"انا قررت أخد سلمى و أسافر .."
كان هذا قرار مالك الذي أخبر به الجميع النهار مريم كرد فعل علي قراره المفاجئ هذا
= لا يا مالك حرام عليك .. متحرمنيش من بنتى ..
هجمت عليه بأعين غارقة في الدموع و تشبثت بقميصه تمنعه من الهروب منه وأخذ ابنتها تكمشه من تلابيبه بكل ما أوتت من قوة و اخذتت تنوح و تعول بصوت عالى : لا يا مالك .. متبعدش عنى .. انا عارفه انى غلطانه.. و مستعده اعمل ايه حاجه غير انك تبعد عنى انت والولاده .. أنا ممكن اموت فيها يا مالك ..
و بينما هي تتوسله بكل السبل الا يهجرها و أن يعطيها فرصة أخرى كان هبط ضغط الدم لديها و داهمها ظلام دامس فجأة قامته بضراوة و غالبته حتي غلبها و ارتحت قبضتها عن قميص مالك .. و وقعت مغشيا عليها بين يديها .. بعد أن احاط خصرها بيده و ضمها إليها ليكون هو المأمن الوحيد الذي يرحب بوقوعها فهو لطالما كان عملوها التى تستند عليه و يستند عليها ..
حملها بين ذراعيه و مددها علي الفراش .. لتأتى الها الطبيبة بعد أن استدعاها و تفحصها ..
= ضغطها واطى شويه .. و واضح من رعشة جسمها و ايديها .. أنها بتعانى من حالة انهيار عصبي ..
زفر مالك أنفاسه بضيق شديد من نفسه فهو لا يصدق أن قلبه قد تحمل أن يقسو عليها .. و هي درتها و مالكته .. لقد أخطأ حين رمى الذنب بأكمله علي عاتقها .. فهو شريك فيما حدث .. و سلمى ذاتها شريكة فيه .. استغفر قائلا بهدوء: استغفر الله العظيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
ثم وجه حديثه الي الطبيبة يسألها باهتمام قائلا :
يعنى هتفوق امتى يا دكتوره ..
= مش بعد ساعه .. علي ما تاثير المهدئ يروح و ياريت تاخدوا بالكم منها كويس و تبعدوها عن أي ضغط ..
= حاضر .. شكرا لحضرتك جدا ..
انصرفت الطبيبة و اقترب مالك من مريم و جلسها بجوارها اقترب منها وطبع قبلة حانية علي جبهتها و وزع قبلاته علي ثائر وجهها متغللة عبارات الاعتذار و الندم .. : انا اسف يا حبيبتى اسف ..
ظل هكذا حتى غفي بجانبها ..
و عندنا أسدل الليل أعدائه استفاقت مريم . لتجد يدها اليسري ثقيلة مكبلة .. نظرت بضعف إليه فوجدت مالك ينام علي كفة يدها .. مسحت بيدها اليمني علي رأسه .. عيناها تزرف دمعا علي وسادتها ..
فاق مالك علي حركتها .. نظر إليها بأعين جاحظة تقاوم اثر النوم .. : حبيبتى انتى صحبتى .. مالك عطشانه .. جعانه مش كدا لحظه و الامل يكون عندك ..
قبضت علي يده تقررها منه حين ابتعد لينهض و يحضر لها الغداء ...
و قالت بهمس : مالك انا اسفه ارجوك سامحنى انا بحبك و بحبك اولادنا .. ارجوك متبعدش عنى و مابعدهمش عنى ..
مال مالك عليها و استند بجبهته علي جبهتها و قال و هو يتنفس الصعداء بعمق شديد : انا اموت لو بعدت عن انفاسك دي و لو يوم .. لحظة غباء منى .. سامحيني يا حبيبتى انا اللي اسف . حملتك المسؤولية وحدك .. انا ...
= هشششش.. متتاسفش يا حبيبي .. انا فعلا غلط لما سبت سلمى لوحدها للاسف ..فكرت انى كدا بعاقبها .. اتارينى كنت بـ عاقب نفسي ..
= انا قسيت عليكى برضو .. سلمى كمان غلطت ..بس هى لسه طفله ..
انهارت مريم في البكاء .. و لم يخرج من حالتها سوى نداء سلمى عليهما .. ليخرج مالك إليها و تلحق مريم به رغم تحذيره لها بعدم النهوض و مغادرة الفراش ..
اقبلوا عليها ليجدونها تنظر إليهم بلهفة كبيرة خاصة بعد أن رأت والدتها أمامها ..
= نعم يا سلومه ..
= ايه يانور عيني في حاجه بتوجعك ..
نفت قائلة : لا يا ماما .. بس عاوزه اخرج الجنينه معاكم ..شويه ..
حاضر يا حبيبتي يلا بينا ..
اخذهما مالك و خرجوا الي الحديقة لاستنشاق بعض الهواء العليل .. و بينما هم يتنزهون تتخبطهم نسمات الليل العليله ..
أضيئت الأنوار فجأة .. لتكشف عن التحضير الذي أعده ريان بمساعدة ملك و حور و أياد .. احتفالاً بعيد زواجهما..
احتضن مالك مريم و سلمى بعد أن قرصها في وجنتها لاتفاقها معهم علي تلك المفاجأة دون أخبارهم باى شىء ..
كانت التجهيزات عبارة عن طاولة مستطيلة مفروشة بقماش من الدانتيل الأبيض تتوسطها كعكة بيضاء و وردى يتوسطها عبارة اللهم بارك زواجكما مالك و مريم ..
و انوار رفيعة موصلة بين فروع الأشجار .. لتفعل ستار من الانوار .. بشكل مفرح جدا ..
أمسك ريان بالسكين الطويل و قال : هو صحيح عيد جوازكم انتم .. بس احنا اللي تعبنا في التجهيزات يبقي احنا اللي نقطع التورته..
رفع السكين لأعلى ثم هبط بها قائلا بطريقة مضحكة : بسم الله حلال الله اكبر ...
صرخ فيها مالك علي اللحظة الأخيرة قائلا بتهديد: عندك .... لو قطعت حته صغيرة منها هخليك تجبلى غيرها .. و اصرف بقي ..
تشنجت يد ريان .. وضع السكين جانبا و هو يوزع ابتسامات ساذجة هنا و هناك ..
ثم مثل البكاء و هو يستند علي كتف ملك قائلا بحزن مفترى : شوفتى اخوكى بيزعقلى ازاى قدام العيال .. انا هبتى راحت علي ابد اخوكى .. ابص في وش عيالى تانى ازاى ..
اقترب منه مالك و دخل بينه و بين ملك ليفرق بينهما و يقول : لا هتبص عادى زي ما بتبص لهم كل يوم عادى يعنى .. هههههه
ثم قرب مريم إليه .. و التقط السكين و وضع يد مريم علي يده ليقطعاها سويا .. و هو ينظر إلي عيناها و يقول بكل حب .. كل سنه و انت مراتى و ام اولادى و بنتى و حبيبتى ..
ثم همس بالقرب من أذنها بعيد عن أذن الجميع قائلاً ..: بعشقك يا قلب مالك. .
أوردت وجنتاها خجلاً و حباً من كلمته و اختفى شحوب وجهها ..
الورد سوف يظل يزهر ما دمت تسقيه و ترويه .. و سيذبل أن امتنعت عن سقبته.. هكذا النساء ..سوف تزهر ما دمت تسقيه امرأتك من شهد كلماتك و سكر لسانك .. وان تمتعت عن رعايتها و اظهار حبك لها لن تجدها سوى سلكت مصير الأشجار في الخريف .. حين تزيل أوراقها و تتساقط لتصبح خاوية .. كالعجوز الهرم رغم ريعان شبابها..
....
بعد أن تناولوا الكعك اقترح ريان أن يعيدوا لحظات السعيدة من زفافهم أمام أبناءهم ..
فأصبح الاحتفال في أوچه.....
..........
يتبع...
حبيباتى القمرات رايكم يهمني جدا جدا جدا
متنسوش تعملوا لى فولو يا قمرات
دمتم بخير وعافية
إيمان احمد يوسف ❤️❤️

أنت تقرأ
جرعة حب للكاتبة/إيمان أحمد يوسف
Romanceهى ارتكبت خطأ لا يغتفر.. رماها القدر في طريقة لتخشي عليه ان تدنسه بخطيئتها.. أما هو.. فامتلكته سطوة الحب و جعلته يتزوج بها ، ليعود ماضيها و ينغص عليها حياتها.. فهل سيصمد حبهما في وجه المؤمرات التي ستحيك ضده أم سيصبح حطام تحت أنقاض فراقهما ..؟؟ #جر...