#3جريمة

4 4 1
                                    

الطابق الثاني، موسيقى الروك  الصاخبة تندفع من الشقة الرابعة على اليسار الشقة رقم 17 ..

كان طابقا مخصصا للطلبة الذين كانوا من عاداتهم في ليال السبت أن يقيموا حفلة صاخبة تكسر ملل الدراسة ...

أجواء حميمية بين الجدران،  كل مع عشيقته يسبح في عالم من اللذة،  رقص،  خمور و مخدرات و نكات تلقى بين الحين و الآخر ...

في الشقة المجاورة يجلس مالك  ، 21 سنة،  طالب مغترب من أصل عربي،  يتأمل النجوم المتلألئة بضجر،  يجافيه النوم و صاحبة العيون الفيروزية تأرقه ... تنهد بقلق و قلبه ينقبض لشيء لم يدركه ..

تأمل ساعة معصمه الفضية ليجدها الواحدة صباحا،  قلب عينيه بتأفف و إرتئ أن يعد كوبا من القهوة بما أنه لن ينام في كل الأحوال و بذلك ينتظر عودة رفيقيه و هدوأ الضوضاء التي صدّعت رأسه ...

دخل المطبخ و شرع في إعداد القهوة مع انفتاح الباب و دخول أحدهم،  الموسيقى عالية تخفي جلبة تسلله.. مشى بخطوات مترقبة و عيناه تطوف بكل شبر من غرفة الجلوس،  تلامح مالك يقف مقابلا للموقد فالتصق بالحائط المعاكس له ..
دقائق و خرج من المطبخ يتأبط كتابا و الكوب الساخن بين كفيه،  مشى متوجها إلى الأريكة،  انحنى على الطاولة المبعثرة ينظفها ليفرغ مكانا للكوب،  ما كاد يفعل حتى حتى تفاجأ بجسم  بارد نزل كالصاعقة شقّ ظهره من الخلف و غادر بطنه من الأمام .. اتسعت محاجره و فغر فمه و انكب بوجهه على واجهة الطاولة الزجاية و ساحت القهوة الساخنة لتحرق ملامحه ...
سلّ السكين بعنف و قطرات الدماء تبعثرت لتلتصق بوجهه و كفيه .. تأمل أداة الجريمة بنقمة و انقض بها على الذي أمامه نكل به بل مزقه إربا إربا ...
33 طعنة استقرت في أماكن متفرقة من جسده ارتدته جثة هامدة .. تراجع بتعب جالسا على الأرض و انفاسه الساخنة تتصاعد،  مكث يتأمله ، منكبا على وجهه تحفه الدماء .. دقائق غاص خلالهم في عالم ثان،  عالم الانتقام و الثأر ..

نهض بتأن و الموسيقى الحماسية  تدفعه،  جر الجثة المفتتة إلى الحمام،  ألقاها هناك و عاد إلى غرفة المعيشة،  أطفأ الأنوار و اختبأ خلف الباب ...

Imene HR ❤️
12/22/21
8:16PM
               يتبع ...

آخر نفس في الغرفة 88:حيث تعيش القصص. اكتشف الآن