1
فؤادة
الفصل الاول
فى نهار ملئ بالغيوم بأحد أيام الشتاء والذى ينذر بطقس ممطر شديد البرودة ، وفى بلدة ريفية على اطراف محافظة الغربية ، كان هناك منزل يقع بوسط الزروع يوحى مظهره بالجمال والاصالة
كان منزل مكون من طابقين يحتضنه سياج انيق من الحديد المشغول والذى يسمح لمن بداخله بمراقبة كل مايدور بالخارج والعكس ايضا ، وكان يسكنه ثلاث من الرجال مع والدتهم بعد وفاة ابيهم منذ عدة سنوات
ليقوم جلال وهو الشقيق الأكبر والذى يبلغ من العمر ثلاث وثلاثون عاما على شئون عائلته من مراعاة مصالحهم ، والاخ الاوسط عارف وهو يعمل بالتدريس يبلغ من العمر اثنى وثلاثون عاما ، بينما الاخ الاصغر حسين والذى يبلغ ثلاثون عاما فهو يقوم بالعمل فى احد المستشفيات الحكومية بعد ان تخرج من كلية الطب وانتهى من التكليف الحكومى منذ ثلاث سنوات
تزوج جلال وحسين من بنات عمهما هدى وندا ، وعاشوا مايقرب من العامين وهما لا يحسبان للزمن اى حساب حتى كان يوم ميلاد سلوى ابنة جلال لتموت امها هدى اثناء ولادتها لينقلب حال الجميع
فعندما فاجأتها آلام الولادة كانت ليلة ممطرة من ليالى الشتاء ، فاسرع بها جلال الى سيارته وهو يحاول طمأنتها ورفض ان يصطحب والدته معهم ، واثناء الطريق انحرفت بهم السيارة بسبب الطريق والامطار لتصطدم السيارة بشدة بسيارة اخرى مسرعة ..صدمت سيارة جلال بشدة من الخلف لتنجرف السيارة من جلال وتصطدم مرة اخرى بعنف بشجرة ضخمة على شاطئ ترعة وكادت سيارة جلال ان تتهاوى فى الترعة لولا سترالله وعند نقلهم الى المستشفى ، لم يتمكن الاطباء من انقاذ هدى والتى اثر الحادث عليها بشدة ولكن الله اراد ان ينقذ مولودتها ، وترك الحادث ايضا اثرا على قدم جلال الذى قام الاطباء بتركيب بعض الشرائح والمسامير بها لتصاب مشيته بعرجة ملحوظة تؤثر على سرعته فى السير
وقد كانت هدى فتاة رقيقة ، جميلة ، حلوة المعشر ، ومن بعد موتها حزن عليها زوجها حزنا كبيرا لم يفارقه حتى الان رغم مرور اربع سنوات على رحيلها
اما حسين وندا فقد رزقهم الله بطفلين جميلين ادهم اربع سنوات وليلى .. والتى لم تكمل العامين
اما عارف فكان شابا يعلم كيفية التعامل مع معطيات الحياة ، فكان يجيد التعامل مع كل ما حوله وكل من حوله ، ولكنه كان يرفض الزواج متعللا بانه لم يقابل بعد من يمكنها ان تمتلك قلبه كى يسلمها زمام اموره
وكان والد جلال وعارف وحسين يمتلك مساحات كبيرة من الاراضى الزراعية والتى كان جزء كبير منها عبارة عن اشجار للموالح وبقية الاراضى يقوموا بذراعتها بالمحاصيل المصرية المتعارف عليها
أنت تقرأ
فؤادة
Romanceفؤادة مقدمة كل منا يرسم طريقه بفرشاته الوردية الخاصة متمنياً ان تصبح لوحاته حقيقة ، و منا من تثقل اكتافه الهموم و هو لا يدرى من اين النجاة ، و لكن القليل منا من يعلم علم اليقين ان الغيب يدخر لنا حلولا الاهية قد تكن ابعد من احلامنا و لكنها تأتى بخلاص...