إثنان، آديت!.

962 124 73
                                    


_

٢٠٢٤ يــنايــر
_

صوت الرعد جعل يدها ترتجف، و السكين قد وضعَ على جلدها بالفعل و ما عليها سوى أن تقطع حبل الوريد، خطوة واحدة تفضلها عن راحتها التي كانت تتطلع لها منذ أمدٍ طويل.

و هل يلومها أحد؟، هي بالفعل كانت لتفعل هذا منذ أمدٍ بعيد، لكنها تمسكت و عملت بجد فقط من أجل إيمانها بأن الحياة ستصبح أفضل من هذا، و لكن ماذا فعلت الحياة عندما إبتسمت آديت في وجهها؟ بصقت عليه.. و مسحت آديت ذلك بكم قميصه مرارًا و تكرارًا.

هل الحياة عادلة؟ سؤال يراودها كثيرًا، الحياة عادلة كفاية لتعطي الفقير السعادة التي تسلبها من الغني و تعطيه الحزن بدلا منها. لا تنكر انها اعطتها السعادة في فقرها، لكنها الآن انتشلتها منها بقوة من جذورها جاعلةً جسدها ينزف، ليس دمًا! بل حزنًا، كبرميل مثقوب و تقوم بصب الماء فيه باستمرار.

متى كانت آخر مرة شعرت بها انها ملكت العالم من فرط سعادتها؟ زمن بعيد، بعيد لا يكاد يذكر حتى، حين كانت طفلة تترعرع في أحضان والديها، لديها كل ما تحتاجه من ألعاب، تطلب أي شيء فيكون في يدها خلال وقتٍ قصير. لكن الحياة سلبت منها سعادتها تعطيها لفقيرٍ ما على وجه الأرض.

و عندما أدركت انها أصبحت فقيرة، قررت إعادة السعادة لها من جديد لكن ليس جميعها، و بدأت تتناقص و تتناقص الى أن أصبحت لا شيء، لا شيء في مخزون السعادة لدى آديت.

إن فارقت الحياة الآن هل ستحصل على الراحة؟ أم سترمى في نار الجحيم إثر ما صنعت يداها؟ الانتحار محرم و لكنها يئست حتى ما عادت تهتم، و إن كانت سينتهي بها الأمر في الجحيم أو أيًا كان فهي مرحبة بالفكرة بقلب واسع، لربما الألم قد ينسيها احزانها؟

ضغطت على السكين و سال الدم من الجرح، نظرت له بأعين لمعت و إبتسامة مرتجفة احتلت شفتيها، و عندما أرادت الضغط أكثر حتى تقطع الوريد و ينتهي كل شيء انتفض جسدها برعب على صوت ارتطام حاد جاء من شرفة غرفة المعيشة.

فرقت شفتيها و كذلك يديها و الدم الذي لوث السكين سقطت قطراته على السجاد الأبيض، بحاجبين معقودين حدقت في الشرفة، استنكار يعلوا محياها بينما تراقب الظل الذي يتحرك خلف الستارة ثم سمعت تأوهًا فتقدمت ببطء.

أنفاس مرتجفة و أعين مترقبة ثم يد مُدت نحو الستارة، فتحتها ببطء، تراقب من الزجاج ما يحصل خارجًا، فإذا بها تعود للخلف بصدمة لرؤيتها شخصًا ذا شعرٍ ذهبي يجلس على الأرض يدلك ظهره بألم.

شخص، هناك شخص في شرفتها في هذا الجو الماطر. كانت لتصدق أنه ملك الموت لو كانت الهالة حوله سوداء و لكنه يلمع بإشراق في الخارج. أمسكت المقبض بيدها الفارغة، المعدن البارد جعل قشعريرة تمر على كامل حبلها الشوكي، و قبضت بشدة على السكين في يدها الأخرى.

ستيلنِس || STILLNESS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن