27
فؤادة
الفصل السابع و العشرون
تحركت سيارة جلال متجهة الى الاسكندرية ، لا يتخللها سوى بعض الاحاديث بين سلوى و فؤادة ، و كان جلال يتولى القيادة فى صمت شديد ، و مع الوقت راحت سلوى فى سبات عميق ، و غفت ماجدة هى الاخرى ، و لكنه لاحظ فؤادة و هى تخرج هاتفها و تهاتف احد ما ، و استمع اليها تقول : صباح الخير يا عمى ……… ايوة انا على الطريق دلوقتى … لا .. جلال صمم يوصلنا عشان يتطمن علينا …. الله يسلمك ، انا بس بعد اذنك عاوزاك تكلم الجراچ اللى رافع فيه العربية بتاعتى ، و تخليهم يجيبوهالى على عمارة استانلى ….. ايوة انا هقعد هناك شوية …. حاضر ان شاء الله و سلملى على كل اللى عندك …. مع السلامة
و بعد ان اعادت هاتفها الى الحقيبة مرة اخرى قال جلال بفضول : انتى بتعرفى تسوقى
فؤادة : ايوة
جلال : بتسوقى كويس يعنى و اللا سواقة حريمى
فؤادة و هى تنظر اليه بجانب عينيها : بسوق من و انا فى ثانوى
جلال : طب و انتى محتاجة العربية فى ايه
فؤادة : و اسيبها مركونة فى الجراچ ليه
جلال : ايوة يعنى هتروحى فين
لتنظر اليه فؤادة و هى تكبت غضبها و لكنها قالت : اكيد مش هفضل فى البيت الاربعة و عشرين ساعة
جلال بقلق : ايوة ، بس ليه ما قلتيليش
فؤادة : و هتفرق ايه
جلال : كنت اتصرفت و جبت لك سواق ، او افضل انا معاكم و ….
فؤادة بحزم : لأ
جلال بخفوت و هو ينظر فى المرآة الى ماجدة التى ذهبت فى النوم : ما تنسيش اننا مش لوحدنا
لتلتفت فؤادة ناحية ماجدة و سلوى المستغرقتان فى النوم بجمود ثم تعود بوجهها مرة اخرى الى الامام و هى تقول : يبقى من الاحسن ان كل واحد ياخد باله من كلامه
جلال : طب ناوية تقعدى فى اسكندرية اد ايه
فؤادة بايجاز : ما اعرفش
جلال : طب هترجعى على المزرعة تانى و اللا هتفضلى هنا
فؤادة بعند : ما اعرفش
جلال بغيظ : لازم تعرفى و تعرفينى ، على الاقل ابقى عارف بنتى فين بالظبط
لتنظر فؤادة له نظرة عتاب و تقول : حاضر ، هبقى اخليها تكلمك و تبلغك بتحركاتها
لينظر لها جلال بغضب و لكنه يقرر ان يؤجل معها اى نقاش و هى فى تلك الحالة المزاجية المتجمدة
فى منزل عزت …… كانت ندا تجلس فى غرفتها منذ عودتها من زيارة ابنائها فى اليوم السابق ، ليدخل عليها كريم و يسألها فى فضول : انتى ماروحتيش لولادك ليه النهاردة
أنت تقرأ
فؤادة
Romanceفؤادة مقدمة كل منا يرسم طريقه بفرشاته الوردية الخاصة متمنياً ان تصبح لوحاته حقيقة ، و منا من تثقل اكتافه الهموم و هو لا يدرى من اين النجاة ، و لكن القليل منا من يعلم علم اليقين ان الغيب يدخر لنا حلولا الاهية قد تكن ابعد من احلامنا و لكنها تأتى بخلاص...