أبي

136 6 2
                                    


مرت أيام عديدة ظل خيالك فيها يطارد راحتي فيبعد النوم عن جفوني أتأمله للحظات و أدع روحي الجائعة تتشبع بمحياك لأهيم بوجودك ، أنازع جسدي الخائن حتى يركض للقياك لتختفي بعدها فأعود و أعيش مذاق فقداك ، ألا يكفي ألم الإستيقاظ على فاجعة خسارتك حتى أعيشه مرارا و تكرارا . تجتاح أحلامي و هلوساتي حتى أتيقن أنك هنا بين يداي فتعود و تحطم هذا القلب الذابل حين أستيقظ على مكانك الفارغ
و صدقني يا أبي قد حفظت كل تفصيل في غرفتك في سريرك و جدرانك حين أدخلها كل مرة أتأكد فيها إن كنت حقا قد ذهبت . أنني لن أحظى بأمان حضنك و جمال إبتسامتك أنني لن أشم رائحتك بعد الٱن
أنك لن تمسح عن رأسي رغم تعب يداك
هذه التفاصيل و ما كانت نفسي الهائمة في ثنايا الحياة  تجده سلوانا و راحة لم يعد موجودا فيصعب على عقلي إستوعابه ، إستوعاب أنك لم تعد موجودا
ربما كان مقلبا و ربما لا زلت هنا تراقبني من بعيد فإعلم يا أبي أنني و رغم صمود ظاهري أتمزق من الداخل و رغم إبتسامة ثغري تتقطع روحي في كل مرة تبحث فيها عيناي عنك فلا أجدك ، في كل مرة ترتجف يداي رغبة في لمسك لتنازع الفراغ
فأنا و الله قد إشتقت لك و بدونك عدت ..... كيانا بلا روح

بعد أبي  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن