7 - حَقِيقَةٌ مَخْفِيّة

100 5 108
                                    

"جدتك"

نبس بجدية ينظر لها فتلاشت ابتسامتها تدريجيًا

" لما تذكر جدتي الان؟"

ملامح التشوش اعترت وجهها ، تقف امامه وسط الساحة الفارغة كفراغ قلبها الان ، تنتظر اجابته عن سؤالها بتلهف فما كان منه الا ان اطلق تنهيدة تعبر عن مأساوية ما سينطق به قبل ان يبادر بالحديث

" لقد كانت قلقة عليكِ ، بحثت عنكِ كثيرًا وانتظرت عودتك بفارغ الصبر "

تحدث بلين ، يختار كلماته بحكمة راغبًا بذلك تخفيف وقع الخبر عليها ، لم تجبه بل استمرت بالنظر نحوه بملامح ضائعة فأعتبرها اشارة لاستكمال حديثه

" تعلمين أنها كانت مريضة و غيابك عنها زاد حالها سوءً"

" ماذا تقصد هنري ؟ هل لك ان توضح"

ازدردت ريقها بصعوبة ، هي و فجأة احست بجفاف حلقها لدرجة تيبس شفتيها تدعو في اعماق قلبها بأن لا يكون الامر كما تفكر به ، لطالما كان عقلها يتجه للاشياء السلبية فكانت تؤنبها جدتها على ذلك مرارًا قائلة بأن التفكير الجيد يجلب الحظ الجيد ، هي ستحقق رغبة جدتها هذه المرة حتى و لو كانت .. رغبتها الاخيرة

" بحثنا عنكما كثيرا و قمنا بابلاغ الشرطة لكن لا أثر لكما ثم و بعد ايام قليلة.. توفيت ، انا اسف دانبي لقد حرصت على ألا اتركها بمفردها ابدًا لكنها ارادتكي انتي"

استرسل موضحًا الامر باختصار ، ملامحها كانت تكسر القلب و هو وجد نفسه يحاول ايجاد الكلمات المناسبة ليهون الامر عليها

"يا إلهي هذا فضيع ، لا اصدق هذا "

بنبرة مهزوزة تحدثت تغطي ثغرها بكف يدها غير مصدقة لما سمعته للتو ، فكرة كونها رأت للتو الصورة الحقيقة لوفاة جدتها تجعلها ترغب بالتقيؤ

" دانبي هل انتي بخير "

أسندها بقلق حين كادت تفقد توازنها و تتهاوى على الارض فراح يهمس لها ببعض التعزيات التي لم تتمكن هي من سماعها بسبب الطنين الحاد الذي خالجها فجأة متمنيًا لفقيدتنا بأن ترقد بسلام متأسفًا لما اصابها

ابعدت يداه بعد ان تمكنت من الوقوف على قدميها ، ولت ظهرها له ثم راحت تسير بجمود مغادرة المختبر ، توقفت حين اصبحت بالحديقة ترفع رأسها نحو السماء بضعف ، استلت نفسًا مهزوزًا كحال قلبها الان ثم راحت تتحدث بهدوء

" التفكير الجيد يجلب الحظ الجيد اذن ؟ لطالما اخبرتكي بأن تتوقفي عن قول الهراء  "

دينغ دونغ | Ding Dongحيث تعيش القصص. اكتشف الآن