مُبَعْثَر|١

44 3 13
                                    

إنها الثانيِـة بعد مُنتصف الليل أوشكت أن تُصبح الثالِثه فقط عدة دقائِق.

الغُرفه مُظلمة عدا ذلك الضوء الخافت من تحت الباب، لا أعلم تاريِخ اليوم ولا يهُمني بالرغم من أنني استطيع رؤيته في هاتفي

كُلّ شيء هادئ من حولي بإستثناء دَواخلي وصوتُ أفكاري هاتفي بجواري أستمعُ لأُغنيتي الهادئة جذبتني كلِماتها بالرغم مِنْ أنها غير مفهومة، صوتُ الموسيِقى هادئ للغاية

أردتُ رفع الصوت لعلهُ يتغلب على صوتِ أفكاري.. ثُم أدركت انني أُوذي أُذناي لا أكثر.. لا تستطيع التغلب على الألم.. إذا كان نابعٌ من داخلكَ
ُ
عِدة دقائق وعمَ الصخب الأرجاء بالخارِج.. انهُ شجارٌ كالعادة، لم اُتعب نفسي لأرى ما سبب الضجة فأنا اعرف بالفعل

من يتشاجر بالثالِثة صباحاً؟ أجل نحن.. غريبون أليس كذلك؟!
دقائق عدة ولم ينتهي الشجار.. إزداد حِدة مع صوت تكسيِر وبُكاء.. والصراخ اشتد

ردة فعل بارده لِشخص في عمري صحيح؟ لقد تعودت بالفعل لما اعُد طفل الثامنه الذي يختبئ فيِ رُكن الغُرفه أو تحت الغِطاء مُمثلاً النوم ويبكي بشدة مُخبأً أذنيه باصابعهِ.. يهمس في سرهُ لا بأس.. لا بأس سينتهي الأمر قريِباً.. لقد كان خائفاً.. يُخيفه الصراخ.. ولكن من يهتم؟ لا أحد

طفل الثامِنه قد كبر.. صحيح ليِس كثيراً ولكنهُ أصبح واعيِاً ،لم يَعدْ يبكي ويطلب منهم التوقف عن الشجار ولم يعُد يُخبئ أُذنيه بل أصبح يستمع للموسيقى

وهذا ما فعلته الآن.. رفعتُ صوتَ الموسيِقى على أعلى درجه.. وأجل لم اهتم لأُذناي، لقد كان مُوسفاً ان تتقبل الأمور بتلك السرعه وفي سنٍ كهذا.. وحيداً ولا أحد يفهمك أو يشعرْ بك.. ولكن هذا ما حدث، مؤلم أن تشعُرْ دائِماً أنكَ تُريد العودة للمنزل.. وأنتَ بالمنزل بالفعل.

_____________________________

مُبَعْثَــر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن