البارت الأول🌹
في منطقة راقية هادئة في فراندة تطل على حديقة مليئة بالزهور تجلس امرأة رقيقة الملامح ، تنظر إلى بعض الأطفال الذين يلعبون في الحديقة و هي تبتسم لهم برقة ، و هي خمرية اللون عسليه العينين ذات شفاه وردية و شعر بني متوسط الطول و جسد ينبض بالأنوثة رغم انجابها اثنين من الأولاد ، من يراها يشعر انها لازالت فتاة بكر فهي تخجل من أقل الكلمات هادئة الصوت ، تعيش في منزل به أولادها و زوجها و والدته تلك المرأة الطيبة للغاية و التي تحب زوجة ولدها ربما اكثر من أولادها ، فهي تعيش معها و تعاملها كأنها والدتها ربما اكثر ، فهي احن عليها حتى من أبناءها ، تلك هي حياة المرأة التي تبلغ من العمر ٣٨ عاماً ، و زوجها هو كرم الذي يبلغ من العمر ٤٨ عاماً ، وولدهم يوسف و يبلغ من العمر ال ١٩ عاماً و هو في العام الأول من جامعته ، و ابنتهم يارا و التي تبلغ من العمر ال ١٥ عاماً و هي في الاعدادية ، من يراها معهم يشعر انها اخت لهم .
..............................
تجلس حياة في غرفتها بعد أن قامت بعملها اليومي من نظافة المنزل و طهي الطعام و مراعاة حماتها و ادويتها و كذلك مراعاة أولادها في دراستهم ، و بعد ان انتهت من عملها تماماً دخلت غرفتها حتى تمارس هوايتها التي تعشقها فهي عاشقة لسماع الموسيقى ، و قراءة الروايات الهادئة ، فأخذت حمامها و ارتدت لانجيري رقيق ذو لون وردي و ارتدت فوقه الروب الخاص به ، و جلست في فراشها مع فنجان قهوتها تقرأ في انتظار زوجها الذي تأخر عن موعد عودته ، وكانت قد لاحظت منذ فترة تغيير حاله تماما ، فأصبح يأتي متأخراً دائم الجلوس وحيداً يمسك هاتفه بيده دائما و لا يتركه الا عند النوم ، و عندما سألته كان رده الدائم العمل فهو يملك شركة صغيرة للاستيراد و التصدير و لكن ناجحة و انتشر اسمها فى مجالها ، و اليوم قررت حياة التحدث مع كرم لمعرفة ما سر هذا التغيير حتى أنه ابتعد عن أبنائه أيضاً ، و جاء كرم متأخراً كعادته و دخل غرفتهم فوجدها جالسة تنتظره- مساء الخير يا حياة ، فنظرت له حياة و ابتسمت و تحركت لتقف
- مساء النور يا كرم حمدلله على السلامة حبيبي
و اقتربت منه تنزع عنه جاكته- الله يسلمك يا حياة حضري لي الحمام احسن انا مجهد جداً ، و محتاج اخد دش و انام
فنظرت له باستغراب فهو كان دائما يحب القرب منها و لكنه أصبح يعزف عنها و لخجلها لم تستطع سؤاله و ذهبت لتحضير الحمام له و عادت فوجدته يمسك هاتفه يكتب شئ ما لأحد و وجهه تنيره الإبتسامة ، فأقتربت منه و هي تبتسم
- طيب ضحكني معاك حبيبي
فنظر لها كرم بارتباك
- مافيش يا حياة ده واحد صاحبي بعتلي نكته عن اذنك
و ذهب للحمام اخذاً معه هاتفه فتنهدت حياة بزهق ، و خرج كرم بعد قليل من الحمام و نظر لحياة التي كانت تجلس تنظر من الشباك على السماء في صمت و عيونها تلمع بالدموع فشعر بالحزن عليها ، و لكنه لا يعرف ماذا يفعل فقرر التحدث مع والدته فترك الغرفة و ذهب لوالدته التي كانت تستعد للنوم و طرق عليها الباب و سمحت له بالدخول