Chapitre 10

14 5 4
                                    

أجبته قائلة ...

_ ولكن هذا لن يكون عادلا، لقد أمسكناه معا ...

أجذ يغير اتجاهه للرف الذي أقف فيه، لنتكلم مباشرة بطريقة منطقية ... ابتسم لي مجددا بلطف وقال ...

_ حسنا ... كم من الوقت قد تحتاجين لتكملي قراءته ...

_ يومان فقط ...

_ حسنا ... اليك ما سنفعله ليكن معك أنت أولا وبعد يومان لنلتقي هنا مجددا لإخذه انا ...

أعلنت موافقتي على اقتراحه ثم قلت وانا امد له يدي ...

_ إيليا ...

صافحني ثم قال هو الاخر ...

_ جان، تشرفت بك إيليا ...

مرت الاحداث بسرعة , مرت الأيام و الشهور ... في تلك الفترة لم أستطع رؤيته , الغريب أنني اشتقت اليه ... اشتقت لصوته المسموم ,لنظرته الثاقبة ... لكن شوقي لم يكن كافيا لاستحضاره , لم أكن اعرف السبب في ذلك الوقت , لكن بعد توالي الاحداث , استنتجت أن الوقت هو السبب , الوقت الذي أخذته مني دراستي , و أيضا صديقي الجديد , جان ... لقد أصبح صديقا لي مع الأيام , رفيق أستطيع مشاركته افكاري ليستقبلها هو بكل رحب صدر ... كان يفهمني و لم أستغرب ... فجان كان خريج كلية الطب ... تخصص الامراض النفسية ,استطاع ان يبرز اسمه بفترة قصيرة فقط ... ربما كان هو هدية أخرى من الحياة للإنسان ...

ذات يوم بين رفوف المكتبة، مركز لقاءنا جان وانا، كنا جالسين بجانب بعضنا ...نناقش احداث احدى الكتب وفجأة نظر الي وقال ...

_لماذا تصمتين الى الان؟

_ابتسمت لذكاء سؤاله وأجبته قائلة ...

_لم يحدث ان كان الصمت علاجا للصمت، لكن لا شيء يغير انه مسكن جيد ...

_ لكنك تعلمين، تعلمين الحقيقة اليس كذلك ...

اجبته متسائلة ...

_ حقيقة الصمت؟

حرك رأسه موافقا سؤالي فأكملت ...

_ أجل أعلم، اعلم ان الصمت هو أخطر سم صنعته الحياة، وهل يستطيع الانسان التخلص من السم ...

أجابني ...

_أجل، يستطيع ...

في تلك اللحظة بالضبط، اللحظة التي لم أتوقع ابدا مفاجأتها، انفاس ارتطمت بأذني فجأة، ثم همس كان مختفيا لفترة والواضح انه عاد ...ماضي المسموم ذو وجه البهلوان، همس في اذني قائلا ...

_لا، لن يستطيع ...

لم أستطع كتم ذعري ومشاعري القوية التي ضربت قلبي مثل العاصفة، العاصفة التي تأتي لتأخذ الأرواح لتجعلهم عبادا لها ... وقفت بسرعة، أردت فقط الهرب من امام جان، لم أرد أبدا أن يظن انني مجنونة، هو الذي يقرأ العيون ويشعر بباطن البشر، وقف هو الاخر ينظر الي قلقا ...

_أ أنت بخير ماذا حصل؟

لم أستطع النظر داخل عيناه، أجبته وأنا أرجع بخطواتي للوراء ...

_ بخير، ع علي الذهاب ...

خليت المكان مسرعة، أجري بكل سرعتي، متوجهة للمكان الذي كنت أعلم انه ينتظرني فيه ...كنت أحارب الوقت لأصل اليه، بدأت أسترجع أنفاسي عندما وصلت لحديقة منزلنا ... نظرت اليه، كان واقفا ينظر الي هو الاخر، لم يتغير، لم تتغير تلك النظرة المسمومة، تلك الابتسامة الخطيرة كخطورة خاتم البحر , ذلك الخاتم الذي يأخذك رغما عنك ...

الغريب في الامر، أن انفاسي ناقضت بعضها، كأنها رأت مصدر حريتها وسجنها معا ... قال بنبرته التي تشبه فحيح الافعى ...

_اشتقت الي ...

_اشتقت والموت معا ...

_لأنك كلاهما ...

ابتسمت بطرف شفتاي عندما تذكرت شيئا، فقلت ...

_ اتعلم، لقد اخترت اسما لك، فأن تكون مجرد ماضي لا يروقني ...

قهقه وهو يميل رأسه وقال ...

_ وما هو؟

_ ليام، ليام ...

لم أختر له اسما فقط لأناديه به، بل اخترت له هذا الاسم ليفسر ما هو بالنسبة لي، فالإنسان حتى لو رأى أسوأ كوابيسه وثم نظر لتلك الكوابيس على أنها ليام، ستصبح تلك الكوابيس ذرعا له، حامية له ... الغريب هو اننا رغم كرهنا وحقدنا على اسرار ماضينا أو على  الأقل البعض منه، نريد ان يحضننا جزء منه، وانا أردت حضن ذلك الجزء المسموم ...

كم من عاصفة مرت على روحي وكم من ضباب كون قلعة فوق قلبي، كم من رياح بعثرتمشاعري وكم من رعد دمر قوتي، لكن في تلك اللحظات بالضبط شعرت أنني تغيرت، أجلتغيرت ... كأن داخلي أصبح كرة بلورية تسجن داخلها ضعفي وظله معا ... كأن قوتي التيظننتها قد دمرت بدأت باسترجاع أنفاسها بداخلي، أوراقي التي انتشلت أنفاسي وسعادتي،عادت سميكة يوم التقيته أول مرة ... يوم لمس قلبي على تلك الارجوحة، يوم سقطت داخلتلك البركة وعانقت الموت، لكنه أنقذني ... لم اعرف يوما أن ما بعثرني هو في الأصلمصدر طاقتي ...

Liamilia { Toxic Past Naked Love }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن