الجزء الاول : مَجهُولُ الهَوِيَة

2.2K 111 29
                                    


متجاهلا كل مايتحطم من حولي ، تاركا مشاعري تتشاجر
لا املك رفاهية الانهيار انا مضطر لتجاهل كل شيء واكمال حياتي ، راجيا من ذلك الصوت الذي يصرخ كل يوم (انا بخير) ان يستمر في تشغيل هذه الاسطوانة بلا توقف.

مالذي يهذي به هذا الرجل ، يحرك يده يمينا وشمالا يوزع نظره على الطلبة حولي ، اوه التقت عيناه مع عيناي... يبدو ان علامات الشرود بادية علي لحد كبير انه ينظر الي بخيبة امل ، قال :
"تشوي سوبين !"
اعتدلت في جلستي :
"نعم استاذ"
"هل كنت تستمع الي ؟ ام كنت تحدق في الفراغ وحسب"
يحاول احراجي ، عادة المعلمين الغريبة المتكررة ، اردفت بهدوء :
"لا كنت افكر في الحل وحسب"

اومى بعدم رضى ، ربحت في النقاش مجددا.
حملت حقيبتي فور سماعي صوت الجرس ، بينما بدا الاخرون بوضع كتبهم في حقائبهم... لطالما كنت متفوقا عليهم بخطوة.
اخفض راسي وانظر الى خطواتي وحسب ، ليس لاني لا اشعر بالثقة بل لانني مرهق كثيرا.
بدات ابواب الصفوف تفتح ويخرج منها عددا مهيب من الطلاب يركضون بسرعة كالاطفال ، وجدت نفسي في الخارج اخيرا ، لم ينتهي طريقي هنا بل توجهت نحو منزلي ايضا.

بدلت ثيابي سريعا متجها نحو العمل ، حملت احدى كُتبي... قد اجيد وقتا للدراسة قليلا لامتحان الغد.
خرجت بعدها نحو العمل ، توجهت صوب المطبخ ، ارتديت ثياب النادل ، لففت ثوب المطبخ حول خصري ، بدات احمل الاطباق الى الطاولات ، اقوم بعملي المعتاد.

في تلك اللحظة ، وبينما كنت اضع اطباق التحلية والقهوى على احد الطاولات دخل فتا ومر بجانبي تماما ، بدا ملفت للانظار ، التفت نحوه فور شعوري به... كان اقصر مني قليلا ، ذو شعر اسود ، بشفاف منتفخه وحاجبان نحيلان ، كان قد دخل الى المطبخ لا اذكر انني رايته هنا سابقا ، لماذا هو متوجه الى هناك اذا.
انهيت ما كنت افعله وعدت الى المطبخ لاجده مرتديا زي المطبخ بينما يرتب الاكواب على الطبق ، يبدو انه موظف جديد.
سحبت احد زملائي وهمست :
"انه تشوي يونجون ، اتى الى هنا منذ يومين..."

فهمت ، كانت عطلتي في اليومين السابقين.
توجهت نحوه ، القيت التحية وعرفت بنفسي ، بدا متفاجئا قليلا... اظن انه شعر ببعض الارتياب ، لكنه اردف :
"انا تشوي يونجون ، اتيت الى هنا منذ يومين"
ابتسمت :
"ستألف على المكان سريعا... هيونق ؟"
"انا متخرج بالفعل"
"حسنا اذا ، هيونق"

ركود | Recessionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن