إبنة الحَرب | 𝖣𝖺𝗎𝗀𝗁𝗍𝖾𝗋 𝗈𝖿 𝗐𝖺𝗋

| 𝖣𝖾𝖺𝖽 𝗌𝗍𝖺𝗋 |

𝟪.𝖠𝗎𝗀𝗎𝖺𝗍.𝟣𝟫𝟦𝟦
.
عزيزتي : الحياة
أُحدثكِ من هذه البقعة الضحِلة
التي يستلقِي بها جسدي آبيًا الحراك،
الحرارة مُرتفعة رغم أننا إنتصفنا الغسَق إلا قليل،
رُبما يعود ذلك لبقايا المتفجّرات والرُكام.

كنت أعرف الرُكام مُسبقًا؛ وكنت أظنني أعرف المتفجّرات
لكن هذه المتفجّرات مختلفة عن تِلك التي نُشعِلها بالعِيد،
هذه المُتفجّرات لا نُشعِلها نحن بل تُشعِلنا نحنُ
لا نهتف ونُصفِق لها بل نصرخُ ونبكِي مِنها
مُتفجّرات لا تعلو السماء بَل تقصِف الأرض،
أظنها تثأرُ لأحفادها.

أستطِيع أن أرى الجندي الواقف أمام رُئاي
عيناه الوارهتان ووجهه المُكفهرّ من الهلع
إنه يصرخ أستطيع أن أرى ذلك
لكن أذناي لا تلتقِطان أيّ أصوات.

أو .. أظنها لا تلتقط صوت العالم الخارجيّ فقط
أستطيع أن أميّز صوت تِلك الدندنة الخافِتة
واللَّحن الشديّ القادم من المجهول،
كأنها دندنة من عالم خياليّ،
تطرب الروح لها لا الآذان.

شيءٌ مَا أو رُبما شُعورٌ ما شدّ عيناي للسمَاء
هناك إستطعت أن ألتقِط نجمة
لم يراها أحدٌ سِواي
إنها نجمة مُعتِمة
نجمة وحِيدة
نجمة ميّتة
مثلي.

إضمحَل مُحِيط نظري شيئًا فشيئًا
سوَاد .. كأني أغرق بالفضاء
أخذ جسدِي يفقد كينونته
وكأنِّي روحٌ عائمة
بالعدم باللاوجود
هكذا أحسست.

لا بأس أيتها النجمة،
لن تبقِي وحدكِ طويلًا
أنا أيضًا سأصِير نجمة
سأحرِص على ألّا أُنير،
سأكون نجمة عديمة الضوء
نجمة تعلم أنه لن ينظر لها أحد
فتبعثُ لحنًا خافتًا سريانيًا في أرواحهم
نجمة لا تُلفِت سوى البائسين جدًا.
ذلك لئلّا أنكِث ميثاقي مع روحي؛
ليس عدلًا أن أعِيش بروح مُعتمة
وأموت كنجمة مُنيرة ..
أليس كذلك؟