بعد شَهر
حلمتُ اليَوم حُلمًا يَكاد لا يُصدَق
حُلمٌ خَالٍ مِن الخَيال، واقَعي بِشدة
رأيتُ فيهِ أن شيئًا مِن الصَوفِ قد حاكَ ثُقب جَوربي وإنتهت نفحاتُ الهواء المُقشعِرة لجلدي
وأن مفَاتيح بَيتي القَديم اختَفت دون سَابقٍ لكي أُدرِك أن الدَيار ما عادت ديارًا حقًا لرَوحي
لكنني كنتُ أبتسمُ كمصرعِ طائرٍ بَات حُرًا بعد أن سالت كُل ألوانهِ الزَاهية في قفصٍ مِن ذهب
كانَ كابوسًا أكثر مِن حُلم، تَراودني أحلامٌ عِند الإنتهَاء مِن أي سَطر، حتى شَواخِصي مُتمِردة تحُب الإنتفاضَ والسُخرية، فتسخرُ مِن جرأتي على كِتابة النِهاية.. أنا الذَي لم يُنهي أي شيء سابقًا
ما رأيتهُ في ضربةٍ مِن الخَيال كان مميزًا حد أن اتذكر كُل تفاصيلهِ الصَغيره، وكَيف يُحاك جوربي أمام مرآى عيني، حد أن تؤلمني تِلك التفَاصيل
استيقظتُ بِفزعٍ شَديد، أشدُ على الغِطاء بقوة، وأنظر للسقفِ مُجددًا.. ما زلتُ على حَالي
إنشغلتُ في الأونة الأخَيرة حتى بدأت بنِسيَان هيَّة المَشاعِر، رغم أن الكِتابة تستندُ على الجروح التي أُخيطها بمُفردي دائمًا إلا أنني وضعت حروفًا بارِدة، لا تحملُ أشخاصًا أو مواقِفًا، حتى خِلتُ أنني فقدت الذاكرة بغتةً، فأتسائلُ دومًا كيفَ تخطيتُ كل تُلك الحِجارة في طريقي بِسهولة؟
عُدت مرِحًا، شخصًا ذو ابتسَامة لطيفة تُكسِبني الإطراءَ أينما ذهَبت، ومُحِبًا لصُنع صداقاتٍ جَديدة والخروج عن غَرفتي الكئيبة، قد أكذَب، كما أفعل دائمًا مع نَفسي حول التخَطي لكِني أستعملُ قلبي البارِد على غير عَادة لأعيش، لأفكر بِنفسي لأول مرة منذُ سنواتٍ طَويلة.. استحقُ العَيش بِسعادة
وفيتُ بِوعدي، كان ذلِك آخر وعوَدي التي نبستُها، بأن أجعلَ روايتي الرابِعة مُقاربةً لحَقيقتي المُرة، أعطي الإجابات التَي رغبتُ بِسمعها؛ كإنكَار الحُب من طَرفي المفقود والجَزم باختلافية المواقِف
ودحَض العابرين الذين يتركون أثارًا عَميقة.. فلا هَي تزول ولا هُمَّ يعودون إلينا
قلبيَ باردٌ، هادئ، خالٍ مِن الإنقباضات، وغير مُكترث بالأجوَاء، ربما هي المرةُ الأولى التي ألتفتُ عِندها حَقًا لِمَ سببتهُ إليه فما عرفتُ فِعل سوى تحطيمهُ مُكذبًا بأنه سيُلملم قَطعهُ برحابة صَدر طالما أنني سأعود لمَن فقدتُ يومًا، لقد عوقِبتُ مِن قبله؛ فقدت الإحساس، يظنُ الأشخاص حَولي بأنني أنمِقُ خُذلاني بِصفاتٍ مقابلةٍ للقوة كالبرود