الفَنّ هُوَ الأُسلوب، وَالأُسلوب كَانَ هُوَ.

1.5K 115 61
                                        















بدأ كل شيئ في ليله ذات زمهريراً قوي.

كان يجلس اعلى البنايه
تحديداً فوق سور السطح.. يأرجح ساقه اليسار بالهواء و اليمنى يضعها على الارض.

يستمع لموسيقى هادئه عبر سماعات الاذن اللاسيلكة خاصته.. يكاد يكون لا ينزعها من اذنيه سوى وقت النوم.



زفر انفاسه بملل يخفف من ثقل صدره
حياته روتينيه لا جديد بها، اليوم يشبه البارحه
وغداً نسخه مكرره من اليوم .

شد على خصلات شعره الغرابيه يرفعها لاعلى
لتعود على جبهته مجدداً، يحركها الهواء بإنسيابيه
وكم يروقه ذلك هو يستمتع بشعور الهواء ضد بشرته وحركة خصلاته الطويله بحُريه حول وجهه تشعره بنشوه.

حرك عينيه من على النجوم واخيراً .. نظر لاسفل
يرى الماره ضئيلين الحجم وكان ذلك سبب رسم بسمه على ثغره.






ولكن جذب انظاره شيئاً اخر..

فتاه بالشرفه ترتدي فستان قصير باللون الابيض
لا يتناسب ابداً مع هذه الاجواء

تقف على رؤوس اصابعها تتمايل بحركات الباليه بخفه.

نزع سماعاته لينصت جيداً لما ترقص عليه، صوت الموسيقى المنبعث من شقتها كان واضحاً بالنسبه له
لانها بأخر طابق من المبني وهو نفسه الذي يعيش به.

حيويتها..رشاقه جسدها بالرقص وتطاير شعرها الازرق مع كل خطوه تخطوها أسروا انظاره.

رفعت عينيها للسماء اثناء الرقص
فرأت اطراف قدم احدهم ظاهره فوقها تتمرجح بالهواء.

بتلك الاثناء كان هو يلتف بجذعه العلوي يرفع قدمه التي يضعها بالفراغ ليقفز على ارضية السطح.








تركت الموسيقى تعمل وخرجت مهروله من الشقه بأكملها.
لم تضع اي قماشه ثقيله فوق جسدها.. لانها فقدت تركيزها بسبب ظنها بأن صاحب القدمين هذا ينوي الانتحار.

صعدت درجات السلم المؤدي للسطح لان المصعد لا يصل لهناك بالطبع.
عقلها يسيطر عليه فكره واحده ماذا ان لم تلحق به ولم تستطع مساعدته. !

وقفت على اخر درجة من السلم تمسح الارجاء بعينيها الى ان وجدته، كان يقف في بقعة مُضيئه اكثر من ذويها
يتمايل على انغام الموسيقى التى تصل لمسامعه من غرفتها.
ولكن ملامحه غير واضحه بشكل جيد لها.

عكفت يديها لصدرها تميل برأسها على الحائط
تشاهده..
حركاته متناسقه و متناسبه مع الموسيقي بشكل احترافي.. كل انش بجسده يتحرك بتناغم مع النوتات الموسيقيه التي اكتشفت انها موجوده عندما تحرك عليها.

___



' كَانَ يُشبِه قِطعه فَنِّيه تَجَسَّدَت قُبالتي بأدق تَفَاصِيلَهَا.'

𝓢𝓽𝓲𝓵𝓵 𝔀𝓲𝓽𝓱 𝔂𝓸𝓾.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن