هل اغلقتي النوافذ جيداً يالورا؟،قالت الأم موجهة سؤالها لأبنتها لورا.
ترد لورا بعدة تنهيدة طويلة وقد علت وجناتها مبتسمة:مابالك ياآماه؟!!
النوافذ..النوافذ،لقد تأكدت من جميعها بإنها مغلقة بشكل جيد اطمئني.يقول فارس ضاحكاً وشد إليه والدته بعد ان احاطها بذراعه:عليكي سماع ماتقوله أمي وتغلقي النوافذ جيداً،وتتأكدي بين الحين والآخر بأن جميعها مغلقة بإحكام،ألم تري هذه الرياح القوية؟!!.
قالت الأم مؤكدة:نعم الرياح قوية جداً،وكأنني اتنبأ بقدوم عاصفة قوية تهز قبيلتنا ببيوتها الطينية.
يقول الزوج مداعباً:أتخافين من العاصفة وزوجك زعيم قبيلة الصقور هنا.
وتعالت الضحكات وتصاعدت أبخرة المشروبات الساخنة لتملئ ارجاء المنزل.
-"زوجة زعيم القبيلة"آمراة في الأربعين من عمرها، قد كانت الكتف الذي يستند عليه أبناءها،والحضن الدافىء الذي يحميهم من قسوة الحياة،صديقة ورفيقة لهم،كانت قلباً يضخ بعائلتها الروح،وكانت تساوي بين واجباتها لعائلتها ومنزلها وبين مساعدتها لزوجها في أمور القبيلة."آدم"ابن زعيم القبيلة،في الثانية والعشرين من عمره،وهو الأكبر سناً بين أخوتهِ وأكثرهم دهاء،طويل القامة،قوي البنية،بشعرٍ أسود ولحية مهملة....كان الأكثر شجاعة وطيبة بين جميع شبان القبيلة وكان اليدِ اليمنى لوالدهُ،وعندما يتفرغ من أمور القبيلة وحاجات أهلها كان يقضي وقتاً بالمبارزة وركوب الخيل والصيد وغيرها..
"فارس"الولد الثاني لزعيم القبيلة ،يصغر أخاه آدم بسنتين إثنتين ،ولم يكن أقل منهُ شجاعة...،شاب وسيم بشعرٍ أصفر كقصاص الذهب وعينان خضراوان واسعتان كأمه تماماً،لكنه كان اقل دهاءاً وحكمة من أخيه، وتصرفاته فيها بعضاً من الطيش،إنه الأكثر جمالاً بين شبان القبيلة وكانت فتيات قبيلته تتكلم عن جماله وقوامه،واصبح حلماً للكثيرات،وهذا ماجعله يصاب بشيئاً من الغرور....
" لورا "آبنة زعيم القبيلة الصغيرة والمدللة لدى ابويها وإخوتها ،في الثامنة عشر من عمرها..ذات شعرٍ أسود طويل،ناصعة البياض وذات وجنتان ورديتان،بفمٍ صغير بلون حبات الكرز،وشفاه رقيقة وعينان عسليتان صافيتان خاليتان من علامات التعب والإرهاق والإحمرار،تشبهان نهران من العسل جاريان في بقاع من الثلج الناصع البياض.
وباطنها ليس أقل إشراقاً من ظاهرها،ولم يكن الضوء الذي يشع من وجهها ليزيد عن الضوء الذي يغمر قلبها،وماكان نقاء بشرتها وصفاء عينيها بأكثر من نقاء نفسها وروحها.
"زعيم القبيلة"روح العائلة وقائدها،وبطبيعتهُ حنون على أولاده على الرغم من عصبيته في بعض الأحيان آلا إنها طريقتهُ لحماية مصالحهم وليس تسلطاً عليهم،إنه السند الحقيقي لهم والأساس الذي تُبنى على مبادئهِ وأخلاقه وشيمه عائلته وجميع سكان قبيلته،قد كان عادلاً مساوياً ملبياً جميع مطالب القبيلة وسكانها،وكأن بالقبيلة ببيته الكبير.
أنت تقرأ
"فتنة"
Ficción históricaتأتي الفتنة فاتنة جميلة تغري وتخدع العقول وهم لايعلمون إنها شر دامي وحرب كبيرة تشتعل بينهم فتهلكهم...