___
٢٠٢٢.٥.٢٦
___
___
كانت السماء داكنة، كما هي حال لندن منذ الأزل.
في ذلك المقهى.. وقفت ذات الخامسة و عشرون ربيعًا تنظر إلى زجاج الواجهة بعبوس، مندمجة مع ضحكات بعض الطلاب الجامعيين الذين مروا مرور الكرام من أمامها.
لربما كانت واحدة من أبسط تمنياتنا أن تحظى بأصدقاء تستمتع معهم في أوقات فراغها، و رغم بساطة الأمر لدى البعض فهو صعب جدًا بالنسبة لها.
عادت تشرد في منظر السماء التي تنذر بهطول أمطار غزيرة رغم أننا في نهاية شهر مايو، لكن السماء حزينة حتى في فصل الربيع المزهر، الأزهار لم تكن كفيلة بالتخفيف عن حزن هذه الغيوم فاكتفت باحتواء دموعها بصدر رحب.
وجِلت الفتاة فور أن ضُربت الطاولة التي كانت تقف عندها، و التفتت لجانبها الأيمن تطالع من كان سببًا في خوفها فإذا به ربُ عملها الأصلع الذي تمقته أكثر من أي شيء آخر. و لكن ما بيدها حيلة في تغيير عملها فما من مكانٍ أفضل من هذا المقهى للعمل فيه.
«آديت!، إن لم تعملي بجد أكثر فلن تتقاضي أجركِ لهذا الشهر. إنظري الي البقع الباقية على سطح الطاولة!» صرخ في وجهها مشيرًا الى الطاولة، فزمت شفتها في خط مستقيم و اومأت بصمت تشد على القماشة التي في يدها لتمسح البقع.. و رغبتها الوحيدة هي غرس أظافرها في حنجرته الغليظة كي يصمت عن الصراخ في وجهها حتى أن طبلة أذنها تكاد تفقع!
تابعت عملها بصمت مستنجدة الإله أن يلطف بحالها، فرغم الظروف الصعبة التي تمر بها فلازالت تكافح بجد لجمع قوت يومها و تحسين حال عيشها. لعلها تصل إلى ما تطمح أن تصبحه فلا تضطر إلى العمل في أماكن كثيرة من أجل أجر قليل.
_
انتهى الدوام و انتهى معه يوم آديت المتعب، ها هي الآن تنتشل معطفها الطويل الداكن من مكانه في نية الخروج و العودة إلى شقتها لعل أمها تخفف عنها عبء الحياة التي لا ترحم، فلا ملجأ لها غيرها بعد أن خانها كل شيء.
أنت تقرأ
ستيلنِس || STILLNESS
Acţiune[قيد التعديل -تعديل بطيء-.] محاولة انتحار فاشلة تؤدي الي العديد من الأحداث، وصية و جريمة غريبة، منظمة خارجة عن القانون و مخلوقات أسطورية؟ «الحقيقة مخبأة خلف أحد هذه الجدران، حطميها إن كنتِ جاهزة لمعرفتها.» آديت ويلتون. [غموض-أكشن-خارق للطبيعة] تاري...