الفصل الرابع

3 0 0
                                    

نور والمجهول
الفصل الرابع
نظرت لها والدتها نظرة أخرستها
طأطأت رأسها خجلاً : السلام عليكم
رفع أدهم عينه ونظر إليها ملامحها تبدو طفولية إلي حد ما وجسدها صغير من يراها يظنها في الإعدادية فهو لم يرها منذ سافر من حوالي خمس سنوات منذ زفاف شقيقتها 
أدهم : وعليكم السلام ازيك يا أسيل عاملة ايه
أسيل ومازالت خجلة : الحمد لله تمام
أما عن الأطفال فقد جروا إليها : خالتوا سيلا
احتضنتهم بسعادة وذهبت لتغيير ملابسها
سهير : هتتغدي معانا بقا
أدهم : معلش اعذريني
سهير: لا والله لازم تتغدي معانا
دخل محمد والد نور فرأي أدهم
محمد : حمد الله على السلامه يا أدهم يا ابني عامل ايه
أدهم : الله يسلمك يا عمي الحمد لله بخير
محمد : يارب دايما يا ابني
أدهم : استأذن أنا بقا يا عمي
محمد : لا يا ابني خليك اتغدي معانا
سهير : الله يرضي عليك كنت لسه بقوله
محمد : أيوه طبعاً مش هيمشي من غير ما يتغدي معانا
أدهم : يا عمي
محمد : من غير ما تكمل هتتغدي دلوقتي يجي مازن ونتغدي كلنا مع بعض
أدهم : مش عارف اقولك ايه يا عمي
محمد : متقولش يا ابني اقعد بقا
سهير : خليكوا مع بعض بقا لحد ما أحضر الغدا يكون مازن جه
ذهبت سهير لتحضير الغداء وجلس محمد و أدهم يتناقشون
أدهم : هتعملوا ايه يا عمي في قضية نور
محمد : والله يا ابني مانا عارف صحبتها هتقدم النقض وهنشوف النتيجة ايه
أدهم : إن شاء الله خير يا عمي
محمد : يا مسهل الحال يا ابني ادعيلها
أدهم : ربنا يخرجها بالسلامة إن شاء الله
محمد : يارب يا ابني
وظلوا يتحدثون في مواضيع شتي والأطفال يلعبون من حولهم

************

أما في الشركة الهندسية التي يعمل بها مازن سمع صوت طرق حذاء عالي علي الأرضية الرخامية رفع رأسه من علي الأوراق التي يعمل عليها فوجدها أمامه تنظر إليه بابتسامة
مازن باستغراب : مايان
مايان : ازيك يا مازن
قام مازن من علي كرسيه ونظر إليها
مازن : الحمد لله أنتي رجعتي الشغل ولا ايه
مايان بابتسامة : أيوه رجعت
نظر لها مازن باستهزاء : وجوزك وافق ترجعي الشغل
مايان بابتسامة ماكرة : هو أنا مقولتلكش
مازن باستغراب : مقولتليش ايه
اقتربت منه مايان حتي رجع هو للخلف
مايان : مش أنا اتطلقت
نظر لها مازن للحظة لم يعرف ماذا يقول
مازن بابتسامة عريضة: طاب ألف مبروك وتركها ورحل تنظر في أثره في ذهول هل استهزأ بها للتو هل لم تلمح في عينيه نظرة الحب والتي كانت تخصها وحدها لمعت عينيها بوميض غريب حتي لو كان فهي لن تستسلم فهي تعرف أنه يحبها وسيعود إليها رغماً عنه
عاد مازن إلي منزله يفكر فيما حدث معه اليوم هل مازال يحبها أم نسيها ولكن فكر للحظة ماهو الحب هل الحب لوعة واشتياق وتمزق لنياط القلوب عند الفراق هل الحب مغازلات ومهاترات أم الحب إمساك الأيادي وخروجات أم الحب طهارة ونقاء لم يعرف مازن الإجابة علي تلك التساؤلات هل لأنه لم يجد الحب الحقيقي فهو لا يعرف ماهو الحب نفض كل تلك الأفكار عن عقله حالياً فالأهم الآن هو إخراج نور من السجن
دخل إلي المنزل فوجد والده يجلس مع أدهم سلم عليه ورحب به وجلس معهم حتي أتت والدته تعلمهم أن الطعام جاهز
جلس الجميع علي طاولة الطعام يتناولون طعامهم في صمت إلا من صوت الصغيران وبعد وقت انتهوا من تناول الغداء وعزم أدهم علي الرحيل فطلبوا منه الجلوس بعض الوقت ولكنه استأذن في أدب
أدهم : هستأذن يا عمي
محمد : اقعد شويه يا ابني
أدهم : معلش يا عمي مرة تانيه
رحل أدهم وتركهم يدعون لنور بالنجاة والعودة لابناءها فقد تم تحديد موعد الجلسة في وقت قريب

**************

أما هناك في تلك الزنزانة المظلمة الباردة والتي ترتدي فيها الأحمر والذي يعني نهايتها المحتومة كانت تسترجع ذكري لقائهم الأول
فلاش باك
كانت نور تدرس في عامها الأخير في كلية الحقوق
وكان أمام كليتها مبني تتولي تصميمه شركات ياسين وفي أحد الأيام والتي كان ياسين بالموقع يتابع سير الأعمال بنفسه حتي رأها تخرج من كليتها مسرعة حتي صدمتها أحد السيارات وفر السائق هارباً بسرعة البرق أسرع إليها ليري إذا كانت قد تأذت فرأها تجلس علي يبدو علي وجهها الألم الشديد ويبدو أن قدمها قد كسرت
نور : ااااه مش قادرة يا رنيم
رنيم : طاب تعال نروح المستشفى بسرعة وحاولت أن تساعدها علي النهوض
قرر هو عرض المساعدة عليهم و أن يوصلهم بسيارته ولكنها برغم ألمها ولكنها فاجأته برفضها القاطع
ياسين: هوصلكم يا انسه
نور : أنا مش قولتلك يا أستاذ شكراً أنت ايه مبتفهمش
ياسين : يا آنسه أنا بعرض المساعدة
نور : وأنا رفضتها تقدر سيادتك تتفضل بقا خلينا نشوف تاكسي وبالفعل وجدت تاكسي ليصلوا بعد وقت قليل إلي المشفي وساعدتها صديقتها علي الركوب
أما هو فكان ينظر في أثرها بشرود فعلي الرغم من ألمها الظاهر رفضت رفضاً قاطعاً أن يوصلهم للمشفي وبسرعة البرق ركب سيارته وتبع ذلك التاكسي حتى وصل إلى المشفي الذي نزلت أمامه فأخذ يتابعها من بعيد يبدو أنها قد اتصلت بأهلها فيبدو أن الذي معها والدها
وبعد هذا اليوم أخذ يراقبها أياماً وشهوراً فقد كانت تأتي إلي الجامعة على الرغم من كسر قدمها
حتي قرر التقدم لخطبتها
ياسين : يا آنسة
نظرت له بتدقيق : هو أنت خير ؟
ياسين : ممكن رقم والدك
نور باستغراب : ليه هتعمل بيه ايه
ياسين : هكلم والدك عايز أخطبك منه
نظرت له نور بخجل وأعطته الرقم واختفت من أمامه بسرعة البرق
باك
نزلت دمعة من عينيها وهي تسترجع تلك الذكريات الجميلة والتي كانت تعد من أجمل أيام حياتها والتي لن تعود فهو قد رحل ورحل معه مذاق الحياة

*********

أما عن رنيم فقد بدأت العمل علي قضية نور وقدمت الطعن للمحكمة وفي انتظار الجديد حتي حان موعد الجلسة المنتظرة والتي سيتحدد فيها مصير نور
رنيم ممسكه بيده : اهدي إن شاء الله خير
نور : يارب
محمد : متقلقيش يا بنتي
سهير : إن شاء الله هتخرجي لولادك
مازن : هترجعي تنوري حياتنا تاني
أما أسيل فلم تأتي معهم حيث تركوها مع الأطفال وهي هناك تدعو وتبتهل لنجاة أختها من حبل المشنقة
حتي عم الصمت لدخول القضاة القاعة
القاضي :
يتبع ----------------
بقلمي : أمنية يونس

نور والمجهول للكاتبة أمنية يونس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن