البارت الأول

55 12 1
                                    

في عابر الزمان عبرَ تلك العصور القديمة بقبائلها الكثيرة التي تحمل في طياتها القصص والحكايات....

كانت هناك قبيلة يعيش أهلها كقلبٍ واحد ونبضٍ واحد،إذا اشتكى احد منها يشتكي الجميع،وإذا أصاب حزناً لأحد عم الحزن الجميع،يمتلكون نفس القيم والمبادئ...نفس العادات والتقاليد،يغمرهم التآلف وتستوطنهم الرحمة والنخوة والمحبة...محبتهم لبعضهم في أخمض عروقهم وبيوتهم وأيامهم...ضحكاتهم وردات منتفحة،كأنما مطر سقط عليها فإذدهرت..

ذات أرض طيبة مخضرة،سهولها واسعة خصبة،فيها من الخيرات الكثير ومن الثمرات مالذ وطاب،ينبت فيها العنب والتوت والزيتون والليمون والصبار وغيرها...

لايخلو الأمر في زوايا أراضيها من المواطن الخشنة الوعرة،كأنما يخيل صخورها وهضابها قلاع محصنة يعتصمون بها من كوارث الدهر...فيتوهم القادم الى هذه الأرض هدوء الليل وسكونه بضجيج وزحمة النهار.

لكن سرعان ماإشتعلت شرارة الحرب والفتنة بين ابناءها،وتحولت من أجمل وأطيب بقاع إلى مأزرة من الإختافات والفتنة وأحتلت لعنة الحرب هذه البقعة وحولتها إلى صريح من الدمار واللهب،من صوت ضجيج الفرح والإلفة الى صوت الجشع ونار الحقد....

"قبيلة الصقور"
بعد ذهاب فصل الصيف بحرارتهُ وجفافه وفصل الخريف بقسوتهُ،يحل على قبيلة الصقور فصل الشتاء كأنه بلسماً يطيب الأرض ويسقي بغيثهُ الصافي نباتها،حتى يخيل للناظر بأنها تهتز متراقصة من الإرتواء

اوت الحيوانات الى بيوتها إستعداداً لبيات شتوي كانت قد هيأت نفسها له منذ شهور....الطرق مبتلة...وأضواء القناديل المنعكسة وقلة السائرين فيها شديدة الفتنة والجمال...
على الرغم من جمال الأشجار المورقة في الربيع والمثمرة في الصيف،الا ان أغصانها الخالية من الأوراق شتاءً منظراً خيالياً....

في بهجة هذا المنظر وجمال القبيلة،بيت اهل زعيم القبيلة الذي كان محاط بالأشجار التي تجعل منزلهم وكأنه بقاع من الجنة وخاصة في فصل الربيع...القناديل معلقة على كافة حواف حيطان المنزل من الخارج،كأنه نيزك مشتعل يحسس المار بقربه بالآمان والطمائنينة.

تعطف الرياح وتلمع البروق في السماء..صوت الأم في الداخل وهي تنادي إبنتها:أسرعي يالورا وأغلقي النوافذ جيداً...هيا تحركي في الحال.
سارعت لورا وأغلقت النوافذ بإحكام وتأكدت بأن جميعها مقفلة بشكل جيد.

يقول آدم:هيا اجتمعوا لكي نحتسي الشاي،قد اعدتها بنفسي لعائلتي الجميلة.
يقول الوالد ضاحكاً:عملاً جيد يابني.

تحلق الأهل حول موقد النار ليتبادلوا الأحاديث ويعمروا السهرات من جديد.

يتبع....

"فتنة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن