. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سكـت شوي ودانه بحاله من الصدمه والذهول وعدم الإستيعاب
الين كمّل عساف : يومين بالكثير وبكون عندك
انتظريني وأنتبهي تتصرفين قبل أجي انا ، مع السلامه.
قفّل ولا أعطاها مجال تردّ ، ضاقت فيها الدنيا رغم انها المفروض
ماتوسع فرحتها ، خافت عليه ووقفت مذعوره
مسحت دمعتها اللي سالت بدون شعور منّها من كثر ما سرحت
مع صوته ، اتصلت رقم الهنوف من جديد لكن ماوصلها الرد .
توسعت عيونها وهمست بذعر : مجنون ، وين يجي ويييين !
لالا عساف لا تجي
فتحت الجوال وجلست تكتب بيدين راجفه : " لاتجي انا برجع خلاص طابت نفسي ماعاد ابي شيء
لكن لا تعرض نفسك للخطر ، تكفى "
تحطمت لما ماوصلت الرِساله للهنوف وضاقت فيها أرض الله الواسعه وشافت قدامها شخص بيدخل للمحكمه وقالت بشهقه لاشعورياً : لحظه !
وقف وهو مستغرب من شهقتها ، دانه مسحت دموعها بيد راجفه
وقالت بهدوء : احتاج مساعدتك ، ممكن ؟
قال برحابة : افا عليج يابنتي ، قولي شتبين
دانه : ابي أشطر محامي بالديره ، ضروري تكفى
ابتسم لها : موجود ، بعطيج رقمه وعنوانه
وروحي له مو بعيد منّي ، عطيني معلوماتج
دانه : اسمي دانه بنت فيصل بن يوسف الـ ..
انصدم من اسمها وناظر فيها شوي ورجع يسجّل رقمها وقال بهدوء : بس اللي اعرفه ان بو تركي ماعنده بنات
دانه انصعقت وحاولت تحافظ على هدوئها ، اعطته رقمها.
وكمّل : بدز لج العنوان والرقم
دانه بصوت مهزوز : بو تركي اللي مااعترف ببنته ، وهذا مو ذنبها ياعمي !
زاد إستغرابه وحسّ في لغط كبير بالموضوع ومن دموعها وغموض كلامها حسّ ان الحق معاها وخـلاص ماعاد يصدق احد عقبها.
قال بتعجّب : شلون ؟
دانه : انت تعرف ابوي ؟
سكت شوي وردّ : ايه ، زوج اختي ام تركي !
دانه بترددّ : بتقول لها عني ؟ ترا عادي مابيهمها لإنه مات
عقد حاجبينه : منو اللي مات ؟
دانه : ابوي
ابتسم : لا معلوماتج غلط ، ابوج حي من اللي قالج انه مات
دانه من الصدمه عجزت تردّ وكمّل هو : واضح سالفتج طويله ، اذا ودج فهميني عشان اوقف معج ، اسمي عيسى
دانه أنفلعت بصدمه وخوف : شلون ، شهالحلم اللي انا عايشه فيه ، ناس تقول مات وناس تقول حيّ ، شقاعد يصير حولي ياربي
عيسى : مايخالف تعالي وياي ، سولفيلي عن قصتج وانا اقولج شنو صاير..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف قفّل الجوال لإنه عارف انها بتتصل وبتترجاه مايجي
تجاهل نظراتهم المصـدومه من ردّة فعله اللي ولا احد من الموجودين متوّقعها ولا ١٪ حتى نوران رغم انها على علم ان دانه تحبّه ، لكن ماتوقعت انه يبادلها ، ولو قال فزعه اخ لأخته ولا جار لجارته او صاحب لصاحبه او ع الأقل فزعه لشخص عابر بحياته ماراح تصدّقه ابد ، لإن الخوف واضح بعيونه عليها
رجّع الجوال للهنوف وقال بهدوء : أرسليلي معلوماتها علشان اوصلها بسرعـ.
حسّ بيد تسحب يده والتفت بسرعه شاف شجاع بملامح محتدّه ومصدومه قال بصوت خافت : وش اللي يدور ببالك ؟
عسّاف بقمة هدوءه ولا مُبالاته : يدور في بالي اساعد بنت محتاجه للمساعده
الهنوف وقفت ودموعها بعيونها وقالت بإمتنان : عساف ، راح تكسب اجرها لكن.. لكن والله صعب لاتغامر ، امك بتزعل لو عرفت !
عساف عقد حاجبينه : امي ماراح تدري ، كلها يومين بروح اساعدها وأرجع
شجاع : ياعساف ! الموضوع مو بالسهوله اللي انت متوّقعها ، انت ناسي اللي صار ؟
عساف : مانسيت شيء ، لكن الله يعرف نيتي وان شاءالله يسخر لي الناس الطيبه ، عن اذنكم
ظافر : لحظه ياعساف لحظه ،لا تروح لحالك خذ معاك شجاع
عساف : لا ماله داعي
شجاع : لا شلون ماله داعي ، انا بجي معاك ، اللي يجري لك يجري لي
عساف : ياخوي لاتكبرون السالفه ، خلاص بتجي حياك الله بس انا اقول لو تجلس عند حرمتك افضل لك
شجاع انتقلت نظراته للهنوف اللي بعيونها وضحت نظرات الخوف من موافقته لكن تعدّاها وقال بإصرار : بجي معاك !
طلعوا شُجاع والهنوف من بيت ابو غاده ، والهنوف لازالت تحت تأثير الصدمه بعسّاف ، واللي صدمها اكثر موافقة شجاع بدون أي اعتراض
انه يروح يساعد دانه ، رغم خوفها عليه استانست من ردّة فعله
ناظرت فيه وهو سرحان بالطريق قطعت سرحانه
لما تكلمت : ماكنت تكره دانه ؟
سكت شوي يستوعب كلامها وقال بهدوء : أكرهها ؟ ليش أكرهها ؟
ناظر فيها وقال ببرود : ماكرهتك إنتي اللي شيّبتي برموش عيني
جت على هالمسكينه
الهنوف أعجبها كلامه رغم بروده وكملت : طيب وش تسمي افعالك
تجاهها لما كانت موجوده ، ونظراتك لها
وقف ولف لها بجسمه لكن ماناطر فيها ، لفت له وهي تناظر بعيونه اللي تناظر لبعيد.
اخذ نفس وناظر فيها : كنت أكره انانيّتها فيك ، اكره فيها انها تحبك
وانا اكره مااشوف شخص يحبك غيري
فاللي ودي اشيلهم من حياتك اثنين ، جدّي ودانه
الهنوف سكتت وقلبها اوجعها من كلامه وقالت بضيق :
بالهون علي ياولد عمي ، حرمتني من امي وهذا اقسى حرمان
واقسى لوعه ، وهذا مو حب انك تحرمني من حبايبي
مشت خطوه ومسك ذراعها ورجّعها قدامه ، قرب لها خطوه ورفع وجهها له وناظر بعيونها بصمت لبُرهه وقال بهدوء : ماحرمتك من أحد !
امك الله كتب لها اللي صار ، ودانه بكيفها راحت اما جدّي
اعتقد هو اللي بيحرمني منك ، مو انا اللي بحرمك منه !
الهنوف ضحكت بألم : شدعوه ماتسوى علي جيت اطلب العلم
شهالحقد كلهم مايبوني معاك
شجاع اوجعت قلبه ضحكتها وقبل يردّ كملت الهنوف بضيق : حتى انت مااتوقع ان هدوئك لي وهداياك وضحكتك بوجهي للّه
انت وراك مصيبه لي.
غمّض عيونه بنرفزه من كلامها ثواني ورجع ناظر بعيونها
وهو لازال محافظ على هدوئه : ماوراي وقدّامي الا مشاعري صوبك
اللي كل ماحاولت اجيك بالشر واجازيك بأفعالك هاضت
وشبّت بدربي مثل النار اللي تحذرني وتوصيني عليك .. ارتاحي
مشى وتركها وهي عينها عليه بصمت تام لكن قلبها وشعورها
ومشاعرها كلها ترفرف له ، مشت وراه بخطوات سريعه
لين وصلت ومسكت يده وهمست : اتمنى !
سكتت وهي مرتبكه وحاسّه انه بينفعل لكن مااهتم
قطع تفكيرها العصفور اللي يرجف قدامها ومبلول و يترنح بمشيته
انحنت له بدون تفكير واخذته بيدينها ودمعت عيونها
من شكله : ياعمري بردان ، بيمووت لا، كيف ادفيه
شجاع ماتردد انه ينزل سكارفه ولفّه على العصفور اللي فعلاً
كان شكله يقطع القلب ، ضمته الهنوف وهي تحاول تدفيه
وماطلع الا وجهه الصغير ومشى قبلها وقال بسرعه : تعالي
اتجه لسيّارة تاكسي وركب وركبت جنبه الهنوف
وهي ضامته وعينها عليه ، ابتسم شجاع
وصد عنها وهمس : لعنبو حيّها على اخر عمري انا اتمنى اصير عصفور !
حسبي الله عليها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ظـافر دخل شقّته وشادن وراه ، وهو متضايق ولا هو مرتاح
من السالفه اللي طلعت له وسفر عساف وشجاع حسّ بالمسؤوليه
تزيد عليه ، ومايدري وش ينتظرهم اذا سافروا .
شادن صدمتها ماتقلّ عن صدمته ، ويمكن اقوى
ولا همّها اذا بيسافرون او لا ، كل اللي همها اختها مزون اللي متولعه بواحد متـوّلع بغيرها مهما أنكر ، فزته من سمع صوت دانه وخوفه عليها
اللي واضح بملامحه أثبتت للجميع ان عساف ودانه
بينهم قصّه غامضة التفاصيل لكن عنوانها واضح ( الحبّ ) .
رفعت جوالها واتصلت بمزون وهي ناويه تقطعها خير شر
من هالأمل الغبي ، ثواني وردّت مزون : هلا شادن ، رجعتي ؟
شادن : اي توي رجعت
مزون : سولفي لي كيف شفتيهم جيران الهنوف ؟
وعساف معاهم ! وفي بنات ؟
شادن : ماعليهم ناس طيبين ، في بنتين الصراحه
مزون : وين ؟
شادن : وحده بمجلس عساف ، والثانيه بحياة عساف !
مزون ماستوعبت : كيف يعني
شادن : بأختصار عساف يحب وحده ، انسيه انسيه لاتناقشيني
مزون بصدمه : شادن وش هالكلام
شادن : لاتسأليني عن التفاصيل انا مثلك مااعرف الا انه يحب وحده
قطريّه صاحبة الهنوف ، ورجعت لقطر وحصلت لها مشاكل
مع اهلها ، وعساف طق الصدر وبيسافر لها !
مزون حطّت يدها على صدرها مكان قلبها تداري نبضاته
وقالت بصوت خافت : شلون ؟ بهالسرعه يعني
ماصار له خمس شهور بباريس يا شادن شلون كذا ؟
شادن : لا عادي الواحد يحب بخمس شهور
لكن انتي اللي بشهرين حبيتيه وانتي ماتعرفينه اصلاً
ها على مين الغلط عليك ولا عليه !
مزون بغصّه : انا ادري اني استعجلت وتعشمت فيه ، لكن
لكن انا متأكده انه بيتزوجني عمتي واثقه من كلامها !
ورايها لا فرضته ماحد يفرض عليه ، يعني حبّه ماله سنع !
شادن بحده : غبيه انتي وش هالكلام ؟ اللي ماتعرفينه عن عساف انه مستحيل يمشي على قرارات غيره حتى لو هي امه ، واللي ماله سنع هو حبك ، من هاللحظه تنسينه وتعيشين حياتك !
مزون نزلت دموعها وقالت بصوت مهزوز : شادن !
شادن رق قلبها لما عرفت انها تبكي تنهدت وقالت بهدوء : اسمعيني مزون ، انا صدق كبرك بالعمر لكن اكبر منك بالعقل
وانا اللي اعرف مصلحتك ، اسمعي كلامي ماراح تخسرين .
مسحت دموعها وقالت بهدوء : طيب ، وعد مني
بحاول انساه وراح ارفض اذا تكلمت عمتي مره ثانيه .
شادن : اي هذي اختي اللي اعرفها
الله يكتب لك اللي احسن منه يارب .
مزون بعد صمت ردت : بس غريبه ، مسافر لقطر مايخاف يعاقبونه ؟
شادن : ما اتوقع فيها عواقب ، يمكن شوية
اجراءات يسويها وخلاص ، المهم شخباركم ؟
مزون : اخبار الخير ، جراح بيخطب حنين و.
شادن بصدمه : خير حنين ؟ خلصوا البنات ؟
مزون : عشانك ، هذا أفضل حل !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في بيت الجدّ ابو سليمان ؛
عند البنات كالعاده كانوا مجتمعين ويسولفون والملل ذابحهم
من نفس الروتين ، مزون كانت تجامل حنين بينما حنين
كانت تحاول تطلع بأحسن صوره قدامها .
الجدّ : اقول يا مزنه ولدك ماحوله رجعه !
مزون اتجهت نظراتها لعمّتها اللي ردت بضيق : لا كل ماكلمته يقول
بعد شهر ، بعد شهرين ، غسلت يدي من رجعته خلاص
حنين : اللي اعرفه انه رايح فزاع للهنوف ، يعني بيبقى معاهم لين يرجعون ، بعد ثلاث شهور بيرجعون كلهم
رفعت عيونها وقالت بحماس : اتطلّع اشوف الأحداث بعد ثلاثة شهور كيف ، وش بيصير اذا رجعت الهنوف
الجد : كل خير ان شاءالله وسديها ياحنين ، الا وين جدتكم مختفيه
ام أنس : رايحه تسوي اشعّه لرجولها خطيه زاد وجعها
الجد بحده : بعذرهن يوجعنّها ، من هالوزن اللي مدري متى تخففه
نوال : الله يهديك ياجدي شلون تخسر وزن وهي كبيرة سن
ماتقدر تسوي شيء ، الله يعينها
الجد سكت وعينه على البنات ، كانوا يسولفون بإستثناء مزون
كانت سرحانه بعــيد ولا هي مركزه معاهم ولا هي مستوعبه
ان شكلها فاضحها والكلّ منتبه لها.
ابو سليمان : وش تفكرين به يامزون
مزون انتبهت له وابتسمت : ابد بس سرحت شوي
ام مبارك : تفكر بعساف جعله يرجع لنا سالم
مزون ضاق خاظرها وقالت بربكه : لا بس افكر بشادن اشتقت لها
ابو سليمان : ماعليه كلها شهرين ثلاث ويرجعون كلهم ونفرح بكم
مزون سكتت مصدومه من اللي سمعته ، هم يخططون له
وهو ولا على باله والضحيّه مزون .
وقفت وقالت بقوَه : عمه ممكن تجين ابيك بكلمة راس
استغربوا كلهم من جديتها وقامت ام مبارك ودخلت معاها
لأحد الغُرف وهي مستغربه : عسى ماشر وش بك
مزون بعد صمت طويل استجمعت شتاتها وقالت بهدوء
وهي تخفي عبراتها : لاتزعلين مني ، انتي عارفه مكانك بقلبي
لكن ماعاد ابي عسّاف ، مابي اتزوجه!
أم مبارك بصدمه : بسم الله علامك ، وش صاير وش اللي غير رايك
مزون صدت تخفي لمعة عيونها : ماصار شيء لكن استخرت
اكثر من من مره وما ارتحت ، وصدقيني كنت فرحانه
لإني ممكن ارتبط بواحد فاهم ومثقف ، لكن خلاص الله اختار لي
الله يوفقه ويوفقني.
ام مبارك حست بصداع وقالت بعدم إستيعاب : لا لا مااصدق
وش سامعه عن ولدي يامزون تكلمي
شادن قايلتلك شيء عنه !
مزون : لا ياعمه
ام مبارك دمعت عيونها وقالت بغصّه : والله ثم والله لو صاير شيء من وراي وانتي تدرين وماعلمتيني فلا اسامحك يامزون
مزون بصدمه : الله اكبر ، طيب ياعمه بقول بس لاتنفعلين
يعني هو شيء عادي
ام مبارك بخوف : تكلمي !
مزون : عساف يـ. يحب
ام مبارك ماوضح بملامحها شيء من الصدمه وهمست : يعني شلون !
مزون : يعني ولدك عاشق ، يعشق له بنت من صديقات الهنوف
وقطريّه بعد ، والمصيبه مو هنا ، المصيبه انه بيسافر لقطر علشانها !
ام مبارك حسّت بهبوط من قوة الصدمه وماحسّت بنفسها بعد هالكلام
الا وهي بحضن مزون وتطبطب على خذها بخوف : عمه ردي علي تسمعيني ياعمه
رجعت لوعيها وناظرت حولها وعرفت انها طاحت
وقالت بتعب : لاحد يدري ، الكلام بيني وبينك
مزون : لاتخافين ، لاتخافين ماحد بيعرف ، دقيقه بجيب لك مويا وارجع
طلعت مزون بعد ماسنّدتها ، ام مبارك سالت دمعتها بضيق
على عساف وهمست بألم : والله إني كنت شاكه ، اااه منك ياباريس
اخذتي عيالنا ، وغرّيتيهم وضيعتي افكارهم ومباديهم
اجل عساف اللي عمره ماالتفت لغير نفسه ودراسته يحب !
ويحب وحده ماهي من ديرته ومايندرى وش هي من بنت
وش عاشت ، ووش ترجع ، وبينه وبينها مليون حاجز
اااخ ياحرقة قلبي عليك ياعساف.
مـزون طلعت للمطبخ وشافت بالصاله موجود ابوها وعمها ابو شجاع تعدّتهم واخذت مويا ورجـعت وهي تسمعهم يسولفون عن جـرّاح
ووقفت مصدومه لما سمعت كلمة حنين : مابي جراح !
ولا ابي اتزوج من عائلتكم المتخلفّه !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الساعه ٥ الفجر ؛ صحت الهنوف على صوت تغريد العصفور
فوق راسها وفزّت ناظرت فيه بخوف ولمّا شافت شجاع ماسكه على صدره ارتاحت وعقد حواجبه : وش فيك ؟
الهنوف رجعت انسدحت وايدينها تحت راسها
وهمست : كنت اخبره بالقفص قلت وش جابه ، بنـام
شجاع حط العصفور عندها وتقدّم لها ومخش وجهها وفزت مره ثانيه
وشالته وحطته بحضن شجاع : لا تجيبه لي بنام
شجاع : مو كأنك بغيتي تموتين من الحزن عليه امس
الهنوف : كان تعبان ، والحين ماشاءالله عليه
شجاع : انتظر الشمس تطلع عشان اطيّره
الهنوف عفست ملامحها بضيق : لا تكفى ، خله يعيش عندي
شجاع : لا مايجوز نحبسه
سندت راسها وتنهدت وهي تتأمله واخذته من شجاع وقربّته لوجهها ومسحت عليه وابتسمت : خلاص بسمح لك تطير
بس بشرط ترجع لي ، واغنّي لك
شجاع همس بتأمل : وش تغنّين ؟
الهنوف تنحنحت وغنّت بإبتسامه : طير إنتَ وانا القاع لابد تحط يوم
ترجع لي ترجع لي ماتطير للدوم
سرح فيها وبصوتها المبحوح من النوم وحسّ نفسه يضمها
ويشفي غليله فيها لكن تماسك وسند ظهره وقال ببرود : كملي
الهنوف نزّلته وقامت فتحت دولابها اخذت لبس وطلعت من الغرفه
وهي تغنّي : فارقني علّق فوق مابين الغيوم
ومن تزخ مطر دنياك ترجع لي مهموم .
شجاع غمض عيونه وتنهّد والتعب لاعب فيه
ولا وده انه يسافر ويخليها من جديد لكن بنفس الوقت
مو هاين عليه يترك عسّاف ، طيّارتهم بعد ثلاث ساعات
ولا جهز ولا هو متحمس أصلاً ومو مرتاح .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد ساعـه ونصـف .
طلع شجاع والهنوف وراه وشايله العصفور
وبملامحها واضح الضيق اللي ماغاب عن عين شجـاع
وقال بهدوء : كل هذا عشان العصفور بيطير ، امداك حبيتيه
الهنوف : اي والله حبيته ، ماودي انه يطير
ليش يعني وش فيها لو بقى معاي
شجاع دخّل ايدينه بجيوب جاكيته وقال بهدوء : طيّريه !
الهنوف بهمس : يالله حبيبي باي استمتعت معاك
واعذرنا من القصور ، الوداع
رفعت ايدينها وطار العصفور وعيونهم عليه لين اختفى عن نظرهم
تنّهدت الهنوف بضيق والتفتت له : وانت ، بتطير بعد ؟
شجاع بنبرة عتب : ايه بس انا بني ادم مو عصفور .
عقدت حاجبينها بعدم استيعاب ، بعد تفكير بكلامه فهمت مغزاه
حست بخجل منّه وقالت بهدوء : ماودّي اودعك !
خلاص بالمطار اقولك مع السلامه واشوفك على خير
ماحب الأحضان وكلام الوداع هذا ينرفزني يقهرني لأ .
شجاع أستغرب من إنفعالها وحس بنرفزه وقبل يتكلّم وقفت عندهم
سيّارة ظـافر ونزل وهو مستانس : شرايك ياشجاع بالسيّاره
شجاع : حلوه ، شايف على وجهها الخير
ظافر وهو يشيل شنطته : الله يسلمك ، يالله لانتأخر على عساف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Aéroport Paris
مطار باريس الدُولي - شارل ديغول :
عساف خلّص اجراءاته ووقف ينتظر وصُول شجاع
و تفاجئ لما شاف الكل جاييّن يودعونهم ،
وإبتسم وهو يتقدم لهم : مجتمعين الحبايب
ابو غاده : ولو ، جينا نسلم عليكم
نوران : سلّم على دانه كتير ، بتمنى مابتتأخروا
علي : صحيح ولهنا على الجمعات والأغاني
ام غاده : تروحوا وترجعوا بالسلامه يارب
عسّاف : الله يسلمكم جميعاً ، مابنتأخر ان شاءالله
علي : وين شجاع ماوصل ؟
عسّاف وعينه بساعته : مابقى شي ، دايم مأخرنا
بهاللحظه شافوا شجاع والهنوف وظافر ماشين بإتجاههم
شجاع ابتسم لهم لما شاف حرصهم واهتمامهم
ووقفوا عندهم وسلم عليه ابو غاده : نستودعكم الله
عساف : نشوفكم على خير ، ظافر انتبه للبنات
ابو غاده وعلي مابيقصرون معاك ان شاءالله
شجاع ماكان منتبه معاهم ويحسّ كلامها علم علامه بقلبه
تدري انه بيسافر وواقفه جنبه ولا تفكّر تودعه
ظافر وعلي تعمّقوا بالكلام وطلعوا ولحقهم ابو غاده وسناء ونوران
ومابقى الا الهنوف ، وعسّاف لما حس ان الهنوف
طالت وقفتها صرّف نفسه .
شجاع وهو يشتت أنظاره عنها : ودي اقول لاتستحين من ظافر
واذا احتجتي شيء قوليله ، لكن مايحتاج
ماينخاف عليك , يالله اشوفك على خير .
كانت تتأمله وهو مستغرب من هدوئها لين قطعت صمتها
وتقدمت له وضمّته بكل مشاعرها وباست خدّه
وهمست له : أنتبه لنفسك ، ودير بالك على دانه.
رفعت راسها له وشافت بعيونه نظـره ماشافتها من قبل
ارتبكت اكثر وهمست : لا تتأخر على قلبي!
وقع الكِلمه و وقع الحضن على قلبه كبير جداً
وصنّف هاللحظه لأنها ثاني أجمل لحظات حياته من بعد
لحظة شوفته الأولى لها ، كره السفر وطاريه وشوفة الطيّاره
تمنى يقضي أوقاته بهالحضن اللي ماكنّه الا رحابة فضاء
التفت للخلف يدوّر عساف ولما ماشافه لف يده على خصرها
وجذبها له أكثر وناظر بعيونها ثـواني من الصمت والتوّتر
قال بصوت حاد : مقصدك واضح ، لكن ماعليه !
مصير اللي يوديني منك يجيبني لك !
ابتسمت وابعدت عنه : يالله طيب لاتتأخر ، ودعتك اللـه
ارتسمت شبه إبتسامه على وجهه من كلمتها وأستسلم رغم ان
تأثير حضـنها باقي على قلبه قال بهدوء : انتبهي لنفسك
مع الـسلامه .
رجع وهو ماسك كفها الين انجبر يتركها ورفعها ملوّح بالوداع
وابتسمت والعبره خانقتها ولوّحت له بكفها وقلبها يدعي لـه
اختفى عن نظرها بالزحمه وتنهّدت بضيق وعكست خطواتها
ورجعت لظافر والبنات ، كانت كارهه ظافر من نظراته لها
لكن حسّت بالفتره الأخيره انّ قلبه ليّن وتمنّت ظنها مايخيب
كانوا واقفين ينتظرونها ولما شافتهم لبست نظاراتها
علشان ماتبين لهم نظراتها الحزينه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف ، سمع النداء الأخير بالوقت اللي اتصل جواله برقم أمه
مشى وهو متوتر وعينه للخلف يدور شجاع ، وتفكيره بالطياره
رد بهدوء : هلا يمه
ام مبارك : هلا يمه عساف ، وينك
عساف : ويني يمه بباريس
ام مبارك : ادري بس بأي مكان بباريس
ضحك : يمه وش عرفك بباريس
ام مبارك : ماعرفها بس اعرف ان فيها مطار وانت فيه الحين
سكت يستوعب وكمّلت امه بحرقه وصوت باكي : والله ثم والله ياعساف
لو داست رجلك ارض غير ارض السعوديه وفرنسا
إني لأزعل عليك ليوم الدين ولا انت ولدي ولا انا امً لك .
عسّاف وقف وترك شنطته ومن الصدمه عجزت عيونه لاترمش
قال بصوت خافت : يمه انتي.. كيف عرفتي و..
قاطعته : عرفت وخلاص ، وكانك تبي تخسر رضاي ورضى ربك
روح للي ماتنفعك
عسّاف دارت عيونه على كل مكان حوله بشتات : لا يمه تكفيـن
يمه لاتصيرين انتي والدنيا ضدي ، البنت محتاجه وقفتنا
وماراح يكبر الموضوع عن كذا
أمه : تدري وش مشكلتك ، انك تعلمت تميّز كل شيء
الا الصح والغلط !
عساف بقلّة صبر : يمه بسافر
ام مبارك : سافر لكن أنسى اني ممكن بيوم ارضى عليك
لاتجيني لا بحياتي ولا بعد موتي
ولا حتى تصلي علي مع المسلمين ، مع السلامه .
قفّلت ولا اعطته مجال ولا اسعفته ولا ردّت لقلبه النبض
وحس بفـراغ يملى حياته وفضـا هالأرض الواسعه ضاق عليه .
ضغط بيدّه على تذكرته وجـوازه لين حسّهم تقطعوا
ورفع راسه وقال بيأس : سامحـيني ..
والله أنك غاليه لكن رضى أمي أغـلى .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنت تقرأ
الشجاع و الهنوف
Romansaالشجاع ان غاب تبكيه الهنوف ... و الهنوف ان ودعت ضاع الشجاع للكاتبة:روز ✍🏻 . . .