part 8

155 23 5
                                    

استعدتُ رشدي وتلك الابتسامة الجنونية بدأت بالتلاشي

حاولت استيعاب ما يحدث، هل حقاً قمت بقتل عمي؟ أم انهُ مجرد تخيل نتيجة غضبي منه

تلك الدموع بدأت تسقط بغزارة من عيناي
ولكن دماء عمي التي تجري كانت اكثر غزارة

كم تمنيت لو كان هذا فقط مجرد تخيل، فأنا دائماً اتخيل أني اقوم بالتمرد عليه بسبب غضبي منه
ولكن حالما يقترب مني لا افعل شيء فقط اقوم بإطاعته لأني اشعر بالخوف منه

كيف يمكن أن اقتله؟ .... هذا مجرد تخيل

استيقظ عمي ارجوك.... استيقظ وقم بتوبيخي وضربي ايضاً... لا بأس بكل هذا فقط استيقظ

جسده ساكن للغاية، اقتربت منه.... أنهُ لا يتنفس

غسلت يدي، وغيرت ملابسي التي تلطخت بالدماء

خرجت من المنزل وبدأت بالجري في تلك الليلة المظلمة الخالية من النجوم، حيث لا يوجد أي ضوء يرشدني .... تلك الليلة التي انغمست فيها بالظلام

كل ما خطر في ذهني هو الذهاب لمنزل والداي القديم.... المنزل الذي كنت فيه طفلاً سعيداً

ابتسامة طفيفة رسمت على شفتاي وأنا اتخيل والدتي تفتح لي الباب.... ولكن تلك الاشياء اللطيفة موجودة فقط بالخيال، ما يوجد بالواقع هو الظلام فقط

فتحت الباب بسهولة لان القفل معطل، ليستقبلني الغبار ويخنق انفاسي المتعبة بعد الركض الطويل

سحبت الطاولة ووضعتها خلف الباب وكأن تلك الطاولة الرثة ستحميني 

.
.
.

لا اعلم كم مضى على مكوثي هنا، ولكن ربما هي الليلة الثانية ، اشعر وكأني لو خرجت ستلقي الشرطة القبض علي.. لذلك انا فقط اتخذت من احدى زوايا المنزل موضعاً لي.... متعب وارغب بالنوم
ولكن ذلك يخفيني.. ماذا لو اقتحمت الشرطة المنزل

ربما هم يبحثون عني الأن.... اظن أنهم سيلقون القبض علي في أي لحظة

سأكون فقط الوغد الذي قام بقتل عمه ... لن يبالي أحد  بالأسباب التي دفعتني لذلك

قد تم قطع ذلك الهدوء القاتل بصوت طرقات خفيفة

وقفت بصعوبة واقتربت من الباب بخطوات هادئة محافظاً بصعوبة على اتزاني، لأسمع صوت خافت ينادي

"سيد جونغكوك افتح الباب"

تراجعت بضع خطوات للخلف ليبدأ ذلك الشخص بمحاولة دفع الباب، تلك الطاولة القديمة لم تحميني فقد اندفعت بسهولة

جسدي تجمد ولم استطع الحراك فقط استمريت بالنظر لذلك الشخص مجهول الهوية

اغلق الباب خلفه بهدوء بينما ملامح وجهه قد تجعدت بسبب كثرة الغبار

"سيد جونغكوك تعال معي.. اظن أننا لا نستطيع الحديث هنا"

"من...أنت؟"

"ربما تعتقد أنني من الشرطة، أليس كذلك؟"

اؤمات برأسي، بينما اصبح صوت دقات قلبي كالعزف على الطبول بصخب

"لستُ من الشرطة... أنا هنا لأساعدك"

"كيف تعرفني؟ لماذا تساعدني؟ من أنت؟"

"فقط تعال معي وستفهم كل شيء.. اللعنة سأختنق بسبب الغبار"

سحبني خلفه ولم استطع المقاومة، جسدي متعب ولم اتناول الطعام منذُ مدة، أنا حتى كنت اتنفس بصعوبة بسبب كثرة الغبار

ادخلني للسيارة ولم يتحدث طوال الطريق
الى أن وصلنا لمكان ما... يبدو كمقهى

طلب مني النزول فقمت بالنزول ودخلنا لذلك المقهى
بعد أن قام بفتحه، لم يكن هناك أحد متواجد به
وبما أنهُ يملك المفاتيح ربما هذا المقهى ملك لهُ

جلسنا على احدى الطاولات

ليردف

"أنا اعلم انك قمت بقتل عمك"

لم استطع اجابته وكأني قد اصبت بالشلل، انا عاجز بالكامل

"لا تخف، قلت لك أني لست من الشرطة وأنا هنا لمساعدتك"

"هل أنت محامي؟" نطقت بخفوت

"لستُ كذلك انا مالك مقهى، ولكن هناك شخص ما  ارسلني لمساعدتك.... قد تدبر ذلك الشخص أمر مقتل عمك بالكامل وجعله يبدو كانتحار ، فقط يجب عليك العودة واعطاء افادتك للشرطة"

"هل تريد مني الذهاب للشرطة بنفسي؟"

"اختفائك سيجعل من الشكوك تزيد وحسب حولك
ثق بي، سيتم حل الأمر"

"من هو الشخص الذي قام بأرسالك لي؟"

"ذلك الشخص سيجعلك تعرفه في الوقت المناسب"

يتبع......

who is sinner حيث تعيش القصص. اكتشف الآن