هل أنتِ موجودة..؟
بالطبع، ما هذا السؤال! إن لم أكن موجودة كيف سأقرأ الكتاب..!
تحمليني قليلاً سكر، جاريني في أسئلتي فقط..• - •
لم أنتِ موجودة...؟
ها؟ ماذا تعنين..؟
أعني لم كل هذه الحياة أصلاً..؟
ربما جاء في خاطركِ سؤال قريب منه وربما لا، لم كل هذا..؟| حزن، وفرح، ومدرسة، وعائلة، وفراق والتقاء، وسهر واستيقاظ، وسنوات تمضي، وألم، وحفلات، وعمل، وشهادات، وطفولة وشيخوخة، وأحلام ورغبات، وأدب وخيال، وأرض وطاقات، نووي وأمريكا، كوريا، الهند، الصين، البرازيل، الوطن العربي، القدس واحتلال إسرائيلي، ثقافة، علم تجريبي، فيزياء وتاريخ، حضارات وصراعات، كيبوب وهوليوود، أنمي ونتفلكس ووودوامة الأرض هذه كلها لم نحن فيها..؟
لم نحن على الأرض أصلاً..؟الإجابة بسيطة، لكن ما رأيكِ نتعرف عليها بشكل مختلف هذه المرة بدل إجابة مباشرة...؟
بقصة مثلاً..؟ ألسنا في تطبيق للقصص..؟
تفضلي الإجابة، أقصد القصة .. وهي قصة حقيقية أترك صاحبها يرويها
الراوي هو طبيب، استشاري العلاج النفسي والتربوي د.عبد الرحمن ذاكر الهاشمي
درس في الأردن، ثم عمل في لبنان، ثم أمريكا، ثم دبي، ثم عاد إلى الأردن وهو يعمل هناك الآن، هو يعمل في مجاله منذ ٢٥ عام
°°°
« من أين أبدأ؟
لقد اعتدت أن أجيب عن سؤال من (أين أبدأ) بقصة حدثت معي في دبي في العيادة النفسية (مع أنها تكررت بعدها، إلا إن هذه القصة استوقفتني أكثر من غيرها لتميزها في أكثر من جانب).بدأت القصة حين اتصلت بي إحدى الأخوات لتخبرني أنها تود أن تزورني في العيادة النفسية؛ وكانت قد حضرت لي إحدى الدورات التدريبية التي عقدت في (أبو ظبي) في مكتب حرم رئيس الدولة.
لم أكن أعلم حتى اتصالها أنها من العائلة الحاكمة. عندما اتصلت بالعيادة أخبرتني أنها تريد أن تحضر من (أبو ظبي) برفقة شقيقها الأصغر الذي تود مني أن أجلس معه (جلسة نفسية تربوية).
سألتها عن السبب أو الأسباب (أو الأعراض) التي دعتها للتفكير في استشارتي بشأنه، فأخبرتني أنه أنهى الثانوية العامة للتو، ولكنه عازف عن الدراسة ومتابعة الحياة الأكاديمية، بل هو عازف عن أي أمر جاد في الحياة.