24
فؤادة
الفصل الرابع و العشرون
محمد : مشاعرك ما اتحركتش ناحيتها فى اى لحظة
جلال بصدق : مش عارف ، و حاسس انى خايف اعرف ، و لما اتكلمت معاك بصراحة .. اتمنيت انك تقدر تساعدنى ان انا كمان اعرف اللى جوايا
محمد : طب ما تحكيلى على اللى جواك و ملخبطك بالشكل ده .. لدرجة انك مش عارف ايه اللى جواك
جلال و هو ينظر الى اللا شئ : انا كنت و ما زلت بحب مراتى الله يرحمها جدا ، لدرجة مش سهل ابدا ان اى حد يتصورها ، كانت بنت عمى ، و كنا بنحب بعض من صغرنا ، رغم ان برضة كان فى فرق فى السن بيننا و بين بعض ، كانت زى النسمة الشاردة اللى تلمس القلب ترطبه ، كانت هادية .. و رقيقة ، كانت اكتر حاجة ترعبها انها تعرف ان حد زعلان منها ، حتى لو هى اللى كانت عندها الحق ، لكن كان عندها مقدرة كبيرة على التسامح و العفو
برغم انها الله يرحمها كان طول عمرها عندها نفس المتلازمة بتاعة فؤادة دى من صغرها ، لكن عمرى ما فكرت انها ممكن تكون ازمة نفسبة ، كل اللى جه فى بالى و اللى كان تفسيرى الوحيد لده .. انها كانت خجولة جدا زيادة عن اللزوم و مسالمة لاقصى درجة ، فكانت ايدها دايما تتشبث فى هدومها من كتر الخجل
محمد بتردد : او يمكن ضعف شخصية ، و ده اللى كان بيخليها تتنازل عن حقوقها لمجرد خوفها ان حد يزعل منها
ليقول جلال باعتراض : هى لما تحب ترضى اللى حواليها تبقى شخصيتها ضعيفة
محمد : طب ما فؤادة برضة بترضى كل اللى حواليها و بمنتهى الحب ، لكن عمرها ما اتنازلت عن اى حق من حقوقها
جلال برضوخ : انا عارف ان هدى الله يرحمها كانت شخصيتها اهدى و اضعف بكتير من فؤادة ، و عشان كده استغربت ان المتلازمة دى تحصل مع فؤادة لما لاحظت قوتها الداخلية و شدتها فى عدم تنازلها عن اى حق من حقوقها ، فؤادة عكس هدى تماما … فى كل شئ ، ساعات بحس انها عاملة زى الشجرة العفية اللى واقفة قصاد الريح تتحداها انها تغلبها او حتى تاخد غصن واحد من غصونها ، رغم انها اوقات كتير كانت بتعمل كده رغم علمها الكامل ان ضهرها للحيط و ان ما حدش معاها ممكن يسندها او يقويها
محمد : و يمكن عشان كده بتتشبث فى نفسها ، او بمعنى تانى بتقوى روحها بروحها
جلال : مش هنكر ان قوتها ابهرتنى و خدتنى ، لكن فى نفس الوقت خفت ...خفت يا محمد
محمد بفضول : و ايه اللى خوفك
جلال بتيه : مش عارف
محمد : لكن على الاقل عندك اول الخيط
لينظر جلال الى محمد بشرود و يقول : يمكن عشان شكلها اوى
محمد بفضول : شكل مين
أنت تقرأ
فؤادة
Lãng mạnفؤادة مقدمة كل منا يرسم طريقه بفرشاته الوردية الخاصة متمنياً ان تصبح لوحاته حقيقة ، و منا من تثقل اكتافه الهموم و هو لا يدرى من اين النجاة ، و لكن القليل منا من يعلم علم اليقين ان الغيب يدخر لنا حلولا الاهية قد تكن ابعد من احلامنا و لكنها تأتى بخلاص...