| 𝖣𝖾𝖺𝗋 𝗅𝗂𝖿𝖾 |

290 29 11
                                    

𝟤𝗌𝖾𝗉𝗍𝖾𝖻𝖾𝗋.𝟣𝟫𝟦𝟧
.
.
إلى عزيزتي : الحياة

بعثتُ لكِ مرسولًا عِندما غفوتُ قبل عام ألم يصلكِ بعد؟
لا بأس .. أعلمُ أن الإتصال بيننَا عصيّ على كلينا
فأنا أبعث لكِ رسائلًا من قلبي،
لا رسائلًا من ورق.

لكن الذنب ذنبكِ؛ لقد طلبتُ عنوانكِ عدّة مرات
لكنك في كل مرة تتذرّعين وترسلين لي أيامًا سوداء
لتستقبلني برحابة بدلًا عنكِ،
رغم أني أخبرتك أني أمقتُ الأسود !
فهو لون "سَرابيّ"، وكل ماهو سرابيّ يثير حنقي.

لكنّي سأسامحكِ، ليس الأمر وكأني أحب ذلك لكن لا خِيار لدي
أحتاجُ شخصًا ينصت لمعزوفة الشجن التي ألَّفتها روحي مؤخرًا
ولا أعرف شخصًا ذا أذنٍ موسيقية أكثر منكِ،
لكنكِ ولسوء الحظ لا تُحسنين إستعمال موهبتك
علمتُ ذلك لأنك لا تلتفتين سوى للموسيقى البائسة
ولألحان الأرواح المُهشَّمة المُجحفة.

أضيفي أنكِ وكلما كفَّت تلك الأروح عن العزف
ظنًا منهم أن الأُمسية الموسيقية إنتهت
-أيّ حان موعد رحيلك-
تهدينهم شجنًا جديدًا مغلفًا بإتقان، يالبراعتك!
فهم دومًا يقعون بفخاخك ويستسيغون هداياكِ بحُسنِ نية،
تفعلين ذلك لتزيديهم بؤسًا بينما تتنعمِين أنتِ بالألحان
مكيدة ماكِرة تلِيق بمقامِ جلالتك.

أطلتُ الحديث عليكِ ألِيس كذلك؟
وحتّى الآن لم أخبركِ لم أراسلكِ من لُبِّ قلبي،
لكن هنالك أمورٌ كثيرة حدثت في الآونة الأخيرة
أمور لا تكفِيها بضعة أحرف لتصِفها
لِيس الأحرف وحسب؛ بل كُل كلمات الأبجدية تجحفُ حقّها.

صباح اليوم سمعتُ ذلك الصوت المُختبئ خلف المذياع
أيّ ذلك الصوت الذي أبغضه، كم هو دجّال!
لا يكفُّ عن رميّ أقواله المنجوشة
لم أصدقه يومًا ولن أفعل حتمًا،
فأنا لا أُصدِّق شيئًا لا أراه
أو على الأقل شيئًا استشعره.

لقد صرّح اليوم وقال قولًا صفعنِي به
حتّى أن طبعة أصابعه لازالت تحرق فؤادي
لقد قال وكرّر على مسمعِي "الحرب انتهت"
أُقسِم لكِ أنه قال ذلك،
"الحرب انتهت" تخيّلي ذلك!
كان يهتِف بـ "انقضت سِتّة سنواتٍ وكأن شيئًا لم يكن"
وخزني قلبي في تلك اللحظة،
وهتفات المتواجدين نخرت روحي
وشعرتُ أن المكان يضيق بِي حتّى دُكّ يمناي بيسراي
- وبدأ قلبي يعتصر -
لقد آلمتني كلمة "لم يكن" كثيرًا ..

عزيزتي الحياة
هل أروَاح الأموات زهِيدة؟
وهل تنتهِي الحرب فقط بصُلحِ الطرفين؟
هل انقضاء الحرب يقتضي عودة ما كان كما كان؟

إبنة الحَرب | 𝖣𝖺𝗎𝗀𝗁𝗍𝖾𝗋 𝗈𝖿 𝗐𝖺𝗋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن