-١٥- هل تلك هي الجنة؟ : أهلًا بكَ في الجحيم

96 33 27
                                    

...
لا يوجد أحد سيحذرُك قبل وقوعك في الحفر المظلمة، و في الأغلب حينما تقع ستكون غير راشد، و حينما تكون راشدًا و تخرج من تلك الحُفر ستجد أيدي تتشبث بقدميك لتعاود الإنزلاق بتلك الحُفر السوداء؛ لكن الأمر يعتمد عليكَ أنت و على رغبتك في الخروج منها، أو الإستمرار في كونك قطعة من الجحيم.
...

"لقد أحرز تقدمًا كبيرًا يا سيد هوسوك، لقد أفاق اليوم من غيبوبته" كان هذا ما أستمع له هوسوك صباح اليوم عبر هاتفه من الطبيب المسؤول عن حالة صديقه

"شكرًا لك حضرة الطبيب، في الواقع انا خارج البلاد الأن يومان و سأعود لتفقده، شكرًا لإعتنائك به" تحدث هوسوك بسعادة عارمة لما سمعه اليوم

هو سعيد كون جين لايزال حي لم يمت، لم يكن السبب في فقد شخص يحبه، فلو كان فقد جين ربما كان ليشعر بالذنب تجاهه طوالَ عمره

تنهدَ براحة يُراقب تلك المستغرقة في نومها بهدوء، هو متأكد أن محاولتها للإنتحار لم تكن بمحض إرادتها الحرة، و أن لهذا اللعين دخل بالأمر، فهو من يضع في رأسها فكرة أن الإنتحار سيكون راحتها، و أنها حينما تموت لن تواجه المخاوف و الحزن مجددًا، يحاول إقناعها أن راحتها تكمن في تخليص روحها و قتل نفسها، يفعل معها مثلما يفعل مع الكل، يقنعهم بإزهاق ما تبقى من أنفاسهم في سبيل أمل مزيف و هو الراحة.

لذا قررَ هوسوك عدم سؤالها عن الأمر، و التعامل معها بشكلٍ طبيعي و حذر، و حتى لا يُذكرُها بنامجون

"صباحُ الخير" نطقت هي توقظه من شروده حينما أستيقظت و وجدته بالغرفة، فعادت لها ذكريات الأمس، و تداركت الأمر

"صباحُ النور" تحدث هو يبتسم لها بإشراق

"لقد أتعبتُك معي أعتذر منك" تحدثت هي بهدوء

"لا عليكِ جورين، أهم شيء هو أن تكوني بخير" تحدث هو بهدوء

"ماذا سنفعل اليوم؟" سألتُه تدخل في صلب الموضوع كونها تريد إنجاز الأمر و الخروج من هنا

"سنذهب مجددًا لنايون، تلك المرة سأحاول إقناعها بالعودة معي، و أرجوا مساعدتك لي في إقناعها" تحدث هو بجدية

"سأحاول المساعدة؛ لكن في الواقع إن كنت مكانها، فلن أعود معك مهما كلفني الأمر، ما عاشته نايون بسببك عشتُه أنا بسبب ماثيو دوناڤان، و تعلم إن أنطبقت السماء على الأرض لن أتسامح مع ماثيو، إن كنت سأموت و هو الأمل الوحيد كي أعيش، فأنا أُفضل الموت" تحدثت هي تشرح له بهدوء

"صدقيني أنا الأن تغيرت عن الماضي، لا أهتم لأي شيء، كل ما أريده أن أعيد لها جونغكوك، و أن أعوض هذا الثُنائي عن ما تسبيت به من جحيم لهما" تحدث هو بجدية

"هل أنت تأتي الأن لإصلاح أخطائك، و طلب المسامحة و الغفران من الضعاف الذين أذيتهم؟" سألت هي بجدية

◍مرآة الشيطان || .Devil's Mirror ||JH◍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن