المنبوذه ١

1.9K 48 5
                                    

المنبوذة

تجد أن جميع المجتمعات العربية ينتشر بها التفرقة العنصرية في التعامل مع الصبي والفتاة، ربما يرجع ذلك إلى موروثات قديمة من الأجداد، أو ربما للطبيعة الفسيولوجية لكلا منهما، هذا أمر مفروغ منه؛ فلا يمكن تغيير أفكار موروثة تناقلتها الأجيال منذ القدم، لكن ما سأتحدث عنه هو التفرقة في التعامل بين الابناء في الأسرة الواحدة دون النظر إلى نوع أو جنس الطفل، بل قد يصل الأمر إلى التنمر والمعايرة، مما يؤدي ذلك إلى تفشي الأمراض النفسية في المجتمعات، ربما يصل الأمر إلى العديد من الجرائم، لست أول من يلقي الضوء على هذه الظاهرة، لكنني ربما أساعد في لفت نظر الآباء إليها.
في إحدى ضواحي القاهرة حيث تعيش أسرة مصرية بسيطة، في أحد الأبراج السكنية تجلس فتاة في الشرفة وهي حزينة، تذرف دموعها كالشلال، تضع كف يدها على فمها؛ حتى لا يعلو نحيبها وآهاتها، فقلة جمالها، وظهور البثور في وجهها جعلت القاص والدان ممن حولها يتهكم عليها، كأنما لها دور في خلقتها، ظلت تسترجع ما يظهر في شريط ذكرياتها من أفعال الجيران والأقرباء، ما جعلها تنطوي بعيدًا عن أقرانها من الفتيات، التي طالما حلمت بممارسة حياتها الطبيعية معهن دون تنمر منهن، بل العكس فقد تخيلت بمساندتهن ستجتاز واحدة من أصعب المراحل العمرية التي تمر بها، أضفت على كل تلك الأفعال الطبائع الانطوائية والخجل التي تعاني منها، رغم مما تحمله شخصيتها الرائعة من كل معاني الطيبة والحب للآخرين، والتفاؤل لما هو آت.

(الفصل الأول...)

(مريم) فتاة جميلة الروح، طيبة القلب، بريئة، ذات كبرياء وكرامة، لا تعلم لماذا تغير شكلها؟! فهي في طفولتها كانت جميلة الملامح، لكن تغير وجهها فأصبح مليء بالبثور وحبوب الوجه بفعل هرمونات الجسم، لدرجة أنه أخفى ملامحها الحقيقية، فلم تسلم من تنمُر أصدقائها وعائلتها، أصبحت انطوائية، هادئة، خجولة، عديمة الشخصية، تشعر بالخوف والقلق بشكل دائم، وذلك عكس شخصية أختها الصغيرة (ماهيتاب) التي تتمتع بالجمال وقوة الشخصية، فلديها الثقة بالنفس بالشكل الزائد عن الحد؛ يرجع ذلك إلى أمها (سوسن) فهي تغمرها بالدلال الزائد، على عكس أختها مريم التي تسببت أمها في انعدام ثقتها بنفسها.

تجلس (سوسن) على الأريكة في غرفة المعيشة تشاهد مُسلسلها المفضل، صاحت بأعلى صوتها:
- أنتِ يا مريم الزفت.. تعالي انشري الغسيل.
تقف (مريم) أمام المرآة تمشط شعرها الطويل:
- حاضر يا ماما.. بمشط شعري وجيالك حالًا.
ضحكت (سوسن) بسخرية:
- شعرك! الحاجة الوحيدة اللِ حلوة فيكِ غير كدة شكلك يقطع الخميرة من البيت، قبل ما أنسى ابقي انزلي (لأم فاروق) باتعة الخضار، اشتري منها طماطم، وفلفل.. بلاش تتأخري.
زفرت (مريم) بحنق:
- يا ماما.. نزلي (ماهيتاب) تشترى الخضار، اشمعنا أنا اللِ أعمل كل حاجة لوحدي.
ضحكت (سوسن) وهي تسخر من ابنتها (مريم) تشير لها بإصبعها نحوها:
- (ماهيتاب) ممكن حد يعاكسها عشان جمالها، إنما أنتِ مين ممكن يبص ليكِ وأنتِ شبة الشاويش عطية؟!
شعرت (مريم) كمن اقتلع قلبها من داخل صدرها، قائلة بحزن:
- لييه كدة يا ماما.. ربنا يسامحك.
لوحت (سوسن) بذراعها نحو الشرفة:
- كفاية بلطمة.. أدخلي البلكونة انشري الغسيل.
دلفت (مريم) للشرفة وهي تدمع من معاملة أمها لها، لا تدري ماذا فعلت حتى تعامل هكذا؟! لماذا دائمًا تقلل أمها من شأنها وتنعتها بالقبيحة؟! إلى من تلجأ حتى يحنو عليها؟
ظلت (سوسن) تنادي على ابنتها (ماهيتاب) حتى جاءت وهى تتثاءب بكسل:
- صباح الخير يا ماما.
ابتسمت (سوسن) لها وهي تشير نحو الشرفة:
- صباح الفل والعسل على عيونك يا قلب ماما، أعملك فطار يا حبيبتي، ولا تحبي (مريم) تعملك فطار
جلست (ماهيتاب) بجوار أمها، تستند برأسها على كتفها:
- مش وقتة يا ماما.. أنا ورايا كلية كمان ساعتين، يا دوب أخذ حمامي وأجهز نفسي.
تلفتت (سوسن) حولها في تعجب:
- فين أبوكم يا بنات؟
خرجت (مريم) من الشرفة وهي تتنهد بتعب:
- الحمد لله.. خلصت نشر الغسيل، بابا عند عمي (عمر).
أردفت (سوسن) بتهكم وهي تهز رأسها باستنكار:
- حتى يوم راحته يقضيه مع أخوه (عمر) بدل ما يقضيه معانا في البيت، أنا مش عارفة عمكم مش راضي يتجوز ليه بعد المرحومة مراته؟! أنا حاسة أنه بقى ضرتي مش أخو جوزي.
أجابتها ( ماهيتاب) معللة تصرف أبيها:
- ما أنتِ عارفة يا ماما ابنه (زياد) من ساعة ما سافر أمريكا وهو بقى وحيد، ف بابا بيونس وحدته ويلعب شطرنج معه.
قاطعت (مريم) حديثهما، حاملة في يدها حقيبة التسوق:
- ماما أنا نازلة اشتري الخضار، محتاجة حاجة ثانية اشتريها من تحت؟
هزت (سوسن) رأسها يمينًا ويسارًا:
- لا، بس ما تتأخري.
.. نظرت (مريم) نحو أمها وهي تمسد على رأس أختها ( ماهيتاب) شعرت بنيران مستعرة تأكلها من الداخل، متمتمة بصوت غير مسموع:
- شكلي أنا بنت البطة السوداء، هي دي أمي ولا أنا لقيطة لقيوني جنب الجامع! حاجة تقرف..
عند نزول (مريم) من المِصعد وهي تهمهم بضيق لم تنتبه أمامها، لقد صُدمت بشاب وسيم جميل الوجه، ذو رائحة عطرة، طويل القامة، أبيض البشرة، ذو عينين زرقاء كموج البحر، شعرت بقشعريرة عند ملامسة يديه لخصرها أثناء إمساكه بها؛ لمنع وقوعها عند الاصطدام به، ظلت (مريم) تحدق لعينيه في تيهه كأنها سقطت في أعماق المحيط، تحاول جاهدة التقاط أنفاسها المضطربة، حتى قطع الصمت صوته:
- أنا أسف يا أنسة.. كنت مستعجل وما أخدت بالي منك، خبط فيكِ غصب عنى سامحيني.. حصلك حاجة؟
شعرت (مريم) بالخجل، قامت بهندمة ملابسها وهي تنظر لأسفل:
- لا، ولا حاجة عن أذنك.
قامت (مريم) بالهرولة خارج العمارة السكنية بأقصى سرعة لديها، حيث كان قلبها يقرع كالطبول، تابع (زياد) ركضها من أمامه وهو يتعجب:
- مالها دي! هي شافت بعبع.. بتجري ليه؟!
توارت (مريم) خلف أحد الأشجار وهي تلتقط أنفاسها الهاربة، عنفت ذاتها متمتمة:
- أية اللِ حصلك يا (مريم) مالك؟! أول مرة تشوفي شاب وسيم كدا! أنا لو ما كنت هربت من قدامه كان هيحصل ليا حاجة.
قطع همهمتها صوت جارتها:
- أزيك يا مريم، ماما عاملة أية؟ هو أنتِ في السوق لوحدك؟
أجابتها (مريم) وهي تبتسم لها في مجاملة:
- الحمد لله يا طنط كلنا بخير، أيوه لوحدي بشتري شوية خضار.
نظرت لها الجارة بتفحص كأنها تعاين بضاعة ما:
- هو مفيش أخبار حلوة ولا أية؟! مش ناوية تتخطبي؟!
تأففت (مريم) وهي تحاول رسم ابتسامة على محياها:
- كل شيء نصيب، وأنا لسه مخلصة كلية، ملحقتش يعني اتعين بشهادتي عشان اتجوز!
أومأت الجارة برأسها وهي تربت على كتف (مريم) بابتسامة مقيتة:
- امم.. طيب ربنا يكرمك بابن الحلال اللِ يسعدك ويهنئكِ.. أسيبك أنا تتسوقي براحتك، ابقي سلٌمي ليا على مامتك.
لم تخطِ (مريم) خطوتان حتى رأت صديقتها (تسنيم) أمامها، همهمت في ضيق:
- هو في أية؟! النهار ده يوم المقابلات العالمي؟!
مدت (مريم) راحة يدها بابتسامة:
- أزيك يا تسنيم عاملة أية؟
تفاجأت (تسنيم) بوجود (مريم) قائلة بصوت مندهش:
- مريم! عاش من شافك.. من ساعة ما خلصنا الكلية وأنتِ اختفيتِ، أخيرًا شوفتك.
تنهدت (مريم) بحزن، ويظهر على محياها عدم الرضا:
- مش بخرج من البيت والله.. زي ما أنتِ شايفة، آخري السوق وبعدين أروح بيتنا، لغاية لما هتخلل من كثر قاعدة البيت.
تذكرت (تسنيم) شيء ما، قائلة بلهفة:
- بقولك أية.. المدرسة اللِ بشتغل فيها طالبين مدرسة موسيقى, ما تقدمي فيها، هي بنظام الحصة.. أصلها مدرسة انترناشونال، أنتِ شاطرة من يومك، وصوتك جميل جدًا، ها أية رأيك؟
شعرت (مريم) بالسعادة:
- بجد! أنا هقول لبابا واتصل بيكِ.
نظرت (سوسن) بغضب تجاه (مريم) وهي تغلق باب الشقة خلفها:
- أخيرًا ست الحسن والجمال شرفت من السوق، كل ده تأخير!
مسحت (مريم) حبات العرق من جبينها، لقد كان الطقس حار جدًا بالخارج:
- السوق كان زحمة جدًا.
أردفت (سوسن) باستنكار:
- ليه (أم فاروق) راحت فين؟ كنتِ اشتريتِ منها.
اسندت (مريم) حقيبة التسوق بجوار الحائط:
- ما لقتهاش.. سألت عليها قالوا ليا ابنها عيان وما نزلتش تبيع في السوق النهار ده، عشان كدا تأخرت.
لاحظ أبيها (منصور) أن ابنته تتصبب عرقًا، بالكاد تستطيع الوقوف من التعب:
- اقعدي ارتاحي يا مريم، شكلك مجهد من مشوار السوق ده، النهار ده حر أوي.
نظرت (سوسن) تجاه ابنتها شرزًا، وهي تحدق لها:
- ترتاح أية! روحي رصي الحاجات اللِ جبتيها في الثلاجة، كنت بتقول أية يا منصور من شوية قبل ما تدخل مريم؟
ارتشف (منصور) الشاي من الكوب، ثم أردف:
- كنت بقولك (زياد) ابن أخويا (عمر) رجع من أمريكا من شوية.. سلمت عليه وسبته مع أبوه عشان يشبع منه، عزمتهم على الغدا بكرا.
أردفت (سوسن) بخبث وهي تنظر تجاه ابنتها (ماهيتاب) التي كانت تنظر من الشرفة، رفعت أحد حاجبيها:
- بجد! هو خلص الدكتوراه بسرعة كدا!
- بسرعة أية! مش هو أكبر من مريم بعشر سنين، ومريم مخلصة كُليتها من سنتين، يعني عنده تقريبًا اثنين وثلاثون سنة.
التفتت (سوسن) تجاه المطبخ، ثم أعادت نظرها لزوجها، قائلة بصوت هامس:
- مريم أية بس! خلينا في ماهيتاب، أنت عاوز الواد يهرب مننا.
وضع (منصور) كوب الشاي على الطاولة قائلًا بتعجب:
- قصدك أية! مش فاهم.
ربتت (سوسن) على كتفه وهي تغمز له بطرف عينها:
- يعني البنت أولى بابن عمها.. وطبعًا لو لف حولين نفسه مش هيشوف في جمال بنتي ماهيتاب.
أردف (منصور) وهو يحدق لها:
- بس أنا وأخويا (عمر) من زمان متفقين أن زياد لمريم ومريم لزياد.
ضحكت (سوسن) بسخرية:
- ده كان زمان لكن دلوقت الوضع اتغير، أنت مش شايف شكل بنتك بقى ازاي.. احنا هنضحك على بعض، اسمع كلامي هو لما يشوف ماهيتاب هيتجنن عليها لوحده، وابقى قول سوسن قالت.
سمعت (مريم) حديثهما وهي تبكي وتتألم، دلفت لغرفتها وهي تنظر لوجهها عبر المرآة، تتأمل وجهها وهي تملس عليه بأناملها متذكرة حديث والدتها عنها، لا تصدق أن أمها تراها دميمة وبشعة! جلست على أرضية الغرفة وهي تتذكر ابن عمها في طفولتهما، حينما كان يلعب معها ولا يسمح لها باللعب مع أي صبي آخر مرددًا "مريم دي ملكي أنا وبس" ابتسمت وسط دموعها حين تذكرت في فترة مراهقتهما حينما كان يغني لها أغنية (تملي معاك) وهما يجلسان فوق سطح العمارة السكنية.
خرجت (مريم) من غرفتها وهي تمسح دموعها عندما سمعت صوت أبيها:
- بقولكم أية يا بنات.. ابن عمكم رجع النهار ده من أمريكا، طبعًا أنا عزمته بكرا على الغدا، عاوز منكم تساعدوا أمكم.
ردت (ماهيتاب) وهي تقوم بتقليم أظافرها، واضعة أحد قدميها على الأخرى:
- وهو ما نزلش يسلم علينا ليه لما جه، ده حتى عمي ساكن في الشقة اللِ فوقينا، ولا هو مستكبر بقا وشايف نفسه علينا عشان أخد الدكتوراه.
عبس وجه (مريم) وهي تنظر تجاه أختها، بصوت غاضب:
- عيب عليكِ ده راجع من أمريكا، يعنى من آخر الدنيا.. أكيد عاوز ينام ويرتاح من تعب السفر، بلاش سوء الظن ده، نظفِ قلبك شوية.
نهرت (سوسن) ابنتها (مريم):
- مريم عيب تكلمي أختك كدا.. مش معنى أنك الكبيرة، تدي لنفسك الحق تكلميها بالشكل ده.
صاح فيهما (منصور) بغضب، في طريقه لغرفته:
- بقولكم أية.. أنا مش ناقص وجع دماغ، اسمعوا كلام أمكم، ساعدوها في ترتيب الشقة والمطبخ.
جلست (ماهيتاب) بجوار أمها وهي تتودد إليها، ابتسمت سوسن قائلة:
- أدخلي يا (ماهي) يا حبيبتي ذاكري أنتِ وراكي كلية، أنما (مريم) خلصت كلية مش وراها حاجة، مطلوب منك تنظفِ الشقة كلها، عاوزة أشوف وشي في السراميك من كثر النظافة.
ابتسمت مريم بسخرية، فكما توقعت تحظى أختها بالحب، أما هي فلا أحد يهتم بها، فهي مجرد خادمة تعمل مقابل إطعامها:
- حاضر يا ماما.. بس بمناسبة أني مش ورايا حاجة، أنا جالي شغل حلو في مدرسة انترناشونال، وظيفة مدرسة موسيقى، أية رأيك؟
زفرت (سوسن):
- نبقى نشوف الموضوع ده بعدين، بس دلوقت خلينا في الأهم، نظفِ بسرعة ورانا تحضير أكل لبكرا.
ظلت مريم تنظف المنزل حتى شعرت بالإرهاق، خطرت لها فكرة ارتداء سماعة البلوتوث لسماع بعض من الأغاني الشعبية؛ لتمدها بالطاقة التي تعينها على إكمال التنظيف، لكنها شعرت بمن ينزع السماعة من على رأسها، التفتت خلفها لتجد أختها ماهيتاب:
- أية مش بنادي عليكِ.. بقولك جيبي ليا ماية عشان أشرب.
غضبت (مريم) بصوت مرتفع:
- وأنتِ اتشلت رجليكِ، ما تروحي تشربي، هو أنا البيبي سيتر بتاعتك.. مش شيفاني بنظف وأنتِ يا هانم مرتاحة في أوضتك.
صاحت (ماهيتاب) وهي تنادي على أمها:
- يا ماما شوفي مريم بتبجح فيا أزاي، بقولها عاوزه أشرب.. انفجرت فيا زي المدفع اكنني عدوتها مش أختها، ده حتى تكسب فيا ثواب لو كانت شربتني ماية.
هزت (سوسن) رأسها بأسف وهي تربت على ظهر أبنتها ماهيتاب:
- اخس عليكِ يا مريم.. دي ماهي أختك الصغيرة، بس هنقول أية أكيد بتغيري منها؛ لأنها أحلى منك، متزعليش يا ماهي يا حبيبتي هجيبلك أنا تشربي ولا تزعلي نفسك.
سالت دموع (مريم) على خديها كالنهر الجارف:
- أنا مش بغيير من حد، ومفيش حد أحسن مني، حرام بجد اللِ بتعمليه فيا، أنا مش عبده عندكم، أنا ساعات بحس أنك مش أمي.
قامت (سوسن) بضرب كف على وجه (مريم) بصوت غاضب:
- أخرسي.. والله وعرفتي تردي يا ست مريم! هي دي تربيتي فيكِ.. بتردي عليا! غوري أدخلي المطبخ، جهزي لغدا بكرا غوري.
وضعت مريم كف يدها على خدها التي تلقت عليه الضرب، بصوت باكِ:
- أنا ما غلطش من حقي أدافع عن نفسي لما القيكم بتظلموني، أنا بنتك زي ماهيتاب بالضبط، وكمان أكبر منها في العُمر، المفروض أنها تحترمني مش مشغلاني خدامة عندها.
أردفت سوسن وهي تشير نحو المطبخ:
- كلمة كمان وتلاقي الشبشب على دماغك، غوري على المطبخ ومش عاوزة أسمع صوتك، أنتِ فاهمة.

المنبوذهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن