امشي تحت المطر عائدة الى منزلي بعد يوم شاق من العمل ، لكن لطالما كان جو المطر راحة لي ، ففي كل قطرة مطر لامعة تسكن حكاية يكتمها قلب انسان و تناشد بها روحه السماء .
كل حنين هذه الارض يصدر كرائحة عندما تعانق اول قطرة مطر التراب ، عطره خفيف و جميل ، اتسائل ؟! هل هذه القطرات الصغيرة تشبه كلماتي الرقيقة ، و هل الرياح ستحمل اليهم اشواقي ، لكن الى من ارسل الاشواق ، كيف ارتجي مطرا دون غيوم ، و هل ارتجي حضنا دافئا دون احباب .
دخلت الشقة و كالعادة هي مرتبة ، غيرت ما كان على ظهري من ملابس مبللة و غيرتها بأخرى دافئة تحمي عضامي من برد المطر ، و جهزت فنجان قهوة ساخن ، ثم جلست عند النافذة اراقب قطرات الماء الملتسقة بزجاج بيتي ، انتظر الشتاء وطقوس المطر ليصنع البخار الصاعد من فنجان قهوتي الدافئ كراسة ضبابية على زجاج نافذتي، وتخط أناملي إليهم أكثر الرسائل الما و دفئاً .
في المطر حكايات لا تُحكى ، تعصف داخلنا كلما هبّت ريح الشتاء العاتية فتبعثر ما بداخلنا من ذكريات .
ذكريات تعود بي الى حياتي القديمة قبل ان آتي الى مدينة الليل ، كنت مثل جل الناس اعيش مع عائلة ، حين قررت ان اكسر كل القواعد و ابني نفسي بنفسي ، و اثبت انه رغم اني فتاة ، فأنا اقوى مما يظنون ، و مكاني ليس في قلب المنازل الكبيرة اصنع الجبن و احيك الاثواب فقط ، بل بيدي ان افعل ما لم يفعله رجال عمالقة الاجسام ، حلمي رغم ذلك لم يتجاوز الحدود اللعينة تلك ، فكل ما كان في قلبي من احلام هو الفن ، كنت انجذب الى كل ما هو ملون ، و ربما لهذا كرهتني عائلتي ، كوني ولدت اول فتاة بنظرة ملونة للعالم ، على عكس نساء عائلتنا دوات النظرات الرمادية التي اكلتها نار اليأس .
أنت تقرأ
المرآة و الرجل القط || 𝑻𝒉𝒆 𝑴𝒊𝒓𝒓𝒐𝒓 𝑨𝒏𝒅 𝑻𝒉𝒆 𝑪𝒂𝒕-𝒎𝒂𝒏
Viễn tưởngكل منا يحتاج مرآة في منزله كي تذكره دائما من يكون ، و تجعله يدرك ان ارضاء الناس لن يغير شيئا في حياته او من المحتمل ان يقوده الى الهلاك ، فالمرآه تعكس ما غيره الزمن بنا لا ما غيرناه بالناس ، لكن مرآتي انا لم تعكس محياي فقط ، بل عكست كل قصتي ، كيف تس...