الحلقة التاسعة

9 4 1
                                    


سافرت الى السودان واستقبلني الاخ (الضي) واخذني الى غرب دارفور بين السودان وتشاد في قرية صغيرة قريبة من اندوكة واتجهنا الى القرية وهناك استقبلنا (الشيخ محمد) وبعض السكان المحليون وكان استقبالا حارا واستضافنا الشيخ محمد في منزله , وبعد ان قضيت يومين تأكدت ان من ارسلني عمل في اكبر مقلب في حياتي ؟ لان الشيخ محمد رجل دين لاينقطع من المسجد (كنت اذهب معه نفاقا لان القرية كلهم يصلون).

اخواني اخواتي (لن اعتذر عن صراحتي فأنا لم انشر قصتي لاجعل من نفسي بطلا وانما لاجعل من نفسي عبرة , والفطين من يعتبر في غيره).
طلبت من الضي ان نغادر القرية فليس فيها ما اريد ولكنه اكد لي ان ما ابحث عنه موجود في هذه القرية وانه شخص ليس له مثيل في كامل افريقيا واوصاني بالصبر حتى نلتقي به .

كان في القرية شيوخ كثر, منهم شيخ كنت اراه في المسجد له مهابة عظيمة الكل يناديه سيدي موسى ويقبلون يده عند دخول المسجد وعند الخروج منه حتى الشيخ محمد يفعل ذلك, وكان دائم الابتسام وكانوا يلتفون حوله بعد الصلاة فكان يحدثهم بحديث عن عظمة الله لم اسمع له مثيل من قبل , وكان يولي رسول الله وال بيته عليه وعليهم السلام اهتماما وحبا يستحقوه سلام الله عليهم , وقد لا حظت بأن الاغلبية متدينون بشكل مبالغ فيه ( مثلا كانوا يتواجدن في المسجد قبل الاذان ولا يخرجون الا بعد الصلاة بوقت طويل كما ان الصلاة لديهم كانت طويلة و كانوا يسبحون كثيرا ويعقدون الحلقات بعد كل صلاة)

بعد عدة ايام اخبرني الشيخ محمد بأنه (حان الوقت) للقاء الشخص الذي جئت من اجله فخرجت معه وانا في غاية السعادة ولكني سألت نفسي كيف هذا الشيخ الفاضل سيأخذني الى مشعوذ سرت معه الى منزل في اطراف القرية ودخلنا فكان صاحب المنزل هو الشيخ موسى الذي اراه في المسجد فعرفني عليه الشيخ محمد قائلا (سيدي موسى وقبل يده).

طلب منا الشيخ موسى الجلوس ولكن الشيخ محمد استأذن وتركني بمفردي لدى الشيخ موسى , وقدم الي الشيخ موسى كوب ماء وسألني عن احوالي وعندما بدأت اخبره بأنني بصحة جيدة قال انا لا اعني هذا انا اقصد امور دينك وليس دنياك ( صدمني السؤال فماذا اقول لهذا الشيخ وانا من جئت للتعرف على السحر والشعوذة , فأي امور دين احدثه عنها ) قلت له والله يا شيخنا انني من المقصرين فقال كلنا كذلك , ثم سألني كم مرة تختم القران في الشهر؟ فصعقت لانني لم اختم القران في حياتي الا في مسجد القرية مع الصبية وانا صبي , فقلت عفوا يا شيخ هل لي ان اسأل انا فقال تفضل , فحكيت له ما حدث معي وانني اتيت لاعرف حقيقة السحر والجن ولكن يبدو ان من ارسلني اراد لي الخير حينما ارسلني اليكم (قلت هذا من باب جبر الخواطر, اما في قرارة نفسي عزمت على تركهم والبحث عما جئت من اجله).

سألني ماذا تعرف عن السحر والجن فقلت له ليس الكثير ولكني سمعت الكثير من القصص ورأيت بعض الاعمال الخارقة وعندي شكوك حول بعض الامور , قال اسمعني جيدا ودعك من كل هذه الامور فهناك ما هو اكبر منها , انه علم التجلي والروحانية , انه الدرجة الاسمى والاعظم من العلم , ولكن الموضوع يحتاج الى صبر فهل تصبر عندي لاكسب فيك الاجر واني ارى فيك ما هو اعظم من النجباء (بضم النون وفتح الجيم والباء وهي مرتبة دينية تأتي اقل من الاوتاد وارفع من العدلا بضم العين) فقلت اصبر الى متى فقال (سنة سنتين ثلاث سنين ؟ ) , عقد لساني وستجمعت قواي وقلت له مجاملا استخير الله وارد عليك , والان يا شيخ اريد ان اعود الى المنزل فقال انت الان في منزلك فلا تقلق فأخبرته ان الشيخ محمد قد يغضب فقال انه يعلم ان هذا منزلك وسوف يأتي بأغراضك عندما نراه في صلاة العصر والان لنتغدى ثم نكمل احضر الغداء وكان لا يكفي شخص واحد ورغم ذلك اكلنا وشبعنا ولله الحمد .

الساحر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن