البداية:

28 11 6
                                    

بصعوبة يجابه النعاس الشديد الذي انتابه، عيناه حمراء من طول السهر ، يحاول التحكم بالسيارة قدر المستطاع بينما الموسيقى الصاخبة تتدفق من الأبواق  علها تبقيه يقظا ..
الأمطار غزيرة جدا و طريق طويل و مظلم يمتد أمامه ... ألقى نظرة سريعة على هاتفه ليجد الوقت قد تجاوز منتصف الليل مع عدة إتصالات من صديقته  ..
تثائب طويلا حتى دمعت عيناه .. و بينما هو كذلك تلامح شيئا ما في منتصف الطريق ليخفض من سرعته و هو يفرك عينيه ، اقترب و إذ به رجل ضخم البنية بمعطف جلدي يصل إلى كعبي قدميه و غراب أسود يقف على كتفه الأيسر ..
- هيا " أشر عليه بكفه ليصعد السيارة .. ثوان و فتح الباب ليحيه بابتسامة متعبة
- هيا يا صاحبي سأوصلك "
رد عليه بإيماء بسيط قبل أن يذهب لثوان و يعود جارا خلفه حقيبة ضخمة ..
- يبدو أنك آت من سفر طويل،  ضعها بالصندوق الخلفي و هيا " ..
صعد السيارة بهدوء دون أن ينطق بحرف
- أين وجهتك؟
- فيلا لانكاستر
- مذهل،  أنا أيضا أتجه إليها
- لكنك لست من سكانها " قال الغريب ليرد
- آه!  لا أنا في زيارة خاطفة لحبيبتي .."
كانت هاته آخر الكلمات التي دارت بينهما قبل أن يسود الصمت لقرابة عشر دقائق قبل أن يصلا الفيلا ..
نزل الغريب و أخذ حقيبته بصعوبة بالغة
- سأساعدك " و هرع إليه يعاونه و قبضة يده اليسرى تعانق باقة من أزهار النرجس الأبيض ..
- أين شقتك سيدي ؟" تسائل ليرد باقتضاب
- الطابق الثاني "
استقلا المصعد سويا و أوصل معه الحقيبة إلى باب شقته و هم بالمغادرة قبل أن يقول
- بالمناسبة أنا مارك كينغ "
- مايكل دان " رد ببرود
- البروفيسور مايكل يال العجب " صدح في دهشة " أشهر طبيب نفسي في البلاد كلها "
ليهز الآخر رأسه بإيمائة خفيفة و يفتح باب شقته ..
- مايكل دان " همس مارك لنفسه بتعجب " و لكن مالذي يحمله في حقيبة ثقيلة و ممتلئة  لذاك الحد؟ "
تلامحه بينما يغلق باب بيته فآتجه مسرعا إلى المصعد،  تحسس جيوب بنطاله " أووو لقد نسيت هاتفي " تمتم بآستياء بينما يضغط على زر الطابق الرابع ..
عدل سترته،  و أرجع خصلات شعره المتناثرة إلى الخلف ثم أخرج المفتاح من جيبه و فتح الباب .. مشى بهدوء على أطراف أصابعه كي يفاجئها كما آعتاد،  اتجه لغرفة النوم و تعجب من بابها المفتوح " نادين " نادى بصوت منخفض بينما يدخل الغرفة الخاوية،  جال ببصره في أرجائها ليلحظ النافذة المفتوحة على مصرعيها و تشكل بركة من الماء تحتها نتيجة الأمطار .. تعجب لذلك و واصل جولته في البيت و لكن دون جدوى لا أثر لها .. شعر بقلبه ينقبض عندما دخل المطبخ المبعثر فآستنتج أنها كانت تعد شيئا ، آقترب من المنضدة بتوجس قبل أن يسيطر عليه الرعب .. ارتجفت أوصاله و هو يرى اصبعا قطع من كف أحدهم ملقى تحت الطاولة تحفّه الدماء ..
كاد قلبه يخرج من بين ضلوعه و أخذت الأفكار تتخبط داخل رأسه .. جثى على ركبتيه يتفحصه ليتفاجأ بالدماء المتسربة من تحت البوابة السفلية لخزانة المواعين .. ظل على حاله لثوان متسمرا،  قبل أن يستجمع قواه و يفتحها .. كانت جثة مقطعة إلى أجزاء ، قصبة الساق و القدم مع الذراع و الكف .. شهق من هول المفاجأة قبل أن يغلق الخزانة و قد أتسعت عيناه و جف حلقه و أول ما تبادر إلى ذهنه أن حبيبته ارتكبت جريمة ما و هربت .. مرر كفه على وجهه بخشونة و فكه يرتعد .. طاف ببصره في المكان و خرج مهرولا إلى المصعد ..
----
                     رايكم يهمني ❤️
2/10/21
09:50
Imene 🖤

آخر نفس في الغرفة 88:حيث تعيش القصص. اكتشف الآن