البارت 11

62 7 0
                                    

عالم البرزخ

📌عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

من اراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة آلله منه عند الذنوب

📚ميزان الحكمة

📌#نفسـيـــــــــــاًً 🌼

كل صديقين تربطهم علاقة قوية جدا رغم إختلافهم في أشياء كثيرة فإنه مع الوقت  يتشابهون، يصبحون متشابهين في الأفكار و الاهتمامات و طريقة الكلام وحتى بالكره تلاقيهم يتشاركون في كره الشيء نفسه و يحبون الشيء نفسه ، لهذا إن كنت تريد أن تصبح شخصا جيد فصاحب شخصا جيد ، أو على الأقل صاحب شخصا لديه الإرادة مثلك بأن يصبح جيد .
و بهذا اجعل 'حسن' صديقك و رفيقك

علم النفس وتطوير الذات ⚙

○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•○•

جلست متحيرا ً نادما ً غمر قلبي الحزن والألم وبكيت لفراق صديقي الحميم الوفي ((حسن)) ....
وإذا بي في تلك الأثناء أسمع صوت شخص يمر قد نبهني , ففتحت مسامعي عسى أن أعرف جهة الصوت , فانشرح فؤادي لعطر ((حسن)) الأخّاذ , فترقرقت في عيوني دموع الشوق . 
فتحت ذراعي وضممته إليَّ مسرورا ً ورويت له ما جرى لئلا ينزعج مني . فقال ((حسن)) : 
لما شعرت بعدم وجودك على أثري رجعتُ من نفس الطريق وعرفت بالأمر من خلال الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من الطريق المتجه نحو اليسار فسرت في نفس الاتجاه لكنني لم أعثر عليك رغم بحثي عنك , حتى وصلت قرب الغار فشاهدت الذنب ولما رآني ولّى هاربا ً . حينها عرفت أنّه قد خدعك , وعندما دخلت الكهف سمعت عن بعدٍ صوت بكاء ونحيب فسررت وأسرعت نحوك. 

::التوبة ::

وبعد صمت واصل ((حسن)) : بقد كان هذا الطريق مقدّر لك سلفا ً لكن جرى استثناؤه وذلك لتوبتك , رغم محاولات الذنب في إعادتك إلى ذلك الطريق . قلت : لقد كانت توبتي من الذنوب الكثيرة التي ارتكبتها صغيرها و كبيرها . قال : إنّه طريق رهيب للغاية كان عليك قطعه لولا توبتك وهو بالإضافة إلى طوله و منعطفاته ومعابره الضيقة والمظلمة , فإنّك لا تأمن ما فيه من حيوانات وحشية , ثم أخذ ((حسن)) بيدي وقال : هيا بنا نعود إلى طريقنا السابق . 
قطعنا ما تبقى من الطريق حتى وصلنا مكانا ً فسيحا ً يشبه المستنقع ولما وضعت قدمي في بركت فيه حتى الركبة . وكان ((حسن)) يسير بسهولة , فلمّا رآني تراجع إلى الخلف وطلب مني أن أمسك بيدي على رقبته ليعينني . غطست في المستنقع حتى فمي ولم تعد لديّ إمكانية الصراخ وطلب المعونة , وإذا بذلك الملك يطلّ علينا وناول ((حسن)) حبلاً وقال له : هذا الحبل كان هو قد أرسله سلفا ً فأعنه كي يتخلص. ذهب الملك وألقى ((حسن)) بالحبل إليَّ فاستطعت الامساك بالحبل والتخلص من تلك الهلكة , ولما تجاوزنا المستنقع سألت ((حسن)) : ما هو مراد الملك من القول : هذا الحبل كان هو قد أرسله ؟ 
قال ((حسن)) : لو أنك تتذكر , قبل عشر سنوات من موتك قمت بتشييد مدرسة يتعلم فيها الأطفال الآن , فخيراتها هي التي أدّت إلى خلاصك من هذه المحنة وحضرت عندك لتنقذك . 
يّدت ما قاله ((حسن)) ثم قلت متبختراً : قبل خمس سنوات قمت بتشييد مسجدٍ , فأين أصبحت خيراته ؟ ابتسم ((حسن)) وقال : بما أنّ بناءك للمسجد كان رياءً , من أجل الشهرة وليس في سبيل الله فإنك قد تلقيت الأجر من الناس . قلت : وأيّ أجر ؟ 
قال : المدح والثناء من قبل الناس , تذكّر ما كان يدور في قلبكحينما كان يمدحك الناس , لقد كنت تقدّم رضاهم على رضى ربّك , وأعلم أن الله إنما يتقبّل الأعمال التي تؤدّى لأجله وحسب. 
استحوذت عليّ حالة من الحسرة والندامة من ناحية , ومن ناحية أخرى شعرت بالخجل وأخذت بتوبيخ نفسي , أرأيت كيف ضيعت أعمالك بالرياء وحب الذات في حين كان باستطاعتها إغاثتك في مثل هذا اليوم ؟. 

:: موكب الشهداء :: 

((طوبى لأولئك الذين مضوا شهداء فلا تفكروا بمنزلتهم فإنّ أفكاركم قاصرة عن بلوغ ذلك , بل فكروا بطريقهم وهدفهم))
واصلنا سيرنا في وسط صحراء مترامية الأطراف , ولم تخف حرارة الجو أبدأً , واستولى عليَّ الإرهاق ولم تبق فيَّ قدرة على مواصلة الطريق .
في تلك الأثناء سمعت أصواتا ً فأدرت برأسي نحو يمين الصحراء , فشاهدت منظرا ً مثيرا ً , إذ رأيت مجموعة من الناس قد اخترقت الصحراء ومضت بسرعة فائقة ولم يخلّفوا وراءهم سوى الغبار , فتوقفت متعجبا ً وأخذت أنظر إلى الغبار المتطاير , ثمّ حركني ((حسن)) فانتبهت على نفسي , وأدرت أن أسأله فسبقني ((حسن)) وقال : هل شاهدت المنظر ؟ , قلت : ومن هؤلاء ؟
قال : هؤلاء زمرة من الشهداء .
قلت مذهولاً : الشهداء ؟
قال : نعم الشهداء .
قلت : وأين يريدون ؟
قال : وادي السلام .
فأدرت برأسي نحو ((حسن)) متعجباً وقلت وادي السلام !
قال : نعم وادي السلام .
قلت : لقد ذلّلنا هذه المسافة الطويلة بما فيها من مشقات ومحن كي نُسعد يوما ً بالوصول لوادي السلام , وها أنت تقول أنّ هؤلاء يتوجهون نحو وادي السلام بهذه السرعة , فهل هنالك فارق بيننا وبينهم ؟
فطُبعت ابتسامة على وجه ((حسن)) وقال :
بين قمري وجرم القمر فرقٌ بين السماء والأرض
ثم واصل كلامه : لقد عبت الله في الدنيا على عجل فعليك الآن أن تقطع الطريق بمشقة وصعوبة , أين أنت من الشهداء فالشهيد تغفر ذنوبه بمجرّد أن تسقط أوّل قطرة من دمه على الأرض وتُذلل له الطريق .
وفي يوم القيامة أيضا ً أوّل من يدخل الجنة الشهداء , فإنّهم قطعوا طريق مائة عام في ليلة واحدة , وها هم اليوم يقطعون وادي برهوت في طرفة عين .
فغبطت الشهداء على منزلتهم وأخذت أردد : طوبى لهم وحسن مآب .

::نيران الحسرة ::

لشدة ما انتابتني من حسرة وغم جلست وأخذت أحدّث نفسي : 
أية درجة ومنزلة هذه ؟ منذ مدة وأنا أدور في هذه الصحراء وواجهت الكثير من العوائق والمصاعب ولا زلت لم أصل بعد إلى نتيجة .
لكن هؤلاء بلغوا مقصدهم بهذه السرعة , فحقا ً طوبى لأولئك الذين مضوا شهداء .
سالت الدموع على وجنتي وبلغت روحي حنجرتي .
بكيت وبكيت بصوت عالٍ حتى أخرجت ما في فؤادي من عقد الدنيا ... لكن الحسرة والغبطة لموكب الشهداء بقيت في قلبي , وهل يمحوها البكاء ؟
جاءني ((حسن)) بهدوء وأخذ يهدئ من روعي ويشجعني على مواصلة الطريق الذي كان طويلا ً مضنيا ً.
رغم قطعنا لمسافة طويلة من الطريق لكن لم تلح في الأفق نهاية الصحراء .
وعلى بعد رأيت عمودا ً أسودا ً ما بين عمق الأرض والسماء يتصل بنيران السماء ودخانها وهو يتحرك , ولما اقترب ظهر أنّه يشبه الغبار يدور حلو نفسه , ولما رأيته التصقت بـ((حسن)) ولفني الرعب والهلع فسألته : ما هذا العمود ؟ 
قال : إنّه غبار ..........

يتبع✏️📝

مسيرة الارواح في عالم البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن