30
فؤادة
الفصل الثلاثون و الاخير
اشرقت شمس يوم جديد ، لتفتح فؤادة عينيها ، لتجد انها نائمة فوق فراش ابيها و هى لا زالت تحتضن سلوى ، و لكنها وجدت ذراع قوية تحيط خصرها بتملك ، و عندما رفعت عينيها وجدت جلال غارقا فى نومه و هو بجوار سلوى من الجهة الاخرى ، يتوسد ذراعه و مكبلا اياها بذراعه الاخرى ، و عندما حاولت ازاحة يده عنها لكى تعتدل ، وجدته يهب من نومه و هو يتسائل بلهفة عما حدث ، لتنظر له فؤادة مشدوهة ، و ما هى الا لحظات الا و غرقت فى ضحكاتها بشدة و هى تشير اليه بسبابتها ، لينظر لها جلال فى ذهول و يقول : هو فى ايه اللى بيضحكك اوى كده
فؤادة بخجل وهى تحاول السيطرة على ضحكاتها : انا اسفة ، بس يمكن عشان اول مرة اشوفك و انت صاحى من النوم
ليعود جلال برأسه على الوسادة و هو يراقب اياها بنعاس و يقول بابتسامة جميلة : و هو انا شكلى بيضحك اوى كده و انا صاحى من النوم
فؤادة و هى تتلاعب باطراف الدثار : لا طبعا ما اقصدش ، بس يعنى فيه فرق كبير اوى بين جلال الشديد اللى دايما مكشر و كلامه كله اوامر ، و جلال اللى صاحى من النوم و هو شعره منعكش و عنده قوصة على قورته
جلال : انا عندى قوصة
لتومئ فؤادة راسها بابتسامة و بعض العبث ، لينهض جلال من الفراش و يتجه الى المرآة ليرى ان خصلة من شعره قد انسدلت بالفعل على جانب جبينه كالغرة ، فالتفت الى فؤادة التى اعتدلت فى جلستها و اخذت تراقبه بابتسامة حالمة ، فاقترب منها و جلس قبالتها و قال بعبث : و انتى بقى يا ترى القوصة بتاعتى عجباكى و اللا تحبى احلقها
فرادة بتسرع : اوعى ، و عندما احست بتسرعها غلبها خجلها مرة اخرى ، فاخفضت عينيها للاسفل و اخذت تأكل شفاهها من الداخل ، ليمد جلال يده ليرفع وجهها و ينظر الى عينيها قائلا : كنت بموت من الرعب عليكى امبارح ، و لو كان عارف سابنى اجى لوحدى ، كنت اكيد عملت ستين حادثة على الطريق
فؤادة : بعد الشر عنك
ليضمها جلال الى صدره و هو يقول : نفسى اغمض عينى و افتحها ، و الاقى كل الكلام ده خلص و انتهى و ما فاضلش غير اننا نعيش مع بعض فى هدوء و بس
و عندما حل الصباح على الجميع اتجهوا الى قسم الشرطة ….. كان جلال و محمد قد اصطحبا الجميع حتى ماجدة الى قسم الشرطة لتلبية استدعائهم لاخذ اقوالهم
و بعد انتهاء التحقيقات ، علموا بان المقتحمين قد دخلوا المزرعة اثناء دخول و خروج سيارات النقل التى كانت تحمل الفاكهة ، و اعتقد الحرس انهم تابعين للسيارات ، و اعترف احدهم بان الزينى هو من اتفق معهم على عمل ذلك و هو الذى كان يبلغهم بالتعليمات من داخل محبسه
و بعد عودتهم جميعا مرة اخرى الى المزرعة ، ودعهم سالم و محمد و عادوا مرة أخرى الى طنطا لمتابعة اشغالهم ، و بقى عارف مع جلال و فؤادة ، و اثناء جلوسهم سويا
أنت تقرأ
فؤادة
Romanceفؤادة مقدمة كل منا يرسم طريقه بفرشاته الوردية الخاصة متمنياً ان تصبح لوحاته حقيقة ، و منا من تثقل اكتافه الهموم و هو لا يدرى من اين النجاة ، و لكن القليل منا من يعلم علم اليقين ان الغيب يدخر لنا حلولا الاهية قد تكن ابعد من احلامنا و لكنها تأتى بخلاص...