الجُزء الرابِع

985 67 4
                                    

أحببتُ دومًا ظِلي، يستريح حينَ أفعل ويُطبطب على كَتفي وكذلِك ينتفضُ مَعي عندما أكتفي ذرعًا مِن الخَطايا أمام عَيني، ويمسحُ على رأسي بِهدوء

أعتقدتُ كَثيرًا أن ظِلي هو الشخصُ الوحيد الذي يفهمُ مَا أريدهُ حقًا، في منتصفِ كُل التناقض الذي أعيشه يومًا بعدَ يوم، حتى أشعرُ أحيانًا أنه يَبكي عَلي، كم عظيمٌ هو البكاء على أحدٍ مَا، كم هو أمرٌ شاعِري ومؤلم معًا

حين كُنت في الإبتدائية، كانَ ظِلي صديقي الوَحيد، وعِندما تخرجتُ مِن الثانوية أيضًا، مع تساقطِ كل الأَحباب أمام قَلبي، وحدهُ بقِيَ معي

أظنُ إني بطبيعتي البَشرية، فكرتُ بالتغيير، فبحثتُ عَن الحُب وظننتُ أن كُله قابِعًا بيديكَ، لملمتُ شُتات نَفسي وواجهتُكَ بالأمر وقبِلتَ، اِعتدتُ رؤيتكَ خائفًا مع كلِ موعدٍ نَخرجهُ وأحيانًا تنبسُ بما لا يُقال، أعتقدت أنكَ لا تقصِد ما تحتويه كلماتُكَ، كنتَ مُقدسًا، أكثر مِن طاهرٍ في عيني فأتجنبُ التفكير

رَفضتني عِدةً لا تُحسب بعد قبُولِكَ، ملأتني بالعيوب التي صنعتها يديكَ المُحِبة ثُم بحثت عَن غيري لتُدنِسه بأسم العِلاقات بعد أن فَعلت المِثل مَعي

لكن وحينَ فُتِحت عَيني، بعد وقتٍ طويل أُخِذ بصري بسبب شمسِك الساطعة، وجدت نَفسي في ذات البُقعة التي غادرتُها بحثًا عن التغيير

وحيدٌ مَع ظِلي مُجددًا

لازمَتني نوبة مِن البُكاء دَامية، لا يوجد هُناكَ ما يشفي صَدري، حفظتُ منذ معرِفتي بِنفسي أن لكل داءٍ دواء، لكن حينَ نصلُ لنقطةٍ مِن العُمر الطَويل، نجد أن الدواءَ مؤلم، رُبما أكثر مِن الداء ذاتهُ، ومَن تمدهُ إلى فَمي يدٌ بارِدة لا حُب فيها فأرفضُ العِلاج، رُبما كانت العِبرة في البقاء سقيمًا

السقُم لا يحتاج عِلاجًا أحيانًا، وحدهُ يشفى حينَ تتنفسُ قليلًا بعد مسيرةٍ طَويلة مؤلِمة، بعد أن تُعالِج جروحكَ بإهتمام صَغير لكني لا زلتُ عِند ذات الموقِف، ذاتِ العِلاقة، مريضٌ بِكَ ومُتعب

بكيتُ على الكثير مِن الأمور، يا ليتكَ أبقيتَ دموعي على خيانتِكَ فقط لا أن تكشِف إلي، دون أن ترحمَ قَلبي قليلًا، دون أن تتذكر إني أنسانٌ أيضًا، ودون أن تُعطي إلي قليلًا مِن الشفقة بكونِ حُبي هَراء، بكون الكونِ لا يتسعُ حِمل صَدري

كل شيء بات صَغيرًا فجأة

كُبر الفضَاء، حجمُ المُحيطات والغَابات

كلها صَغيرة

أتدركُ أقسىَ ما أعيشهُ الآن؟ إني لستُ ألومكَ جونغكوك، رغم كُل الألم، فأنت كنت مُجبرًا على تحمِل البقَاء مَعي، مجبر على سماعِ صوتي غير المألوف فقط لأن والدكَ يجدُني شريكَ حياتِك المِثالي، فقط لأن عائلتينا مرتبطتين بشكلٍ وَطيد

ليلكُ الشِتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن