مرت أيام فبدأت أنسى قصة ذلك المريض النفسي، حتى أني لم أعد أحمل هاتفي كلما ركنت سيارة بجانب المتجر إلى أن جاءت تلك الليلة المشؤومة أين وقفت سيارة أمامي وألقيت نظرة خاطفة دون مبالاة وأعدت النظر مرة أخرى لأرى وجهه المقرف وهو ينظر إلي بحقد منتظرا وجبته، فأخذت هاتفي بسرعة واتصلت بالشرطة وقد انتظرت أن يهجم علي لكنه ضل جالسا داخل سيارته وكانت بجانبه فتاة جميلة، كانت هذه المرة فتاة حقيقية ولم يكن هيكلا عظميا لكني لاحظت رائحة الكحول المنبعثة من السيارة وعرفت بأن الفتاة ثملة كليا لأن أي شخص بكامل وعيه لايمكن أن يوافق على مرافقة ذلك المجنون أبدا.
تجمد الدم في عروقي وأشفقت على الفتاة التي معه، فهممت لأسأله عن طلبه فقاطعني بصوته الخشن :هذه حبيبتي.. وهي فتاة حية، وأستطيع إثبات ذلك لك ... راقبي"