تخيلت الموقف المحرج و غيرت من مزاجها المكتئب رغم إنزعاج يمان من سخريتها له الا إنه إرتاح على صوتها العذب، ترقّب نظراتها التي هامت به أغدقته بالحبّ لم يقدر على مواصلة الصراع و جذبها يقبّلها بنهم جائع فإستسلمت له تعتليه على الأريكة التي أصبحت مكانهم المفضل، هذه المرّة سهر سيطرت على حبيبها بالقبلات المشتاقة تاركه الإستحياء و الخجل، ولّى عصر الهروب منه و التنفس السريع، توغلت يديه على أنحاء جسدها الرشيق يشدّ عليها و يتحسس بخطوط طوليّة ظهرها يطبق ذراعيه حولها مصدراً صوتاً من الآهات أيقظت أنوثتها المتأججة فهيّجت فحولته بعضّ شفته السفلى قليلاً و إبتعدت جالسة على بطنه تفرق قدميها تلتقط النَفَس بينما ينظر إليها مبتسماً يمسك وركيها بثعلوبية
-" عَشقتُ وحشيتكِ هذه.."
-" معاشرتي لك أكسبتني هياج الكريملي"
-"هممم.. ، أكره قطع هكذا لحظات لكن إن إستمرّيت بأفعالي المنحرفة لن أقوى على السيطرة و سأفقدها لألتهم جسدكِ"
-" ي- يعني!! من الأفضل التوقف أنت محق!!"
قفزت من فوقه حتى لا يتمادى أكثر لكنه سحب يدها واضعها تحت جناحه و عانقها من الخلف نائماً على الكنبة الحمراء تنهد مرتاحاً يتكلم بنبرة هادئة عميقة -:
-" لا أريد لنا أن نفترق، أريد ضمانكِ لي، بعدكِ يصبح النفَس مستحيلاً، أريد تقييّدكِ بي لا تبارحي جنبيّ.."
-" و كيف سيكون هذا؟ هل سنعلن للعائلة إرتباطنا؟ "
-" بالضبط، ليعلم كلّ من في القصر و خارجه أنكِ حبيبتي"
-"......"
-" ممممم لماذا لم تقولي شيئاً؟ هل إحمرّ خداكِ مجدداً؟ "
لفّها إليه يمسح على وجنتيها الملتهبتين خجلاً و شفاها المتورّمه من قبلاته الوحشية أخفت وجهها تحت ذقنه و ضمها أكثر إليه لحظات حتى إبتعدت قليلاً فأنزل رأسه يداعب أنفه بأنفها باسماً بخفّة " سهر...."
-" ممم؟"
-" أحبّكِ..."
-"..... أحبّكَ أكثر "
غزا رقبتها قبلات رطبة يلتهم بشرتها المتحرّقة للمساته الدافئة برغبة متقدة يكتشف جسدها بشفتيه حين يسمعها تتأوه بإسمه تثير رجولته بصوتها الناعم العابق بالأنوثة الطاغية تتدلّل تحت رحمته كالقطة تلف ذراعيها حول جسد محبوبها المتعلي إياها، تعنّف يديها، تغرز أظافرها في ظهره يبعدهما عن طريقه فوق رأسها ليفسح الميدان له و لفحولته بإقتحام كل إنشٍ من خليلته يبدو إنه فقد السيطرة صارت تشعر بالهالة التي تكاد تلتهمها بنظرات عينيه و تصلّب عضلاته التي سُخِنت من رغباته تجاهها، يحدّق إليها كالمفترس، ذبول عينيه، تنفسه العالي، ثغره المتباعد كمن يحاول حفر صورتها في ذاكرته بالنظر لكل تفصيل في جسدها إبتلعت ريقها ليس خوفاً بل خجلاً من نظراته شعرت كأنها عارية بين يديه، مجرّدة من ملابسها تقبع أسيرة رجلٌ تفجّر إحساسه حُبّاً و إنبثقت نفحات العشق من صفحات القلوب، إنحنى و عانقها بقوّة "لم أزل أرفض التصديق... أنكِ فعلاً بين ذراعيّ.." تحدّث بينما يخفي ملامحه في عبير شعرها البني طالباً عطرها يتوغّل رئتيه، لفّت يديها حول رقبته "أُشعُر بي... أنا بقربك حبيسة أضلاعك... لن أفارقك حتى يدفنونني تحت التراب"
-" اللعنة!! ، لا تقولي هذا، إيّاكِ ذِكرُ الموت!" رفع رأسه منزعجاً بنبرة عارمة لطمت جروح قلبه حين ذكرت الموت
-"حسناً لن أفعل، إهدأ و عدّ" داعبت خدّه مبتسمة فعل كما أمرته سلطانته و عاد يغفو بين رقبتها و شعرها دون أن يسحق جسدها تحته
٠
.
وقفة ..

أحاسيس مجنونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن