شماليون في الجنوب -1-

28 3 0
                                    

مر شهر بالفعل

ولقد حانت اللحظة ... سيتم الاعلان عن الخطوبة اليوم بعدما تلقى الحاكم رد الموافقة من المملكة الشمالية

دخلت فريا على غير العادة الى غرفة آن وفتحت النوافذ ... في يوم مشرق كهذا اليوم يجب على آنا أن تجهز لمصيرها الحتمي وتتقبله برحابة صدر
لقد تلقت في ذلك الشهر ما يكفي من الدروس لتعرف الاداب الشمالية ووجوه المدعوين

بمرور ذلك الشهر فقدت آنا بعضا من وزنها، وكان من السهل ملاحظة ذلك الا أنه بفضل اعتناء فريا لها كان وجهها مشرقا على غير العادة

" آنا، إنهضي الآن "

تقدمت آنا الى حافة السرير وعدلت من جلستها بعد سماع صوت فريا ثم بعد ذلك رفعت يديها لأعلى اشارة للخدم كي يتمكنوا من الدخول لتغيير ملابسها وأخذها الى الحمام .

تم تجهيز الحمام بعناية تامة لكي يليق بعروس ملكية جديدة، امتلأ الحوض بمياه عطرة تسبح فيها بتلات من ازهار الليلك والياسمين الابيض
برفق تام خلع الخدم ملابس آنا وبدأوا بغسلها بلطف
بعد أن تم تجهيزها وارتدت الثوب المخصص لها لارتداءه أمرت فريا الخدم بالخروج
وبدأت بتسريح شعر آن برفق

" عليك الانتباه لخطواتك أثناء السير أمام الضيوف، حاولي الابتسام كما علمتك، ولا تنسي ، لا يجب على أي أحد أن يلاحظ توترك مهما حدث "

-"حسنا "

" إن نسبتي وجها ما ، تذكري أن تري التفاصيل، إن القماش الجنوبي مختلف عن الشمالي، كذلك الخياطة "

-" حسنا "

استمرت آنا باجابتها على هذا النحو بوجه خال من التعابير
" لقد أبليت جيدا "

تشوه وجه آن عندما سمعت فريا تقول لها هذا ... لقد كانت أول مرة تلاطفها على هذا النحو ، لملمت تعابيرها بسرعة وقالت

- شكرا لك

خرجت فريا بعد أن سمعت جواب آن تاركة إياها في حيرة لتفكر في نفسها قليلا ... وفي مالذي ستفعله بعد اليوم

×××××××××××××××

توافد النبلاء الى القصر منتظرين رؤية الشماليين يطأون أرض ساندشيلد بعد مرور سنين خاصة لمناسبة نبيلة وليس لوقف سفك الدماء
ارتدت ليثيا ثوبا أحمرا مرصعا بالاحجار النادرة مكشوف الظهر وتركت شعرها مسدولا للوراء
مضاف لاطلالتها مجموعة من المجوهرات الرقيقة والمتكاملة لتتناسب مع ثوبها ومظهرها الملكي
لقد كانت تبدوا في غاية الروعة والجمال ... فتاة بفتنة الحاكمة فريا بالضبط

خرجت هي وجوناس للترحيب بالضيوف واستقبالهم
لقد كان كلود عابس كعادته منغمسا في افكاره الخاصة

دخلت فريا الى مكتبه وتقدمت إليه

" اظن أنه عليك النزول يا كلود .. لقد تأخر الوقت بالفعل وستصل عائلة ايسلايت في أي لحظة "

"... " صمت كالعادة

" لقد كان القرار قرارك بالفعل ، لذا لا حاجة للندم الآن، لو لم توافق لكانت ليثيا ستعيش هذا الجحيم وهي بعمر الزهور "

في الحقيقة لم يكن قرار كلود أن يزوج آنا، انما حاكم الشمال لوثر عرض عليه فكرة الزواج في مرسوم السلام مقترحا ليثيا أن تكون زوجة ابنه
لقد كانت الاخبار تنتشر بالفعل عن صحة آنا وعن كونها ضعيفة للغاية بسبب عدم تناسبها مع الدم الملكي، ولم يكن لون شعرها الفضي مغريا للرجال ومن النادر الاعجاب به رغم ملامحها البريئة ... تلك الشائعات جعلتها وحيدة بالفعل

وفوق ذلك كانت ليثيا صغيرة على سن الزواج ومتهورة بأفعالها الطفولية ... لذا لم يجد حلا آخرا سوى بعث مرسوم موافقة بشرط أن تكون آنا هي الزوجة وفرض مهر من الاسلحة قياس ذلك
" اللعنة... الزمي حدك أيتها الملكة "

كان الزخم المهول الذي انطلق من كلود مرعبا كفاية ليجعل فريا ترتبك إلا أنها تماسكت وأضافت

"ستكون آنا ممتنة لك طيلة حياتها ... ثق بكلامي ... نور شمس الامبراطورية"

ثم غادرت الجناح ... أمسك كلود أعصابه وخرج بعد تفكير عميق
مر بعض الوقت ... ورن جرس المملكة
لقد كان ذلك الجرس انذارا لوصول القافلة الشمالية
تجمعت فريا وكلود لاستقبال آل آيسلايت في القاعة بجانبهما جوناس وليثيا
فتح الباب الكبير على مصراعيه ... عزفت الابواق وبدأ المشرف على الضيوف بتعريفهم

" حضرة نور وشمس امبراوطورية الصقيع ... الملك لوثر آيسلايت وزوجته الملكة ريزا كروفت آيسلايت "

كان الزوجان يرتديان قماشا مثقلا بالمجوهرات النادرة لنواة الوحوش ... كانا يمشيان بفخر ملقيين السلام على النبلاء في القاعة
أكمل المشرف في النداء
"حضرة  ولي العهد الشمالي الاول لوكاس آيسلايت "

"حضرة ولي العهد الشمالي الثاني أرثر آيسلايت "

كان لوكاس ذو خامة مختلفة عن آرثر ... ليس من ناحية الوسامة فلا خلاف أنهما أوسم الرجال في القاعة لكن من ناحية تصرفه فهو اجتماعي أكثر ومعتاد على هذه الحفلات على عكس أرثر الذي كان منشغلا بما يكفي من الحروب كي لا يحضر متجنبا التصنع
أعجبت جميع الفتيات الشابات بالأخوين وليثيا واحدة منهن

" حضرة الدوقية الكبرى كروفت ..." دخلت عائلة الدوقية وهي عائلة الملكة ريزا الى القاعة ... كانوا متألقين للقاعة وبوضوح برزت امرأة بطابع براق ... جعلت كل القاعة تعيرها ما يكفي من الاهتمام لصرف نظرهم عن الاخوين

دخلت قافلة الشماليين وبدأ الحفل

أنا لست مذنبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن