عشق الانس والجن

1.8K 78 0
                                    

الحلقة الثالثة

بعد ان حسمت عشتار أمرها للذهاب بالنسر الجريح لأرض الجن لإنقاذ حياته، دخلت في نفق سري تحت شجرة تفاح قديمة في منزلها
أدت بها إلى شاطئ مجهول وكان الوقت فجراً
التقت فيه بجني عجوز يسمى الشق قام بإعارتها قارباً مقابل لعقةٍ من العسل ونصحها بالتجديف حتى تصل لضبابٍ سيأخذها لغايتها المنشودة

بعد تعب شديد
زاد الضباب ملتفاً حولها حتى لم تعد ترى أي شيء
وزادت البرودة
وأحست بالنعاس
فانسل المجداف من يدها شيئاً فشيئاً واحتضنت زوجه متمسكتاً بدفئه جيداً
ووصل مستوى الماء مايقارب ثلث
القارب
وغدت تغفو من التعب والخوف والحزن
وإذا بضربةٍ شديدةٍ في ظهر القارب
أفزعتها هلعاً وكادت أن تقلب القارب
أخذا القارب يتأرجح تأرجحاً شديداً
امسكت بالنسر وتوسطت القارب وهي ترتجف ذعراً باكية

احتضنت زوجها بشدة وهي تدعو ان تتجاوز هذه المحنة
سكن القارب أخيراً وسكن روعها أيضا وقالت مطمئنتاً نفسها قد تكون صخرةً ضربة ظهر القارب اذ انني لااستطيع تخمين عمق هذا البحر
أطلت برأسها من حافة القارب محاولةً قياس العمق وإذا بضربةٍ اخرى اقوى من الاولى
انفلت النسر من يديها و سقطت خارج القارب
في عمق البحر

سكن كل شيء
والتف البرد بجسمها من كل جانب أغمضت عينيها مستسلمة لاتريد ان ترى هذا المجهول
أخذت تنزل في الاعماق يداها ممدودة ورجلاها ملتفتان واحدة حول الاخرى
لقد يئست من المحاولة
لكن فجأة ظهر زوجها في مخيلتها
قائلاً عشتار.. لاتستسلمي لقد اقتربتي من الوصول ساعديني

تذكرت زوجها الذي كان ملقاً في قعر القارب ففتحت عيناها و إذا بمخلوقٍ مفزع كان واقفا امام وجهها بسكون

أصيبت بفزع شديد ولاشعورياً ارتدت للخلف ضاربتاً اياها برجلها التي اصابت حلقه

أخذت تسبح للاعلى بسرعة
لا أصعب من الموت غرقاً في البحر خوفاً

كانت كلما اقتربت من السطح تزيد سرعتها تسبح وتسبح ودموع عيناها الدافئة تمتزج ببرودة الماء فتضفي قشعريرةً حول عينيها مع اختلاط ملوحة الماء بملوحة دمعها
فجأةً وإذا بيدٌ أمسكت برجلها تسحبها للاعماق
لم ترد النظر لتلك اليد فقط أخذت تعفر في عمق البحر وهي تهز رأسها بالنفي باكية ووجهت رفسةً الى شيءٍ بدا انه رأس
افلتتها تلك اليد اخيرا
واخذت تعلو سباحة بسرعة فقد اوشك نفسها ان ينقطع وكانت على يقين انه ان امسك بها مرةً اخرى ستكون النهاية

وصلت للسطح أخيراً آخذةً نفساً لم تأخذ مثله في حياتها كانت بقرب حافة القارب الذي كان مستوى الماء قد وصل فيه فوق النصف وخرج ذلك الوحش قرب الحافة الاخرى

كان هذا هو “الدلهاب” فصيلة من الجن تسكن البحر صورته إنسان بدون ملامح فقط وجه اخضر بدون عينين ولا انف له فم كبير واسنانٌ كأسنان قرش جلده كصخر البحر يتعرض للمراكب ويقذف أهلها في البحر

عشق الجن والانسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن