. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهنوف : لا مابيه خليه عليك
دانه : انا متدفيه ، انتي تدفي عقب رجعيه
عساف : يا الهنوف ترا في غرف اذا تحبين ندخل
الهنوف : لا شدعوه ندخل بهالجو الحلو
نوران : لاتنسي انك واعدتينا بطبخه
الهنوف بوهقه : انا ؟ متى وعدتكم
نوران : قبل سفر دانه بيوم لما كنا بالغابه ، شو نسيتي ؟
الهنوف : اي والله نسيت ، زين خلوها يوم ثاني الحين انا مو متهيئه نفسياً
دانه : شنو اتهيأ نفسياً حبيبتي ترا طبخه مو قضيه
الهنوف : زين يالله بقوم ابدا
دانه : وانا بروح عند الفرس ، عادي عساف ولا في مشاكل
عساف : لا ابد بقول لأبو عمر يطلعها لك
دانه : منو ابو عمر بعد ؟ ماعرف الا ابو غاده وابو علي
عساف ضحك وقام مشى قدامـها لغرفة السايس ابو عمر
مالقاه بغرفته واستغرب : وين راح
دانه وقفت وراه والتفت لها : شكله طلع ، لحول الله كم مره انا قايل لايطلع بهالوقت ، تعالي
دانه وهي تمشي وراه : شفيك يمكن صار له ظرف
وقف عند الشبك وفتحه لها من داخل : بتدخلين ولا اجيبه لك
دانه : لا شدعوه انا بدخل واركبها واطلّعها لك ولو تبي انام عندها نمت
عساف : تحبين الخيل شكلك
دانه : اي اموت فيها وكان حلم حياتي اشارك بسباق خيل ، بس الإمكانيات كانت ضعيفه
دخلت لهم وكانوا اثنين وشهقت بإعجاب من جمالهم : ماشاءالله
عساف دخل معاها وامتطى ظهر الخيل واشر لها على الثانيه : يالله اركبي وخليني اشوف مهاراتك بالسباق
دانه : شفيك مستعجل ما تهيأت نفسياً
عساف : كلها نقزه ماهي قضيه ترا
دانه ضحكت وقربت للفرس وبرمشة عين ركبت وانذهل عساف من سرعتها وكيف قادت الفرس وطلعتها خارج الشبك ، طلع وراها وقف جنبها وعينه بعينها وكانت مستانسه : شعور جميل ، لحظه اللي يفوز شنو له ؟
عساف : اللي يطلـبه !
انطلـق عسّاف قبلها وهي حاولت توصله لكن سبقـها ، وصلـته بعد دقيقتين وهي تضحك : اول مره تسبقني ،لا واضح انك مليت من طلباتي ، يالله شنو تطلب
عساف وهو ينزل : هو انا عندي طلب ، بس ماجاء وقته بعد
مسك لجام الخيل ومشى فيها ، دانه نزلت ومسحت على ظهر الفرس وهمست : عساف شنو اسمهم ؟
عساف : دان ودانه
دانه ضحكت : لا صج
عساف وقف جنبها ومسح على راس الفرس : مااهتم للأسماء ، تبين تسمينهم سميهم
دانه : زين ، هذا اسمه برق ، وهذي نقول لها نجمه
عساف : وش هالأسماء الفلكيه ، تراهم حصن مو عيالك ، سمي اسماء صارمه
دانه : حرام عليك ، كل هالرقه والزين وتبي تسمي اسم صارم ، شنو يعني ؟ هجاج ولا خطاف ولا خلف ، يامعود خلهم برق ونجمه ،حتى خفيف ع اللسان
قبل لايرد عساف وصل ابو عمر ولما شاف عساف نزل راسه بإحراج ، ووقف قدامه.
عساف بحده : وين كنت ؟ تارك الخيل لحالها من الصبح ؟
ابو عمر بصوت مخنوق : اعذرني ، ابني كان مريض و.
سكت شوي ونزل راسه اكثر ونزل نظاراته ومسح دموعه وانصدموا دانه وعساف ، دانه اوجعها قلبها ودمعت عيونها ، شايب كاسي وجهه البياض ودموعه بعينه !
عساف : عسى ماشر علمني وش صاير ؟
ابو عمر : ابني ، اكتشفنا بوجود ورم براسه ، وطلبوا عليه عملية استئصال ، لكن.. المشتكى لله !
عساف : لكن ايش ، قول اللي بقلبك
ابو عمر : تكاليف العمليه ، لو بعت نفسي ماراح اجيبها
دانه ماقدرت تتحمل منظره وانسحبت ورجعت لهم ، اما عساف كان متضايق كثير عليه ، لكن ماوضح له
ربت على كتفه وقال بهدوء : هونها وتهون ، يفرجها الله
ابو عمر : الله كريم.
اخذ الخيـل ومشى فيها ، وعسّاف رجـع لهم عكس لما راح
كانت واضحه الضيقه بوجهه ، وبوجه دانه اللي مانطقت ولا حرف .
علي : شو بكم رحتوا فرحانين ورجعتوا منكدين
ظـافر لما شافهم طوّلوا بالرد قال بشك : لا صاير شيء ، عساف !
عساف : والله ياجماعه مادري شقول لكم ، ابو عمر عامل المزرعه
ظافر : وش فيه ؟
عساف : كسر قلوبنا ، ولده مريض وماهو لاقي تكاليف العمليه ، هو يادوب يطلع قوت يومه شلون يطلع ثمن غالي
ابو علي ضاق خاطره : الله يعينه ، الضنا غالي
شادن : الله يفك عوقه ، بندعيله كثير
شجاع : وش رايك عساف ؟
عساف : بحاول اساعده
شجاع : لا مو بتحاول ، بتساعده ، كلنا بنساعده ، كل واحد فيكم يعطيه المقسوم !
ظافر : ياشجاع حنا ظروفنا و.
شجاع بحده : يرزق الله ، اليوم كلكم تحولون لحساب عساف
ابو غاده : منيح كلامك ، حرام نجلس وننتظر الشاب يموت واحنا قادرين نساعده
ابو علي : كلياتنا بنعطيه ، وان شاءالله يقوم بالسلامه .
الهنوف ونوران كانوا جالسين بعيد عنهم عند قدر الطبخ وسامعين كل شيء ، نوران ماحبّت الجو الحزين ابداً وراحت لهم وجلست تغني بصوت عالي عشان تغيّر المود : عطشان يابرئ السما ، بموت من طول الغياب ، بموت من كثر الضما
عساف ضحك على كلمتها والتفت لها وضحكت ، الهنوف قفلت القدر واتجهت لهم وبهالحظه هبّت نسمة ريح قويه وطيرت حجابها لكن مسكته ورجعته ، شجاع تأملها وكاسة الشاي بيده وبعدها التفت حوله وارتاح لما ماشاف احد عينه عليها ، جلسوا الهنوف ونوران جنب بعضهم وقالت نوران بحيويه : شو سيد عساف جايب القيتار منظر ؟ سمعنا اشي منيح
عساف : لا جايب القيتار عشان اعزف وحنا اللي نسمع شي منيح منك
دانه ناظرت فيهم بتعجّب ، الوضع عادي لكن حست كلامهم وابتساماتهم لبعض زياده، تكتفت وصدّت .
علي : يعني بالله انت شايف صوت نوران منيح ؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالمزرعه ، الساعه ٨ الليل :
بأحد الغرف الدافيه كانوا مجتمعين البنات ويسولفون ، بإستثناء دانه كانت جالسه قبال الشبّاك وسـرحانه بالخيل وتفكيرها بمكان بـعيـد ، صحيح الجنسيه الفرنسيه ماكانت تهمّها ولا تعنيها ومجرد امتلاكها لجنسيتها القطريه كان يكفيها ، لكن بعد ماعرفت عسّاف تغيّر كل شيء ، ورغم ان امتلاكها للجنسيّه ماراح يغيّر اي شيء من ظروفهم ، من اكبر ظرف سياسي لأصغر ظرف عائلي ، لكن يمكن تكون سبب بقربها له ، للسعاده والأمان والحب الكبير اللي تحس فيه لما تكون معـاه ، شافـته يقوم من جلسة الشباب وهو يلف السكار على انفه لأن الجو برد عليه لما ابعد عن النـار .
تنهدّت برقّه لما رفع عينه وطاحت بعينها ، اشرّ لها بيده تجيه
وقامت وهي تفتح شعرها ورجعت ربطته فوق وقبل تتجه للباب استوقفها صوت الهنوف : لحظه حبيبتي ، لي ساعه انادي وين وين ؟
دانه : معليش مانتبهت ، شنو تبين
الهنوف : انتي وين تبين
دانه : بروح اشوف الخيل حبيتها
الهنوف : اها ، الخيل ولا الفارس ؟
دانه تكتفت : كلهم ، عندج مانع ؟ سلام
طلعت والهنوف ضحكت ورفعت جوّالها وشافت اتصالات من جدّها ، تنهدت ، كانت تفرح اذا اتصل عليها لكن الحين عارفه ان كل هالإتصالات عشان يتكلمون عليها ، قفلت جوالها وسندت ظهرها وهي حاسه بتعب وملل مو طبيعي ونفسها ترجع ، لكن ماتبي تنكد عليهم .
ام غاده : شو يعني بقيان لكم شهر وترجعوا ؟
الهنوف : اي والله
ام غاده : الله يالهنوف ، بيهون عليك هوى باريس وأيامها
الهنوف : الموضوع مو بيدي ، وحتى لو كان بيدي وجتني فرصه اني ارجع للسعوديه مستحيل اتردد وبرجع بكل حب ، وبالنسبه لهوى باريس فعلى ماقالوا ، بلادهم حلوه بس الوطن ماله مثيل .
ام غاده تنهدت : بهاي معك حق ، الله يرجعنا لأوطاننا على خير
الهنوف : امين يارب ، متى بتولدين ؟
ام غاده : باقي لي اسبوع ، دعواتك
الهنوف : ان شاءالله تجيبين بنت وتسمينها على اسمي عشان ماتنسوني
نوران : سميها نوران منشان ماتنسوني انا كمان
الهنوف : يابقره انتي مابتسافرين انا بسافر
نوران : في احتمالات انو نسافر كمان ، معوضه خير ياباريس راح تفقدي احد اهم ركائزك العربيه ، الهنوف ونوران
ام غاده : لو تسمعك دانه بتقول : مادرت عنج باريس ولا طقت لج خبر سو هدّي لي حالج
الهنوف ضحكت على التقليد وقالت بضحكه : زين انها ماسمعت اجل ، يالله بقوم اتمشى بالمزرعه شوي احس انكتمت.
طلعت وهي تلم الشرشف عليها وشافت من بعيد شادن تصوّر واستغربت وراحت لهـا : شادن من جينا وانتي تصورين شتسوين !
شادن : اوّثق لحظاتنا الحلوه ، تخبرين كلها اسبوعين وبنفقد هاللمه الحلوه !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من عرفتك قلت دنياي ازهرت
وانكتب لي بالهوى حظً جديد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دانه وصـلت له ، شافته جالس عند النافوره وابتسمت له من بعيد ، نزلّ السكارف عن وجهه وبـانت لها ملامحه الساكنه .
جلست جنبه وعينها بعينه وهمست له : شفيك ؟
عساف ابتسم وهو يتصنّع العاديه : افا ، ليه ؟
دانه : واضح من ملامحك ، عساف !
سكت وكمّلت وهي تحاول توضّح له عكس مشاعرها : عارفه اني سببت لك مشاكل ويّا اهلك لـ.
قاطعها بحدّه : شهالكلام !
ناظرت بعيونه وكملّ بقوه : من متى انا امشي على كلام غيري ، ماحد له تدخّل بحياتي ، انسي الموضوع
دانه : طيب شفيك عصبّت ، لا واضح فيك شيء
عساف اخذ نفس عميق لين هدى والتفت لها بإبتسامه عذبه : شوفتك تزيل الهموم ماعليك ، الحين انتي متى قدمتي على الجنسيّه وكيف وصلتك بهالسرعه ؟
دانه : ماادري عن تركي اخوي ، اظن له واسطات وجذي ، انا مافرحت عشانها، انا فرحت لأن ..
سكتت برهه وكمّلت بغصه : لأنها من الأسباب اللي ممكن تخليك ويّاي ، بس شكله الأمل زاد ضعف
اتجهت يده بدون شعور ليدها وشد عليها وقال بهدوء : تؤمنين بوجود الله ؟
دانه الجمتها الكلمه وقالت بصوت خافت : هذا سؤال !
عساف : زين اجل مثل ماتؤمنين بوجود الله آمني ان هالقلب عايف غيرك من جنس حوّاء ، ومايبي الا دانه ، تفهمين يادانه ؟ تؤمنين ؟
ابتسمت وتورّد وجهها ونزلت عيونها وقالت بضحكه : انزين متى بتردون للسعوديه !
طال صمته وكمّلت بتفاؤل : تدري كنت شايله هم ردّتكم ، بس عقب حسيت عادي مادري ليش !
عساف : لأنك ضمنتي ان عساف لو يروح لآخر الكوكب يبقى قلبه معك ، صح ؟
دانه وعيونها بعيونه همست : صح ، جعل عيني ماتفقد شوفك ياخيري ومُناي
عسّاف تنهدّ وفتح سحاب جاكيته وهمس بتعب : الله يعين بس ، هونّنا عن السفره !
دانه : افا ليش بس
عساف : ماتشدّني بلادً مابها دانه ، لو هي بلادي
دانه عجزت عيونها ترمش من كثر ماهي خايفه تخلص اللحظه شدت على كفه وهمست : مادري شقول بس ترا الصج انك ماتعسف خيولك ، انت تعسف قلبي بكل مره اشوفك فيها
عساف : واعنا قلب المولّع واعناه .
دانه بضحكه : اسم الله على قلبك ، انا برد ادخل احس الهنوف متضايقه بجلس معاها نسولف قبل لانمشي
عساف : دانه ، بكره ضروري اشوفك ، اذا عندك شغل حاولي تفرغين نفسك
دانه : اوكِ ، بس القهوه علـيك هالمره
عساف : اجل الورده عليك انتي ، مالك عذر متجر ابو غاده عند بيتك
دانه : اجيب لك ورده وحده مايكفي ، اشتري لك ورود ابو غاده كلها
عساف : مايحتاج ، الورد مايهدي ورد ، يهدي نفسه أفضل
سكت شوي واخذ نفس عمـيق وقال بتأمل : عسى هالورد مايحول بيني وبينه شوك .. قولي امين !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شادن : اوّثق لحظاتنا الحلوه ، تخبرين كلها اسبوعين وبنفقد هاللمه الحلوه
الهنوف : لا والله ، قولي الصدق
شادن قفلت جوالها وتنهدت بضيق : قاعده اوري حنين !
ابيها تنجلط تخيلي الواطيه قايله لمزون كلام اثر كثير على نفسيتها
وامي تقول انها حاشره حالها بالغرفه .
الهنوف : ياساتر ، وش قالت؟
شادن : تقول انتي تحبين عساف وراميه حالك عليه
وهو اساساً يحب وحده ومايدري عنك ، ويمكن مايدري ان له بنت خال اسمها مزون وبدون كرامه ، حسبي الله عليها
الهنوف : اوف ، قويّه صراحه ، بس مزون واثقه من حالها ليش تزعل
شادن : مادري ، بس بسألك الهنوف ، الحين دانه
سكتت شوي وقالت بضيق : لاتفهميني غلط ، الله يشهد اني اتمنى الخير للكل ، بس دانه عارفه ان اهله مايبونها ، ليش ماتبعد عنه
الهنوف : الكلام اللي بقوله مو عشانها صديقتي ، بس بقول الحق
قربت لها ومدت اصبعها لصدرها مكان قلبها وقالت بصوت خافت : اذا هذا حبّ ، تنعمي العين وينهبل العقل .
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالسعـوديه :
في بيت ام مبـارك ، كانت جالسه وقبالها زوجها وولدها مبـارك
وتفكيرها سـرحان بعسّاف ، متضايقه عليه كثير ، وخايفه عليه
نزلت دمعتها شوق لـه ، سنه كامله ماشافته ، وفوق هذا متغير
ولا هو ولدها اللي تعرفه ، وكل مافتحت له طاري دانه يلفّ ويدور لين ينّسيـها ، مبـارك عقد حواجبه بخوف : يمه وش بك ، عسى ماشر ؟
ابو مبـارك : كالعاده ، مشتاقه لعساف ، اشغلنا الله يشغله بالخير
ام عساف : لا هالوضع ماعاد ينطاق ، لازم تشوفون حل ، عساف لازم يرجع قبل يصير له شي
ابو مبارك : يابنت الحلال اذكري ربك ، وش بيصير له يعني عساف رجل وشايل نفسه
مبارك : وبعدين له سنه بباريس ماصار له شي ، الحين بيصير له شي يعني ؟
ام مبارك بتوتر : انتم مو فاهميني ، مو فاهميني
ابو مبارك بحده : صاير شيء للولد وحنا ماندري عنه ، تكلمي
سكتت وشكّ مبارك وقال بذعر : يمه عساف صاير له شيء ؟
ام مبارك : الصراحه ، عساف عاشقً له بنت ، والمصيبه مو هنا ، المصيبه انها لا هي من ثوبنا ولا نعرف وش ترجع
ابو مبارك سكت شوي وتنهد براحه : بس كذا ، حسبي الله على ابليسك خرعتينا ، عليه بالعافيه خليه يحب ويعيش حياته
ناظرت فيه مصدومه وكمّل بإبتسامه : عساف تربيتك ، تظنين لو انه بيشوف علاقته ذي على غلط بيستمر فيها ؟ طبعاً لا
مااختار الا وهو واثق من اختياراته ، والحب مو بيد الإنسان
خليه يحب ويعيش قصة حب ، سواء فشلت ولا ونجحت
ماحد له تدخل بحياته غيره ، الله يسعده ويوفقه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد اسبوع ،
الهـنوف كانت بالمطبخ ، راكبه على كرسي وترتب الأواني
وتعزل الأشياء اللي تبيها واللي ماتبيها لأن بعد اسبوع موعد سفـرتهم
أتصل جوالها ونزلت وشالت القلفز من يدها واخذته ، شافت رقم جدّها وضاقت فيها الوسيعه .
همست بضيق : مايكفي عقب اسبوع بشوفكم وبشبع من غثاكم، شتبون الحين ؟
كانت بتقفله لكن خافت يكون جدها واستحت ، وردت بهدوء : هلا جدي !
فاجئها صوت غير صوت جدها : الهنوف
عرفتها وتنهدت بملل : ها ياجدّه ، وش صاير بعد
جدتها بحده : وش اللي هاه ، ماتستحين جدتك تقولين لها هاه
الهنوف : لأني اعرف ليش داقه ، بتنكدين يومي وتقفلين ، امري وش بغيتي ؟
جدتها : اسمعي ، كلامي وصليه لدانه ، ترا عساف خاطبين له مزون وكل شي جاهز ، ومن يرجع بنملك لهم غصب عن اللي مايرضى ، يعني لاتعيش بأوهام ان عساف لها !
الهنوف : مزون ماتبي عساف ، وعساف مايبيها ، ليش انتي حاشره نفسك بالنص ؟
الجده سكتت شوي وقالت بصدمه و قهـر : انا حاشره نفسي ياللي ماتربيتي ، لعنبوك انتي حتى ابوك بقبره ماريحتيه ، لا بارك الله فيك ولا بشجاع اللي يطارد وراك يالضايعه
الهنوف : من الآخر الحين وش تبين انتي ؟
ارتفع ضغطها وقالت بتعب : اسمعي دامك ماحترمتيني حتى انا ماني محترمتك وبعلمك الصدق ، ترا شجاع اللي جاي وراك ومسوي انه شاريك تراه كذوب ومايدانيك ، بس عشان يرجعك للسعوديه ويقتلونك عمامك
الهنوف بعدم تصديق : ماعلي من كلامك ، شجاع يحبني واحبه ، ولو يبيني اموت كان من ساعة ماشافني قتلني ، مو الحين !
سكتت شوي وابتسمت وقالت بعنـاد : الحين عقب مابيصير بيننا عـيال !
الجده انقهرت اكثر وقالت بقوه : زين مصيرك ترجعين وتشوفين المصايب اللي مسويها من وراك ، اجل تحقرينه وتهربين منه سبع سنين وتبينه كذا بكل برود ينسى ، مسكينه يالهنوف وعلى النيّه
الهنوف بدأ الخوف والشك يدخل لقلبها لكن ماوضحت ابد لأنها عارفه يبونها تنقهر وهي من المستحيلات توضح لهم ضيقها وضعفها قالت بحده : عليه بالعافيه ، لو انه مسوي شي بغيابي عادي يمون ، المهم انه رغم كل شيء سواه قلبه ماتعداني وعساه مايتعّداني، يالله موتوا قهر مووووتوا ماراح اتركه ، بااااااي
قفلت بوجهها وضحكت ضحكه عاليه وهي تتخيل شكل جدتها بعد هالكلام ، جلست وهي تضحك وفجأه بدون مقدمات قلب ضحكها لبكاء لما استوعـبت كلامها ، اللي قالته بكل ثقه وقالت بترجعين وتشوفين ، رجف قلبها وانتفض وهي تتخيل انها مجرد ماتـرجع تفقده ، وهي اهون عليها تعيش معاه بنار لكن ماتتركـه لو توقف بينهم شـعوب .. بكت لين حسّت فاض دمعها ولا بقى بعيونها دمـع ، شدت قبضة يدها والأفكار توديها وتجيبها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالمستشفى ؛ كان واقف عسّاف عند غرفة العمليات ، وجنبه واقف ابو عمر عامل مزرعته ، وكان شايل الأرض فوقه مو هي اللي شايلته ، من كبر الهم والخوف انه يفقد اعز عطايا الله له " ولـده " وعساف عارف بحجم حبّه لولده ، ودايم كان يقول له ، ان الله ماعطاه مال ولا جاه ولاعيشه هنيّه ، لكن عطاه ولد يسوى الدنيا ومابها وشـايل عنه نصف حمـوله " عُمر "
عسّاف : ابو عمر ، طول بالك وتوكل على الله
ابو عمر : ونعم بالله
عسّاف ربت على كتفه : ماكنت ابي اقول لك ، لكن عشان اطمّنك ، ترا جميع تكاليف العمليه مدفوعه
ناظر فيه مصدوم وكمل عساف : اغلبية العرب اللي نعرفهم بباريس ساهموا بدفع التكاليف
ابو عمر لو مامسك حاله انهار من الصدمه والفرحه قال ودموعه بعينه : الله يطمن قلوبكم ، الله يرزقكم اضعاف ، الله يقدرني وارد لكم جميلكم
عساف : تراها فزعه وحميّا ابد مو سلف ودين ، الناس للناس والكل بالله
ابو عمر ماقدر يمسك نفسه وتقدم له وضمه بإمتنان وصوت عبراته مسموع ، ضحك عساف وربت على ظهره وساعده يجلس بهاللحظه هذي اتصل جوّال عساف ورد لما شاف رقم ابو غاده : اهلين ابو غاده
ابوغادخ بفرح : ياعساف بارك لي ، جاني ولد
عساف : مبروك الله يجعله من الصالحين يارب ، والحمدلله على سلامة ام غاده
ابو غاده : وينك انت كرمال الحلو
عساف : قريب منك ، عند ابو عمر بصالة انتظار العمليات
ابو غاده : جـاي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شجـاع دخل لبيته بعد ماخلّص اجراءات السفر ، كان مُنهك
ماشاف الهنوف بالصاله كالعاده وتقرأ كتابها وتحاسبه على الطلعه والدخله ، اذا بغى يطلع تجلس تسولف لين تأخره وتنسيه اللي كان طالع عشانه ، واذا رجع تفتح له تحقيق لين يطيح اللي براسها ، لكن الحين ماكانت موجوده والبيت هادي ، اتجّه لغرفـة النوم فتح الباب وطاحت عينه عليها جالسه على السرير ومغطيه رجولها ، وعيونها سرحانه والحزن واضح فيها ، استغرب لما مانطقت ولا حرف ولارفعت راسها حتى.
اخذ له بجامه ودخل لدورة المياه اعزكم الله ، تروش وبعد ربع ساعه طـلع وهي لازالت على وضعها ، عقد حواجبه وكبرت علامات الإستفهام براسـه ، مشط شعره للخلف ورش من عطره وإتجه لها ، نظراته تدرسها دراسه ولما قرب للسرير ورفع الغطا ماقدرت تكابر وناظرت فيه ، كانت بجامته كلها اسود x اسود
حسّت بضيق بأنفاسها لما تخيلت انه ممكن بعد كم يوم تنصدم فيه ويصير بينهم شيء ماتمنّته ، جلس جنبها وقرب لها قال بصوت خافت : الهنوف !
ناظرت فيه ولمح الدمع بعيونها قال بخوف : صاير شيء ! وش هالوجه وش هالدموع ، تكلمي يابنت
الهنوف بغصه : جدتي ، اتصلت فيني !
شجاع رفع جوّاله وتفقد الإتصالات والرسائل
خاف يكون صاير شيء وارسلوا له ولا قرأ ، مالقى شيء
وقال بحده : اي وش تبي يعني ليه داقه ، صاير شيء ؟
الهنوف : لا
سكت شوي وهو متنرفز ، رجع جواله لمكانه وقال بهدوء : ليش تبكين اجل
الهنوف : هو ماصار شيء ، بس تقول اذا رجعنا بيصير
شجاع : ادري قالت لك شجاع فيه وفيه ، وش قالت بالضبط
الهنوف عدلت جلستها وناظرت فيه بقهر وقالت
بصوت راجف : تقول ان عندك مصايب من وراي
وبنصدم منك اذا رجعت ، وانك اصلاً مو ساكت لي لوجه الله
انت عندك هدف
شجـاع : يالهنوف ، ياعروق قلبي تكفين
لاتصدقينهم ويضيق خاطرك ، ماعندهم الا الكلام
الهنوف وهي تمسح دمعتها : اصلاً ماصدقتهم !
وجدتي جاها الرد اللي يسكّتها ، لكن والله
اخذها القهر لأنها تجلس على ركبها بدون ماتحس
ورفعت سبابتها بتهديد : لو فعلاً يطلع كلامها صح
ويطلع في مصايب من وراي ، راح تندم عمرك كله فاهمني ؟
شجاع جلس نفس جلستها وحضن خصرها وطاح فيها
وثبّتها تحته وركز بعيونها : اعصابك ياحلوه ، لو عندي مصايب
علمتك فيها ، وش بتسوين يعني؟
الهنوف : تدري وش قلت لها ، قلتلها شجاع ماهو من الردايا
وقليلين المراجل عشان يضر بنت عمه وزوجته وأم عياله !
سكت شوي يستوعب كلامها ولانت ملامحه الحاده وكملّت الهنوف بهمس : هذي نظرتي لك ، ماتوقع بتعكسها وتطلع ردي
شجاع : دقيقه ، صادقه انتي ؟ الهنوف مصدقه كلامها ؟
الهنوف : لا
شجاع : لا مصدقته ، والدليل ان كلامك هذا بلا شعور منك ، خايفه مني ؟
رد لك الخوف، يااااادين الله
قام عنها وجلس على حافة السرير وعطاها ظهره
وقامت جلست جنبه وهمست له : ماني مصدقتها ، مع انها جدتي بس والله سكتتّها ، اتحداها تجيب طاريك بالشينه عقب اليوم
شجاع : ماهو من الردايا يوم يضر بنت عمه وام عياله ، المغزى ؟
الهنوف : المغزى واضح .. ام عياله يعني إيش ؟
ناظر لها بشبه ابتسامه : حامل ؟
ابتسمت بخجل ونزلت عيونها : مادري شاكه
رفع يده وحضنها من الجنب وباس جبينها وهمس : لاتخلين شياطين الأنس والجن يدخلون بيننا ، لاتعطينهم مجال
الهنوف تنهدّت وارتخت ملامحها براحه وكمّل شجاع : ترا ام غاده ولدت جابت ولد ، وابو غاده طاير من الفرحه
الهنوف : اوف الحمدلله ، لازم اروح لها بكره
شجاع : وابو عمر عامل المزرعه ، نجحت عملية ولده
الهنوف لمعت عيونها من الفرحه وشدت عليه بيدينها
وهمست : فديت وجهك اللي مايجيب الا البـشاير والمسرات . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بعد أسبوع ؛
كانت الهنوف جالسه وتلمّ اغراضها بشنطه وضيق الدنيا مجتمع في صدرها ، بعد عشر ساعات موعد رحلتهم وعودتهم للوطـن ، هي وشجاع وعسّاف ، صحيح كانت شغوفه ومتلهفّه ومشــتاقه بمعنى الكلمه لبلدها وأهلـها لكن بعد اللي وصلها من جدتها وعمّاتهـا طابت نفسها وعرفت انـها بترجع للهم والليـل الطويل ، وبنفس الوقت يعز عليها وكثير انها تترك اشخـاص جسّدوا بترابطهم المعنى الحقيقي للعائلة والأُلفـه رغم اختلاط الجنسيّات كانت القلوب وحده وماحسّت الهنوف بغربـه معاهم ، من ابو علي الى غـاده ، كل واحد فيهم كان قريب لها وله مكـانه بقلب الهـنوف .
اليوم الـتاريخ ٢٠١٩/٩/٤ .. ماكان يوم عادي بالنسبه لها
كان يوم ميـلادها ، كل سنه تفرح فـيه معاهم ، وتكتب لأمها رغم المصاعب والمسافات بينهم الا انها كان عندها امل انها بترجع لها ، لكن الحين مابـقى لها امـل ، وصار يوم ميلادها كئيب وماله فـزّه ، وعارفه ان الكل الحين متحمس عشانها ، وعارفه انهم يجهزون حفله لها وهداياها ، لكن كيف تفهّمهم ان هالـيوم ماعادت تفرح فيه ، لأنها انفجعت فيه بخبر وفاة امها ، وصـار يوم عادي ، مثل بقيّة الأيـام ..
هذا كلّه كوم وشجاع كوم ثـاني ، مهما كابرت عليه وحسسّته انها واثقه فيه يبقى بقلبهـا حزن كبير منّـه ، وانها عارفه ان جدتها ماقالت الكلام عبث ، حاسه ان في شيء ينتظرها اول ماتـرجع ، ناظرت للدفتر اللي جمع ذكرياتها في باريس ، كانت ناويه تعطيه امها لكـن الحين صار مجرّد ورق ، والكلام اللي فيه مجرد كلام ، مالـه معنى ، اخذته وفتحت صفحاته تحاول تقرأ ، وكانت تمر على كلمات كانت لها قمة السعـاده ، والحين تحسّها سهام لصدرها ، بدون شعور شققت الدفتر بيدين راجفه ورمته تحت رجولها وغطت وجـهها وبكت بحرقة قلب.
صعب على قلبها ان مابقى لها بالدنيا الا شجاع ، وتعيش على انتظـارها لصدمتها فيه وبعده عنـها ، من بيبقى لها ؟ ولو فعلاً بيصير شيء ويفرقهم ليش ! ليش من البدايه ماصار هالشيء ؟
ليش لمّا حبته اكثر وصـار بينهم رابط قوي تنصدم فيـه ويصير مثله مثل هالناس من حـولها ! حست انها بتموت من فرط الحزن ، قفّلت شنطتها وجلست على سريرها سندت ظهرها ويدها على بطنها وهمست بغصه : يارب مالنا غيره .. لاتخيّب ظني فيـه .
رنّ جوالها وشافت رقم دانه ، ابتسمت ومسحت دمعتها وردت بلهفه : هلا دانه ، عمري كأنك حاسه فيني
دانه بصدمه : افا ليش شنو فيج ، ماخبرتج بيوم ميلادج تبجين !
الهنوف : هذا زمان ، الحين تغير كل شيء !
يوم ميلادي يجمع حزن فراقكم وحزن وفاة امي
دانه : يابنت الحلال هونيها وتهون ، هو صج الفراق يقص من العمر
لكن شنسوي ، الدنيا رايحه ومصير الحي يتلاقى
يالله قومي اكشخي وتعالي لشارعنا
الهنوف :اخاف شجاع يهاوشني وتصير مشكله
وانا منسده نفسي خلقه ، خلاص فرحتكم لي واصلتني
ومشكورين يابعد الدنيا
دانه : انتي هيه شنو قاعده تقولين ، اليوم ميلادج
واخر يوم لج فباريس وماتبين تقضينه معانا ؟ صج ماتستحين
الهنوف بغصّه : دانه
دانه بحده : الهنوف ! الناس متكلفين عشانج !
ان ماجيتي بنزعل كلنا ، باي .
قفلت ، تنهدت الهنوف بملل وقامت وهي تتصل بشجاع
عشان تستأذن منه لكن ماردّ ، استغربت انشغاله عنها اليومين الأخيرات لكنها ارتاحت ، لأنها محتاجه تجلس مع نفسها .
مارد عليها وقررت تطلع وماتننظره
لو يهمه كان اتصل من نفسه يتطمن عليها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد نصف سـاعه ، وصلت الهنوف لشـارع العـرب
وكعادتهـا بيوم ميلادها من تقبل على هالشارع تسمع صوت الأغاني واسمها يصدح بالأجواء ، والبلالين ماليه الجـوّ
وكل الجيـران نازلين ومحتفليـن فيها اللي علاقتها فيهم قويه واللي علاقتها فيهم سطـحيّه ، كانت شعبيتها كـبيره بينهم والكل يـعزّها ويذكرها بالخيـر .. لكم ان تتخيلون ان كل هالناس تحبها وتفرح فيها وهي مااهتمـت ولا ابتسمت الا من شافت شخص واحد واقف بينهم وعيـنه عليـها ، ومشارك بالإحتـفال ، ابتسمت وتقدمت له كان شايل الكيكه وعليها الشموع ، غنّوا لها اغنية الميلاد وهي بعينها اظلم كل شيء ومابقى الا شجاع وهو شايل كيكة ميلادها ، نفخت على الشموع وطفّتها وسمعت اصوات التصفيق والصراخ حولها ولازالت مو مركزه معـاهم ، بهاللحظه وهو يناظر فيهـا حست انها تكره كل شيء بالدنيا وتحبه لحاله ، لكن لما نزل عيونـه عنها شافت بنظرته الأخيره نظـره قاسيه ، اوجعها قلبها وتبدلت إبتسامتها البشوشه لإبتسامة حـزن.
دانه انصدمت وتدخلت بسـرعه ووقفت جنبها : يالله قطعي الكيكه
الهنوف بهمـس : عمره مااهتم لهالسوالف ، انتي قلتي له ؟
دانه : لا ، هو اللي ذكرنا
الهنوف بصدمه : تمزحين ، مستحيل اصدق ، شجاع مايحب هالحركات واصلاً هو باله مشغول مو معاي
وصلـهم عساف ووقف قبالهم وعينه بعين دانه : اعذروني تأخرت
كل عام وانتي بخير يالهنوف
نوران : بالعكس ماتأخرت ، اصلاً تبريكاتنا الها لسا ماوصلتها
علي : مابترد علينا يازلمه ، الو الو الهنوف
الهنوف ناظرت فيهم وتنهدت نوران : لسا ماوصلها الظاهر الإرسال ضعيف
الهنوف ضحكت وردت بإبتسامه : وانتم بخير يارب ، والله يجعل كل ايّامكم اعيـاد .
التفتت لشجاع اللي لازال ساكت وهادي وكأن الموضوع مايعنيه
رغم ان وقفته وابتسامته تكفيها لكن ليش لازال ساكت بوسط الضوضاء قطع صمتهم صوت نوران : شو بك ياجدي ، احكي شو فيه
ناظروا له وانصدموا انه كان يبكي وخافوا عليه كلهم.
عساف كان جنبه ومسح على ظهره : عسى ماشر ياجد اذا فيك شيء خبرنا
علي نقطه ويبكي لإنه عارف جده ليش بكى ، نزل راسه يخفي عبراته عنهم وبالمقابل ابو غاده وابو علي عرفوا السبب وتأثروا واجد .
نوران ماقدرت تمسك دموعها وبكت بصوت عالي وغطت على جدها
والكل مصدوم ، عساف ناظر لدانه ولمح الدموع بطـارف عينها
وضاق صدره : ياناس ، فهمونا وش صاير !
نوران : مش قادره اتخيل انو اليوم راح نودعكم ، كتير بنحبكم كتير
علي وقف قدام عساف وقال بعبره : عساف ، انت الك فضل عليا
وعلى عيلتي ، اوعك تفكر انو حننساك بيوم
عساف ربت على كتفه : افا وش هالكلام ياعلي حنا اهل
الجد : مش هاين علي اصحى الصباح ومااسمع صوت فيروز
من بلكونة الهنوف ولا اشم ريحة قهوتها
ابو علي برحابه : عنجد انو تعودنا على غيبتها الفتره الأخيره
لكن غيبتها على طول بتحز بالخاطر
شجاع : ان شاءالله انه مو اخر عهدنا فيكم ، بنجيكم كل فتره وفتره
عشان ظافر وشادن بعد بيبقون عندكم لين التخرج
الهنوف خنقتها العبره ولا قدرت ترد عليهم لأن الموضوع
من اول متعبها استجمعت نفسها وردت بضيق : كلكم بالقلب
لو طالت المسافه.. عمري ماراح انسى ايامي معاكم ولحظاتنا الحلوه
نوران : واحنا بدنا ننساها منشان يخف علينا الشوق بعدين
عنجد مو متخيله اني مابغني بعد اليوم
عساف ضحك : وش ماسكك يختي غني وفليها
نوران : ماسكني القيتار تبعك ، ماحدا بيعزف متلك
عزفك هو اللي بيخلي صوتي حلو
عساف : لا ابد انتي صوتك حلو بدون عزف حتى
اشتغلي على نفسك اكثر ولا تربطين سعادتك بأحد ترا الكل ماشي
دانه حسّت انها المقصوده ونزلت راسها والحزن اللي بقلبها
يفوق احزانهم كلّها لكن انجبرت ترسم الإبتسامه.
الجد سكت وكفكف دموعه وقال بعقلانيه بعد ماتغلّب على عاطفته : عنجد انو تعبنا من الفراق ، كل ماحبينا شخص يمشي ويفارقنا
والغربه ضيّعت ارواحنا ، لكن هذا المكتوب ونحنا مؤمنين
على ماقال جبريل عليه السلام للرسول عليه الصلاة والسلام :
" يامحمد عش ماشئت فإنك ميّت ، وأحبب من شئت فإنك مُفارقه "
شجاع : مثل ماحبيتونا حبيناكم ويعز علينا فراقكم
لكن مصير الحيّ يتلاقى ياعم
نوران وهي تمسح دموعها قالت بحيويه : شو هالكلام مش عيب علينا ننكد على الهنوف بيوم ميلادها ، يالله عساف اعطينا اغنيه جميله .
عساف رفع قيـتاره وبدأ يعـزف
لكن قاطعه شجاع لما تنحنح : كمل عزفك وانا بقول قصيده
كتبتها قبل ساعه ، مااسعفني الوقت اجيب هديّه لغلا عمري الهنوف
التفت لها ولمعت عيونها من كلمته وكمّل : كتبت قصيده ، نصفها فيك ونصفها بهالوجيه السمحـه ..
نوران شبكت كفوفها بحالميه : الله ، اخيراً احد كتب اشي فيني
الهنوف ابتسمت ونزلت راسها وعساف ماوقف عزف ، شجاع ضحك على كلمة نوران : لا معليش انتي ماكتبت عنك لإن الوضع سريع وانتي ماتكفيك قصيده كامله
شدت الهنوف على يده وضحكت نوران : منيحه التصريفه للموضوع ، تفضل تحمسنا
شجاع : كل كلمه بالقصيده لها ذكرى ومعنى .. من بداية شهر تسعه لنهـاية السنه .
بدأ يقول القصيده على اسماعهم ، تأثروا منها اكثر وتقلبت مواجعهم والكل يتمنى يصير شيء ومااحد يسافر ويكملون حياتهم مثل ماكانت ، الهنوف قلبها لولا ضلوعها ذاب من الذكريات والحب العميق بالقصيده ، كرهت كل احاسيسها اللي قبل هاللحظه ، ومابقى بقلبها لاشك ولا غيره ولا خـوف ، كيف انه يكتب قصيده بجيرانها وهو كان كارههم وكاره باريس ومن عليها اول ماشافته ، كيف صار يحمل هالحب كله لهم ، معقوله حبه لها خلّاه يحب كل شيء تحبه ..
مابقى بيدها قـرار ولا حيـله الا انها تحبه زود وزود وتدعي وتطلب الله بكل لحـظه انه مايختبرها فيـه.
كل عام وانت بخير وانا بخير
واشيـب وانا احبك زيـاده ..
ختم قصيدته وهو مع كل كلمه يضغط على يدها وهي تحس الضغط على قلبها ، كل هذا وباقي ناس تقول انه مايحبها
كرهت نفسها الف مره لإنها صدقت اللي ماشافته وكذّبت اللي شافته ، شدت نفسها عليه ولولا الخجل حضنته الين تختفي بحضنه همست له بعيون دامعه : صح لسانك يانظر عيني .. مو عارفه شأقول بس تأكد انك أعظم مكسب لي بحياتي ومغنيني عن الدنيا واللي فيها .
دانه تنهّدت والكلمات اثرت فيهـا لإنها مو بس تتكلم عن الهنوف حتى عن اوضاعهم حسّت شجـاع بداخلـه بحر عميق رغم غموض شكله الخارجي ، رفعت يدها وناظرت لساعتها وحست العبره تخنقها لما شافت الموعد يقترب ، وخلاص ساعات بسيطه وتفقد هاللمه وعسّاف ، وصوته ونبراته ونظراته وحتى عزفه اللي ياخذها لدنيا ثانيه .
وبين كل الحوارات ماوقف عسّاف العـزف وقاطع كلامهم صـوته لما ارتفع بكلمـات ثانيه وبصوت ماينوصف من جمـاله وعيونه مافارقت دانه ولا لحـظه : .
ورجوتُ عيني ان تكفّ دموعهاَ
يوم الوداع نشدتُها لاتحزنيّ
اغمضتها كي لاتفيض فأمطرتْ
وعرفت اني لستُ املك مدمعيِ
ورأيت حلُماً انني ودعتهمّ
فبكيتُ من ألم الحنين وهم معيِ
مرٌ عليّ بإن اوّدع زائراً
كيـف الذين حملتُهم في أضلُعي !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مدي يدينك للصدر واقفلي الباب
وياليت ياقلبي .. تضمّين قلبي !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنت تقرأ
الشجاع و الهنوف
Romanceالشجاع ان غاب تبكيه الهنوف ... و الهنوف ان ودعت ضاع الشجاع للكاتبة:روز ✍🏻 . . .