البارت التاسع

37.9K 542 49
                                    

.
أنت الوحيد اللي يا كثرك فيني
‏و أنا الشجاع الي غلبْته الكثره .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنصدمت الهنوف من العنوان اللي عطاه للسايق :
حيّ العرب من فضلك " إرجنتوي "
وقالت بحده : ليـش ؟
شجاع : لشـقتك
الهنوف : خلّصت الأماكن
شجاع : وين نروح اجل ؟ بيتي واحرقتيه
الهنوف : لكن شقتي مو لي لحالي ، دانه ساكنه فيها
شجاع : تدبر نفسها ، هاليوم ماراح يضرها
الهنوف سكتت وتحسّ لو تكلمت اكثر بتخرب كل شي
دامه ساكت وهادي لازم هي تسكت وتهدأ
لإن الكلام يزيد المشكله والمشكله اذا كبرت
اكبر من كذا راح تكون نهايتها وخيمه وصعبـه له ولـها .
وصلوا للعماره المذكـوره ونزلوا
وماكان مع شجاع فلوس يحاسب وقال له ينتظره .
شجاع : ادخلي شوي وبجيك
رفعت حاجب وهي متنرفزه من نبرته
ودخلت بدون كلام شجاع اتجّه لمحل ابو غاده
وأبو غاده وقف لما شافه واستغرب من شكله
لكن ابتسم : يااهلين اخي تفضل اجلس
شجاع : هلابك ، اعذرني مستعجل
بس جيت ابي منك سلف بعطي سواق التاكسي
احترق بيتي وراحت فلوسي لكن بردها لك قريب ان شاءالله
ابو غاده فتح الخزنه اللي وراه واخذ مبلغ
وحطه بيد شجاع : ولو يا اخي الناس لبعضها ، تفضل ولا تردها ابداً
شجاع : لايابو غاده انا مو مستحي منك، هذا تعبك وحق بنتك
وبينرد قريب ، وبيّض الله وجهك ماقصرت
طلع بسرعه وماعطاه مجال يعارضه اكثر
دفع حق التاكسي وصعد للعماره ودخل شقة الهنوف
وسمعها تكح عرف ان دخلها برد ومااهتم ، قفل الباب
وسحب المفتاح علشان ماتطلع الهنوف ولا تدخل دانه .
دخل عليها بالغرفه وكانت واقفّه تطلع لها لبس من دولاب دانه
ولما شافته قفلت الدولاب وقالت بربكه : ممكن تطلع
لإن هذي مو غرفتي لحالي !
شجـاع سكّر الباب ورجف قلبها من الخوف والربكه
بلعت غصتها لما تقدم لها بهداوه : وين سريرك ؟
الهنوف بصوت واطي : شجاع قلتلك غرفه خاصـ.
قاطعها بحدّه : ابي انـام ، اخلصي علي وين سريرك
اشرّت عليه وهي خاطرها تبكي وماتوّقعت انه يسحب يدها معاه
رفع غطا السرير ودّخلها ودخل جنبها ، ماكان امامها قرار للرفض
غطّاها وهي مغمضه عيونها ماتبي تشوف قربه لها
ولو بكيفها سدت اذانها ولا تسمع انفاسه لكن هدّت حالها
لإنها عارفه ان حركاتها بتزيد غضبه ، سكتت رغم النار اللي فيها والألف حلّ اللي مو قادره توصل لواحد منها .
شجـاع كان رافع راسه ولا يبي يناظر فيها
يحسّ انه مقيد بسلاسل ومُعتقل بسجنها
ولا هو قادر يتصرف معاها ابداً واختار النوم النوم لين تهدا نفسياتهم وبعدها في إحتمالات
ان ينتهي المطاف بوضع حلّ مرضي لجميع الأطراف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دانـه :
تعبت من الإنتظار وقامت وهي معصبّه على الهنوف
مو معقوله انها تجلس معاه كل هالوقت
وهي محرقته وهو قاص شعرها ، فتحت الباب
وقالت بحده : ماصارت يالهـ..
سكتت لما شافت ممرضه ترتب السرير الفاضي ، والغرفه فاضيه
حسّت بهبوط من القهر : اين المريض ؟
الممرضه : غادر
حسّت بدوخه من العصبيه وطلعت وهي تدعي : الله ياخدك انتي وياه
لو رايحه مع عساف ابرك لي من انتظار مجانين
طلعت بسـرعه واتجهت للشارع علشان توّقف تاكسي
وفجأه سمعت احد يناديها التفتت بسرعه وشافت عساف
يتجه لها وهو ماسك مظلّته وقف قدامها
وقال بهدوء : ماتاخذين الهنوف معاك ؟
دانه بقهر : صار لي ثلاث ساعات انتظرها
اخر شي تروح مع زفت الطين ولد خالك وتتركني لحالي
عساف قرب لها علشان تغطّيها المظلّه وابعدت خطوتين .
عسّاف : شفيك مو تقولين ماعندي مناعه ، تعالي لاتتبللين
قربت له شوي وناظرت بعيد وكمّل عساف : يمكن خطفها
انتي على طول تسيئـين الظن !
دانه : طقاق ماراح اتدخل بينهم ، ارتفع ضغطي
مو قادره اتكلم خلاص
عساف : زين شرايك اعزمك على قهوه تروق فيك
وبعدها نكمل رحلة البحث والإطلاع على باريس !
دانه : خلني اتقهوى وبعدين افكرّ
تعال في كوفي قريب من هنا
مشت هي وياه بخطوات سريعه عن المطر
كانت خجلانه وترجف ومو مرتفع ضغطها مثل ماقالت
لكن الربكه مو مخليتها تعرف تتكلم ابـداً
عمرها ماتوّقعت تكون بهالضعف قدام احد .
وصلـوا للكوفي ودخلوا ونزّل عساف المظله
وعطاها دانه وراح يطلب ، دانه جلست تفرك يدينها من البرد
رغم ان البرد قارس ويتعبها الا انها تحبه وتحب اجواءه .
عساف رفع جوّاله واتصل رقـم علي
وهو يتذكّر كلام الجد ابو ضياء عنه .
علي رد : اهلين عساف
عساف : علي كيف حالك ، جيت اليوم بتكلم معاك مالقيتك
علي : معليش كنت نايم وعلى مافقت ولبست لقيتك ماشي
عساف : مايخالف ، بس كنت بحذرك تبعد عن درب الهنوف وشجاع
ياعلي انا ادري ان الحب مو باليد ، لكن اللي تسويه انت غلط
الهنوف بنت خالي ومايرضيني اللي يصير لها
رغم انها هي اللي جابت لنفسها لكن
ماقدر اشوف الغلط واسكت .
علي تنهّد : صح كلامك ، انا عم حاول ياعساف
الله يعلم ماعندي اي نيّه
بس منشان الله منشان الله ماتحكي لجوزها
عسّاف : لاتخاف ، المهم ابيك توّصل لجدك ابو ضياء
ان وظيفتك جاهزه من بكره ، ومو حنا اللي مافينا خير لجيراننا
علي بصدمه : عساف ، انت حكيت لي قبل هيك
انك لقيت لي وظيفه وطلعت نيتك غير !
عساف : كانت نيّتي اوصل للهنوف ، لكن الحين ماعندي نيّه
من بكرا اذا تبي الوظيفه بتصير فيها.
علي بفرحه : شو هي
عساف : سائق باص ، شرايك ؟
علي ابتسم : منيح ، انا بعرف قديش هالوظيفه فيها رزق
عنجد مشكور ياعساف فضلك دين برقبتي
عساف : العفو ماسويت شي ، مع السـلامه
قفّل واتجـه جلس قبال دانه وكانت
مشغله اغنيه وتغني معاها بهدوء وعسّاف رغم احساسه
بحجم الغلط اللي يسويّه الا انه مااهتم لإحساسه والتزم الصمت .
جاهم النادل ونزلّ القهوه قدامهم ونزّلت دانه جوالها
واخذت قهوتها وشربت شربه واعتفست ملامحها
ونزّلتها على الطاوله وقالت بإشمئزاز : اسم الله شنو هذا !
عساف عقد حاجبينه وهو مابعد شرب : شفيك !
دانه : القهوه مره ، مابيها
عساف شرب من قهوته وكانت حاليه غمّض عيونه
ونزلها قدامه : وانا حاليه اللي معي ماحبها ، بادليني
دانه : شنو ابادلك عقب ماشربنا ، خلاص بتحمل واشربها الشكوى لله
عساف : مو مشكله ، بادليني
اخذ قهوتها واخذت قهوته وناظرت فيها بربكه
رفعت عيونها له وشافته يشرب بلا مُبالاه
وهي تحسّ قلبها بيوقف من تأثير الحركه
بدت تشرب بهدوء وهي تتصنع عدم المُبالاة.
عسـاف : اي يادانه ، تقولين لي ابوك ماقبل فيك
ناظرت فيه مصدومه وقالت بهدوء : ليش ملزّم تتكلم عن هالموضوع
عساف سكت ، مايبي يقول لها انه فعلاً شايل همها
سنه بالكثير وراح تكون لحالها بمدينه كبيره
وفيها مليون جنسيه ومليون ثقافه ومليون شكل ولون
حتى لو كانت متعوده وعايشه فيها .
دانه : انا عارفه ان بقلبك كلام ، قوله لي عادي
ماراح اتضايق ، مو تقول انك صريح ؟ يالله قول !
عساف اخذ نفس وقال بإسترسال : شوفي دانه
صحيح انتي قويه ومو بحاجة احد وعشتي نصف عمرك لحالك
وهذي نقطه تحسب لك وانا سعيد لأني قابلت بحياتي
انسانه قويه مثلك ، اقدّس اللي معتمدين على انفسهم
وبنوا حياتهم ومستقبلهم بدون مُساعدة احد
لكن يادانه الإنسان كل ماكبر كل مازادت حاجته لوجود اهله وناسه حوله وانتي شوفي نفسك الحين ، حسب مافهمته انك كل شهر بوظيفه
وعمرك ماثبتتي على وظيفه ، يعني بتواجهين صعوبه الأيام المقبله بالتوظيف ، يعني عيشتك بتضيق عليك ووقتها مابتلقين سند
جيرانك مابيدومون لك وحتى لو داموا لك ، مافي زي الأهل !
يمكن يقسى ابوك شهر شهرين سنه سنتين
لكن بالنهايه بيقبل ، يمكن تلقين تسعه من اهلك قاسيين عليك
لكنّي متأكد ان العاشر بيوقف معك ، تكفين يادانه
فكري بكلامي وأرجعي لأهلك !
دانـه لاوصل يوصف شعورها بهاللحظه بعد كلامه
كل عبراتها طوال السنين الفايته اجتمعت بصدرها
لكن مابكـتها ولا وضّحت له ان بداخلها غصّه لو تبكيها ماوقفت
ودموع لو تنثرها جفّت محاجرهـا .
إستجمعت نفسها وقالت بهدوء : صادق بكل حرف قلته
راح احاول ، محاولة اخيره !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قلبي .. ولو مرّت عليه الليالي
‏به صبح عيّا ينتهي من عرفتك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف حس انمسح همّ من همومه وابتسم دانه غيرت الموضوع
علشان ماتبكي وقالت بربكه : طيب انت عرفت كل شيء عني
وعن اهلي ، انا ليش مااعرف عنك ؟
عـسّاف : انا انسان عادي ماعندي قصّة
اللهم اني مختلف عن اهلي بعض الشيء
وبصراحه ماحب العيشه معاهم لذلك مقضّي حياتي سفر ودراسه
واول ماطلبني شجاع اجي هنا ادور الهنوف وافقت بدون تفكير .
دانه عقدت حواجبها : ليش ماتحب العيشه معاهم
عسّاف تنهّد : مافيه أصعب من انك تعيش مع ناس لا الأفكار أفكارك
ولا المعتقدات معتقداتك ، ولا الإهتمامات إهتماماتك
سكت شوي وقال بإبتسامه : ولا الذوق الموسيقي ذوقك !
دانه : اي انت ماسحر عقلك الا الموسيقى ، كمل !
عسّاف : اتوّقع عرفتي من الهنوف ان عائلتنا متشدده
ولها عادات وقوانين ، وانا مستحيل اعيش مع ناس
تفرض علي وش اسوي بحياتي.
دانه : اها ، يعني عائلتكم مختلّه عقلياً
وانت تركتهم رغم انك رجال وتقدر تتحمل وتوقفهم عند حدهم
تلوم الهنوف الضعيفه اذا هربت !
عساف : ماالومها ، وماجيت احاسبها ، جيت ادورها
وارجعها لزوجها وانا ادري انه يحبها وماراح يضرها
دانه : وش اكثر من انه قصّ شعرها ؟
عـسّاف : قصّ شعرها مو لإنها هربت منه
قص شعرها لإنها كسرت كلامه وعاندته
وطلعت بدون حجاب ، ولكل فعل ردة فعل !
دانه سكتت شوي وقالت بهدوء : زين الحين متى بترجعون
يعني مافي موعد محدد ؟
عسّاف : على كلام شجاع يقول انه عقب ثمان شهور بيرجع
يعني ارتاحي ثمان شهور والهنوف بوجهك يمديك تملين منها
دانـه : صدقني لو العمر يمضي معاها ما امّل منها
انت واضح انك نفسيه وماعندك اصدقاء
او ماعندك صديق واحد على الأقل يصير لك الدنيا وناسها !
عسّاف : عندي ، لكن عندي اهل بعد
اهلي حتى وانا مااحبّ تفكيرهم مالي غنى عنهم !
دانه تركت قهوتها وسندت ظهرها وتكتفت وصدّت عنه.
عساف عرف انه دخلها بدائرة من الضيق
ووقف وقال بحماس : شرايك تسابقيني الى محطة المترو
دانه : ياخي ماتحسّ انك فاضي بزياده ؟
عساف : اذا سبقتيني لها بعزمـ.
قاطعته بضيق : بتعزمني على شاي ، ولا على قهوه ؟ خلاص مليت منهم
عساف حنى راسه لها وقال بإبتسامه هاديه : بعزمك على
حفلة ماجد المهندس يوم الجمعه الجايّه .. وانتي بكيفك
طلع وتركها تستوعب اللي قاله ، حست انها بتبكي من الفرحه
رغم انها قبل دقيقه كانت بتبكي من الحزن ، طلعت وراه
وهي تلبس شنطتها على ظهرها وحطّت رجلها
عساف كان يمشي بخطوات هاديه وفجأه تعـدّته
بكل سرعتها وسبقته , وركض معاها لين وصلها
وكل ماتعدّاها خفف سرعته علشان تسبقه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الساعه ٩ الليـل ؛
.
صحى شجاع بعد نومه يحسّها اخذت من عمره من طولها
وكانت اطول نومه ينامها من سبع سنين فـاتت ، او يتهيأ له
لإنه نام معاها وعلى مخدتها ومع ريحة عطرها .
دخلت يدّه تحت المخده لما قام ولمست يده شيء
سحبه بدون تفكير ولا استغرب لما شاف دفتر وقلم
لكن اللي استغرب منه ان الدفتر " سلك " يعني قديم
فتح اول ثلاث صفحات ومن نوع الورق تأكد انه قديم
رجع للصفحه الأولى وانصدم من اللي مكتوب : •
" الثلاثاء 2014/9/20 "
مذكراتي العزيزة : ‏اليوم هو يومُ ميلادي، أعلمُ أن ذلك لا يهمُّ كثيراً
ولكنني أراهُ شيئاً جميلاً أن يعلمَ المرء أنه في هذا اليوم قد وُلد فيه .
فيه هذا اليوم فتحتُ عيناي للدنيا.
في هذا اليوم بدأتُ أتنفس أول أنفاسي.
⁩ لا أعلم كم ذنباً اقترفتهُ العام الماضي ، ولكنّي متأكدة
بأنني لم أتخذ قراراً خاطئاً ، ربما يكون ذنبي الوحيد انني إبتعدت عن والدتي وإقتربت من العالم الموحش ..
كان نفسه يقرأ الكلام كله ولكن من ضيق الوقت
فتح الصفحه الأخيره وطاحت عينـه على كلام اوجع قلبـه .
التاريخ : 2018/9/20
المكان : ضاحية العرب في باريس
الزمان : الساعه الرابعه عصراً .
‎ختاماً يا أمي : اليوم هو يوم ميلادي !
‎ هل يتوّجب عليّ الفرح ام التساؤل :
‎هل تحققت أمنياتي الصغيرة ؟
‎التي طالما سعيت وعصيت عائلتي من أجلِها ؟ ‏
‎هل بصفتي كإنسان يتوّجب عليّ تحمل كُل هذا ؟
‎واقع مرير ، قلبٌ لاذ بالفرار من بلاده وتقاليده
‎ عقلُ توّجب عليه العيش على إنه بالأربعين من عُمره
‎جسدٌ لا يعرف التحلّي إلا بالصبر، ثم ماذا ؟

ضاق فيه الكون من اربع جِهاته ، كل كتاباتها لأمها ، تصفّح الدفتر بشكل سريع وهو يتمنى لو يلقى اسمه بين السطور
لكن كان الكلام يبدأ وينتهي بأمّها ، رجع الدفتر لمكانه وقام
كثر ضيقته عليها كثر راحته من موضوع ثاني ، تمنّى لو يقدر بهاللحظه يخبرها لكن مسك حاله ، مر من جنب البلكونه
وشد انتباهه وقوف شخص فيها والتفت بسرعه شافها
كانت ملقيّه ظهرها له وتناظر بالشوارع .
سرح فيها من فوق الى تحت ، كانت لابسه
قميص حـرير لونه أحمر وصدره واطرافه ريش
وشعرها القصير كان مفتوح ويلاعبه الهوى
وشريطه ناعمه على خصـرها ومبرزه تفاصيل جسمـها
همـس وهو مفتون بمنظرها حتى بدون لايشوف وجهها :
سبحان رب الحسَن ، و الخصر اللي مايشبه
الا دوله من العالم الثالث
اه يالهنوف .
.
.
أنا خايف من غلاك اللي بدأ يوسع نِطاقه
‏أنا صدري لو تمادى بالمخاوف زاد ويله
‏دثـريني بالمحبـة ، وزمـليني بالصـداقة
‏واذبحيني ألف مرة و احضنيني بس ليلة !
.
.
تجاهل كل الأحاسيس اللي تدفعه لها
وعكس طريقه عنها وطلع للصاله وشاف أكياس
عرف انها من عساف لما شاف ملابس واغراض جديده
اخذ له لبس ودخل للحمّام أعزّكم الله ، تروش وطـلع
اخذ السجاده ووقف ثواني يطلّع مكان القبله
حتى جواله مو معه علشان يبحث .
فرش سجّادته ودخل للغرفه وهو مايتمنى انه يدخل ويشوفها
وتصير اشياء كثـيره لكنه دخل للبلكونه ووقف وراها
وكانت تشرب الشاي وحسّت فيه وراها .
شجـاع استجمع قوته وقال بهدوء : تدرين انك حلوه ، ليه تفتنين المـارّه ؟
توسعت عيونها بصدمه من اللي سمعته
هذا شجـاع ولا احد غيره .
التفتت له وقالت بتلعثـم : انتظر دانه
ومافي احد الوقت هذا الناس كلها نايمه
شجاع زاد غيضه لما شاف ملامحـها
وصدرها المكشوف وسلسالها اللي زايد جمال نحرها .
قال وهو يحاول يكون طبيعي : لا مهيب نايمه ، تدرين انهم
صاحيين وتدرين اني بشوف واعصب ، ليش !
الهنوف بربكه : انا اسوي اللي يريحني مو اللي يريحك انت
اخذ نفس عمـيق لصدره وقال بضعف : مااقدر اقول لك شي
دامك تسوين اللي يريحّك ، ابفرح لو ان النفس نقّـاده .
بلّعت غصتها وكلامه انحفر بصدرها
حسّت انها مهما تكابر وتعاند وتحقد عليه
يبقى بداخلها نقطة ضعف اسمها شجاع.
طاحت عينها على شعره وكان مبلول
قالت بهدوء : ادخل عن البرد
شجاع تذكَر السبب اللي جاي علشانه
وقال بصوت خافت : وين القبله ؟
الهنوف : يمين .
شجاع تقدم لها وناظر وراها للشارع وارتاح فعلاً لما ماشاف احد
مثل ماتوقع ، همس وعيونه بعيونها : ادخلي !
الهنوف بنفس همسه : قلتلك مرتاحه
شجاع ناظر لشـعرها نظرات حزّت بخاطرها واوجعتها حيل
وحست بتبكي من القهر لما تذكرت ، لكن طاحت عينها على يده
اللي فيها اثر حـرق كبير جداً وواضح وحست انها هدت شوي
وهمست له : مالك شغل فيني .
شجاع رفع يدّه لسلسالها ومسكه بإصبع وسحبها له
لين ضرب صدرها بصدره ، ترك سلسالها ونزّل يده لخصرها
وقال بهمـس : دفّيني .. ابدفى ، جمريني !
كانت نبضاتها تدق بشكل غريب والربكه واضحه بملامحها
شجاع حنى نفسه لين لامس وجهه الريش اللي على صدرها
وهمس عليه : يجوز أكلك من شوقي لك ، ويجوز اموتك بالحضن
ويجوز ارحمك وما أسوي شي ، خليك فطنه !
تفجّرت بداخلها احاسيس كثيره واستسلمت تحت تأثيره
وهمست : انت اكثر واحد اتعبتني بحياتي
شجـاع : جـزاك ، لكنك شاطره ، مو بس اتعبتيني
انتي الهيتيني عن ربّي وعن مذهب اللي يصلّون .
تركهـا ودخل بدون اي كلمه زياده وهو عارف انه لو طوّل معاها
بيصير الشيء اللي ماتبيه هي ، وبيزيد العلاقه تعقيد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عـسّاف ودانـه :
طلعوا من السوق ودانه كانت متكسّره
وشايله معاه الأكياس وقفوا بنص الطريق ونزّلت الأكياس
وقالت بتعب : خلاص مو قادره اشيل
كل هذا ؟ ماعندك ملابس انت ؟
عساف : هذي لشجاع ، احترقت كل اغراضه
دانه رفعت حاجب وكشّرت : لو ادري انها له ماساعدتك
عساف : كملي جميلك.
سكت وهو ينتظر سيّارة تاكسي وبقلبه يقول
لو تدرين انه نايم بشقتك بعد وش تسوين .
وقفت عندهم سيّارة تاكسي وركبت دانه بدون ماتساعده
عساف شال الأكياس كلها ودخلها للسياره معاه
وركب جنب دانه وقال بهدوء : شوفي دانه بقول لك شيء
واتمنى ماتزعلين لأنه مؤقت.
دانه بإستغراب : قول ؟
عساف : ترا شجـاع ، بشقّتك مع الهنوف
دانه سكتت شوي تستوعب وردت بهدوء : ليش ؟
ماكثر الله الا فلوسه ياخذ شقه ويسكن فيها
عساف : قلتلك الموضوع مؤقت
احتمال بس اليوم على مايلقى شقه
دانه : وليش مايسكن عندك ؟
عساف : هو يبي مع حرمته ، ولو سكن
عندي انا وين اروح بهالثلوج ؟
دانه ارتفع ضغطها : صج قليل ادب ومايستحي
يطردني من بيته ويجي بكل بجاحه لبيتي ؟ اخخ يالقهر
عسّاف : لايضيق خـلقك ، اليوم بس
دانه بإنفعال : وانا بعد وين اروح بهالثلوج ؟
ترا الإحترام لك وللهنوف مو لـه
لذلك بسمح له اليوم بس !
صدت عن عساف وسرحت بالطريق
وهي خاطرها تبكي من كثر ماتكره شـجاع
مو لإنه طردها وبس ، لإنه بياخذ منها
اعز خلق الله على قلبهـا.
عساف سكت لما استوعب ان دانه
هي اللي ماراح يكون لها مكان صدق
قعـد يفكر بحلول وطرى عليه حلّ سريع
والتفت لها : دانه !
دانه بدون ماتناظر فيه : شنو
عساف : بتنامين في بيتي ، وانا لي صاحب هنا بنام عنده
دانه : شكراً خل بيتك لك ، اعرف ادبر نفسي
عساف : دانه خلاص عاد الموضوع مو مستاهل
وافقي تجين لبيتي
دانه ترددّت وقالت بسرعه : لا مو موافقه
قلت لك اعرف ادبر نفسي
عساف : مو وقت عناد ، احنا اهل وبيوتنا وحده
استسلمت وقالت بضيق : طيب وانت وين بتروح
عساف : قلت لك بروح لواحد من خوياي ، لاتشيلين هم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شجـاع خلّص صلاته وظـل على سجادته شوي
يتذكّر كلام امه وهي توصيه بأذكاره وصلاته
حسّ انه مشتاق لها رغم انه ماصار له يوم من كلمها
شال سجادته ووقف ومشى خطوتين
وفجأه وقف لما داهمته دوخه قوّيه ماشاف شيء بعدها .
رجع بخطواته لين جلس على الكنبه وسند ظهره .
حسّ نبضات قلبه سريعه وقـال بقوه : الهـنوف ، الهـنوف
طلعت من البلكونه وهي لازالت تحت تأثير
الموقف الأخير بينهم ، وقفت عند باب غرفتها
وناظرت فيه وقالت بصوت خافت : نعم
شجاع : تعـالي
بلعت ريقها وتقدمت له ، ماانتبهت لملامحه الذابله
ولا لعيونه اللي تناظر لمكان ثاني.
وقفت قدامه : ها شفيك
شجاع نزل راسه ويده تمسّج راسه قال بهدوء : سوي لي شي اكله
انصدمت الهنوف وحسّت برجفه بصدرها
كم صار له ما أكل ولا شـرب ، يمكن حتى من قبل سالفة الحريق
دققت بملامحه وأتضح لها كمّية التعب اللي فيـه.
نزلت الكوب اللي بيدها وأتجهت للمطبخ : دقايق بس
شجـاع تمددّ على الكنبه ، دقيقتين وطلعت الهنوف
وواضح بوجهها الضيق جلست قدامه على الطاوله
وقالت بيأس : شجاع دانه ماتقضت للبيت ، مالقيت الا فواكه
جلس واخذ تفاحه واكل منها والهنوف بعد جوعانه
لكن تحس جوعها يهون عند جوعه.
شجاع اكل تفاحه ثانيه لين حس الدوخه تلاشت منه
وقف واخذ جاكيته وقال بهدوء : بدلي ملابسك وانزلي بنطلع نتعشى
الهنوف بربكه : لا مالي نفس
شجـاع رفع حاجب : متأكده ؟
وقفت ونزلت صحن الفواكه : لا ، دقايق واكون عندك
مشت خطوتين واستوقفها صوته : الهنوف
ناظرت فيه وقال بنبره حاده : الحـجاب .. اخر مره احذرك
تجاهلته ودخلت للغرفه طلعّت لها لبس وهي مقرره تعانده
وماتلبس رغم معرفتها انها على غلط والحق معاه
لكن ماتبيه يمشّي كلامه عليها.
لبست جيـنز وجاكيت رمادي لفوق الركبه
وثقيل رفعت شعرها وربطته ورشّت من عطـرها القديم
اللي جابه لها وهي عارفه تأثيره عليه ، اخذت شنطتها ووقفت ثواني ولاشعورياً تذكرت كلامه لها واخر تحذير ، لو عاندته اقوى راح تخسر
وأول شي تخسره الهدوء اللي كسبته اليوم ، زياده على انه تعبـان
ومافيه حيل للمشاكل ورفعة الضغط .
اخذت حجابها وتحجـبت بشكل كامل ولا بان منها الا وجهها.
نزلـت له وكان واقف عند باب العمـاره ينتظرها .
وقفت جنبه وناظر فيها وكان متأكد انها بتعاند
وانصدم لما نفّذت كلامها وارتاح وهدت اعصابه .
شجـاع : وش افضل مطعم هنا
الهنوف : كل مطاعمهم حلوه وتجنن
ومو محليها الا زيت الخنزير اللي فيها
وقف وناظر فيها بحده ، ضحكت من نظرته
وقالت بضحكه : استهبل شفيك ، مطاعم قليله اللي فيها خنزير
شجـاع : وانا اقول البنت شفيها ، طلع البلا باللي تاكلين !
الهنوف : لا والله بحياتي مااكلت شي فيه خنزير
اعوذ بالله ، والمطعم اللي بروح له أبحث عنه الف مره
تدري شلون انا باخذك لمطاعم شرقيّه وانت بتشوف بنفسك .
وقفت عندهم سيّارة التاكسي وركبـوا وسألهم عن الموقع.
الهـنوف : شارع الشانزليزيه .
شجاع : لا لحظه ، تشوفيني تعبان وتبين تاخذيني له !
الهنوف : ادري انه ازعاج وزحمه لكن المطاعم العربيه اللي فيه
لايُعلى عليها .
شجـاع : زين بس مانبي غالي ، ترا مامعي ومتسلف من ابو غاده
الهنوف : مو مشكله اذا زاد بدفع انـا
شجاع : ماتدفعين ، خلي فلوسك بجيبك
الهنوف : احسن بعد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسـاف وصل بيته ووقف قبال الباب يفتحه
ودانه وراه عينها على الحديقه الصغيره اللي تفتح النفس
كشرت من نفسها ، نصف عمرها بباريس
ولا قدرت تجيب مثل بيته وهو بسنه وحده ساكن فيه.
فتح الباب ودخل وناظر فيها : حياك دانه ، اعتبريه بيتك
ابتسمت ثواني ودخلت وناظرت فيه كله
وقالت بإعجاب : ماشاءالله حلو ، إيجار ؟
عساف : لا ملك ، من تصميمي
دانه بصدمه : ماتوقعت ، حيل حلو ماشاءالله
عساف ابتسم وهو يجلس : من ذوقك ، ارتاحي
جلست قدامه وهي متوتره لإنه جلس ، شكله ماعنده نيه يطلع.
عسـاف وهو يرفع جوّاله لإذنه : مايحتاج اعلمك بالبيت خذي راحتك
دانه : ماله داعي انا بنام واطلع مو لازم اتفرج
عسّاف قبل يرد عليها وصله صوت امه : هلا حبيبي
عساف : هلا يمه ، كيف حالك والله مشتاق لك
امـه : بخير ، مو ناقصني غيـرك
عساف : ياتاج راسي، مابقى شي واشوفك
امه بضيق : وش مابقى شي ، مو تقول باقي سنه
عساف : لا يمه اقل من سنه ، تقريباً سبع او ثمان شهور واكون عندك
ردت بفرحه : الله يبشرك بالخير ، وتجي وتصير الفرحه فرحتين ، فرحة رجعتك بالسلامه وفرحة خطوبتك
سكت شوي يستوعب وقال بهدوء : خطوبة ايش ؟
امـه : خطبنا لك مزون بنت خالك ، ووافقوا
وان شاءالله من ترجع بتملك ، يشهد الله اني
اتمناكم لبعض من صغركم
عسّاف حسّ بكارِثه وقعت على راسه
وقال وهو يمسح على وجهه : بس يايمه
ماخذتي رأيي مايصير كذا
امه : افاا ، مو طول عمرك تقول
انك تثق برايي وبأختياراتي
عسّـاف ماحب يكسر بخاطرهـا وقال وهو يتصّنع الرضا : طيب يمه
ياليت يتقفل الموضوع لين اجي ، لاتعشمين
بنت الناس وانتي ماتدرين عن الظروف
امه بنبره حزينه : يعني ماتبيها
عساف : مو ماابيها لكن.. يايمه مو فاضي انا
قفلي الموضوع ولارجعت نتفاهم
امه : زين ، الله يحفظك وانتبه لنفسك
عساف : امين يمه ويحفظك ، مع السلامه
قفّل منها ورفع راسه لدانه كانت مبتسمه
ولا وضح عليها اي شي لكن قلبها يحترق
من اللي عرفته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف : الله يهديها الوالده ، خططت وخطبت لي
ووافقوا اهل البنت ، وكل هذا بدون علمي
دانه بتلعثم : يعني .. امك ادرى باللي يناسبك
عسّاف : نصبر ونشوف ، يالله مابي اطول عليك خذي راحتك
دانه : ان شاءالله ، مشكور عساف
عساف : ماسويت شي .. يالله سلام
طـلع ودانه تناظر فيه لين تسكّر الباب
رفعت عيونها للأعلى تدور عن كاميرات
ماتبي تسوي تصرفات تندم عليها.
ماشافت ولا كاميرا وبدون شعور نزّلت راسها وبكـت.
كانت قوّيه وصامده الين شافت احلامها تنهار قدام عيونها
ولا هي قادره تسوّي شيء ابداً ، مسحت دموعها
ووقفت وهي مقرره تشغل نفسها بأي شيء علشان تنسى.
صارت تتمشى بالبيت وتستكشف الغُرف
وكانت كلها فاضيه بإستثناء غرفه وحده
كانت غرفته ، واعجبها ذوقه بالأثاث
اخذت لها غطا ومخدّه وطـلعت للصاله انسدحت على الكنب
وغمضّت عيونها تدورّ النوم ولكنه جافـاها بعد اللي عرفته.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شجـاع والهنوف وصلوا لشارع الشانزليزيه
وفعلاً صدّع راس شجاع من الإزعاج ومسك يدّها ووقفها
وقال بهدوء : مافي مطاعم بباريس غير هالمطاعم يعني ؟
ازعاج هالشارع فضيع
الهنوف بدت تخاف من هدوءه الزايد معاها
خافت يكون مخطط على شيء وقالت بربكه : شجاع ترا المطعم هادي
شُجاع التفت يمينه وشمـاله وتنّهد وقال بإستسلام : يالله تعالي
مسك كفّها ومشى ناحية المطاعم ودخل فيها لأحد المطاعم
وهي تحاول تسحب يدها منه لكنّ ماقدرت
وهمست له : الدور الثاني أشرح
شـجاع وهو يسحب كرسي : انا احب الدور الأرضي ، اجلسي
جلست وجلس قدامها ونزّل طاقية جاكيته ورفع المنيو
وقال بهدوء : عندك طبق مفضل ولا أطلب تلقائي
الهنوف بربكه : كل اطباقهم احبها اطلب اللي تبي
تقدّمت لهم النادله ووقفت عندهم
وكانت عربيه وقالت بإبتسامه : مساء الخير ، شو بتحبوا تاكلوا
شجـاع مارد لإنه مازال يفكر وردت الهنوف : مساء النور
النادله : شو ياسيّد مابدك تحكيلي
شجاع رفع حاجب : ماتشوفيني جالس اختار
تأخري شوي مو على طول تدرعمين تسألين
النادله : دخيل الله حتى وانت معصب بتجنن
شجاع كان عاقد حواجبه ومرتفع ضغطه منها
لكن عرفت كيف تمتص غضبه و ابتسم : ثواني يا..
النادله : ريما ، انا اسمي ريما
الهنوف كانت تناظر بصدمه ماتوقعت الجرأه منه ومنها
صح ان جزء من عملها تكون لطيفه مع الزباين
لكن مو لذي الدرجه ، بلعت الموضوع وابتسمت معاهم.
شجاع : شوفي ياريما ، 2 ستيك لحم ، وواحد بيتزا ببروني
وبيتزا فرنشي .. تمام ؟
الهنوف : اوله كل هذا من بياكله
شجاع : انا ويّاك .
ريما : كمل ياسيدي
شجاع : السلطات ، ابي سلطة نيسواز و.. تدرين كيف كل السلطات ابيها
ريما : على عيني ، بدك شي ثاني ؟
شجاع : لا شكراً .
مشت عنّهم والهنوف كشرت وقالت بهمس :
مابقى الا تجلس بحضنه بعد .
شجاع : وش قلتي ؟
الهنوف : لا ولا شي ، اقول لطيفه الله يحفظها
شجـاع : اها ، زين
الهنوف : طالب المنيو كله وتقول مامعي فلوس ؟
شجـاع : رزقني الله.
اتصل جواله ولما شاف رقم جدّه تنهد بضيق
عارف وش يبي وعلشان يختصر على نفسه
فتح السمّاعه ورد : هلا ياجدّي
جـده : شجاع ، شلونك
الهنوف فزّ قلبها لما سمعت صوت جدّها لأول مره من عُمر
ماستوعبت لين قال شجـاع بقوه : ياجدي مافيها شي ، هذا انا وياها بمطعم نتعشى ، تطمن ماني مسوي لها شي !
الجـد : اجل ليه ماتكلمني ؟ ابي اسمع صوتها قلبي يحترق
شجاع : قاعده تسمعك الحين ، ليه ماتبين تكلمينه ؟
الهنوف مدّت يدها الراجفه وقالت بغصّه : عطني بكلمه
شجاع تضايق لإنه عارف ان جدها بيقوّي شوكتها اكثر
لكن استسلم : هاك بتكلمك
اخذت الجوّال وقالت بصوت خافت : السلام عليكم ياجدي
جـدّها بصوت واضح انه يضحك : هـــلا ، هلا بحبيبة جدها
هلا بالصوت اللي فقدته ، يالهنـوف ليه كل هالقطعه وانا جدك
ماودي انك تعاقبين يوم القيامه ، اسألي وتطمني على ارحامك
بدون شعور نزلت دمعتها ورفعت راسها ، بقلبها كلام كثير
لكن الحروف تشتت وقالت بتلعثم : حقك علي ، سامحني جدّي
لكـ. لكن انا اخترت نفسي بـس
شجاع نزّل راسه ومااعجبه كلامها ابد
ورد الجد : لا ماني زعلان لكن هذا مايعني انك مو غلطانه
لابالله غلطانه بحقي وحق شجاع ، ودام باقي بالعمر فرصه
صلحي اغلاطك يالهنوف ، لاتخلين عنادك يضيعك اكثر
الهنوف وهي تمسح دمعتها : ان شاءالله ، جدي ، اشتقتلك !
واشتقت لجدتي واشتقت لبيتكم وكل مكان فيه
اكثر شي اشتقت له الغرفه الكبيره اللي كننا ننام فيها لما نجتمع
والشباك اللي فيها اكثر وحده فتحته وسكّرته انـا.
والله إني اشتقت افتحه واسكّره والله
شجاع فهم وش تقصد وحسّ بمشـاعره تنولد من جديد
ناظر بعيونها واوجعته دموعها.
الجد : حنا بخير وبيتي ينتظرك يالهنوف ، انتي اللي ارجعي
الهنوف غمّضت عيونها بإستسلام ، مابقى قدامها قـرار غير الرجعه
صح انه قرار تنتظره من زمان لكـن لما قرّب مافرحت فيـه.
شُجاع سحب الجوّال من يدها وردّ : جدي ، ماراح نرجع الحين
مطولين شوي
الجد عصّب : ليش ، خلاص لقيتها ضفها وارجع
وش تدور ببلاد الكفّار
شجاع ارتفع ضغطه : وليه ماقلت لها هي وش تدور ببلاد الكفار
سبع سنين ، صرت انا الغلطان
الجد : اقول ارجعوا ارجعوا ، قلوبنا تفطرت عليكم
شجـاع : ماني راجع.
الجد بإستسلام : على راحتك ، بس انتبه لها.
شجـاع :ان شاءالله ، سلام
الهنوف بغصه : ليش ماتبي نرجع !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إغسلي وجه الفراق اللي سواده داكن
‏وأدهلي قلب الشجاع اللي طوته الهمله
‏ودي اصمل وأقطع حبال المحبّـة لكن
‏والله أن ما ضيّع، الشجعان غير الصمله
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشجاع و الهنوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن