إبتسامة نابعة من القلب

30 4 3
                                    


كانت ريزا جالسة محاذاة المرآة في غرفة النوم الملكية المجهزة خصيصا لضيوف شرف الليلة، تنزع المجوهرات عنها لتخلد للنوم
كانت الحفلة صاخبة، ومرهقة بالفعل

-"ريزا، ما رأيك بالاميرة " سألها لوثر بصوت مغموم

" لا أظنها سيئة "

-" لقد اختفت فجأة من الحفلة، لقد كان منظر ذلك الشمالي مقززا وهو يشرح لي وضعها بالفعل ...** ترهات ، أن تختفي وسط الحفلة هكذا "
تعابير الغضب كانت تعلو وجهه بوضوح

" يبدوا أنك لم تلاحظ أن ولدك كان مختفيا أيضا ... أرثر خرج من القصر كعادته، لقد كان الامر لصالحنا كونها اختفت على حين غرة " تسرح شعرها برفق وتضيف

" أنتم الرجال لا يمكنكم فهمنا نحن النساء أبدا ... عليك ترك هذه الأمور لي والاسترخاء يا عزيزي "

بخطوات رقيقة، اتجهت ريزا ناحية زوجها وبدأت بتدليك رقبته بلطف

" سينتهي كل شيء قريبا ... لذا لا تقلق"

ثم ساندته بابتسامة تعلو وجهها وروضت قلقه بودية بعد هذا اليوم الشاق والعصيب ...

في المقابل كان ولي العهد لوكاس مستمتعا بالحديث مع ليثيا بالسر
إن ليثيا رغم جمالها وروعة حضورها ... إلا أنها كانت ثرثارة بما يكفي لتخبره كل شيء حتى دون أن يسأل...

من حسن الحظ أن فريا رأتها ورممت الوضع بروية كي لا تثير المشاكل وتخرج دون أي سوء فهم ...
في الجهة المقابلة كان كلود غارقا في التفكير على الشرفة، مستذكرا وجه آنا الخالي من التعابير

تمتم بهدوء ' هل قمت بالصواب يا روز '
( روز والدة آنا )

ثم عاد لمكتبه واشغل رأسه بالعمل ...


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

"وجدتك أخيرا " قالت آنسيا وهي تنظر لآرثر بابتسامة لبقة

كان ارثر جالسا تحت شجرة بعيدة عن القصر قليلا بجانبها بحيرة صغيرة تضفي للاطلالة بريقا وراحة، بعد ان أكمل استكشافه المنطقة وتجول في الشوارع الجنوبية لملئ ثغرة فضوله ... هاهو منغمس في تفكيره بالفعل
نظر إلى آنسيا المتجهة نحوه وابتسم بسخرية

" هل لديك عادة اللحاق بالرجال في الليل "

اتخذت آنسيا خطوة سريعة للأمام وجلست بشكل عرضي على الجانب الآخر من ارثر
شاهدها أرثر في صمت، لكن سرعان ما فتحت فمها بهدوء

" يبدوا انها قد أخذت عقلك بالفعل "

تنهد أرثر وقال
" كان عليكِ الانتباه اثناء وضع جاسوس ليراقبني من أجل لاشيء... انها خطيبتي الآن، عودي الى رشدك "
"..." عم الصمت للحظات ثم أضافت

" لو لم يحدث هذا ... لكنا سعداء الآن، يا ارث بخطبتنا نحن "
-؟"عودي الى القصر " صوت بارد بزخم قوي انطلق منه
كانت الدموع تنهمر من وجه آنسيا ... مدت يدها نحو يد أرثر لكنه سرعان ما نهض من مكانه وابتعد خطوات عنها،دون ان تعبر ملامحه بشيء
" ما حدث كان للأفضل ... لم نكن سوى اصدقاء طفولة ولم أرك كحبيبة مطلقا ... لذا كفي عن قول هذه الترهات وعودي للقصر... لقد تأخر الوقت بالفعل "

عادت آنسيا الى هدوءها ... وراجعت الوضع بروية ثم بصوت قلق وضعيف رددت

" أرجوك اجلس ... سأذهب بعد أن يمر بعض الوقت أعدك "

تنهد أرثر وخفض جسده مجددا

انهال الصمت على كليهما

كان ارثر رجلا غريبا، شخص لا يمكنه أن يحب بالرغم من الألاعيب التي قامت بها آنسيا لاغوائه، لم يكن الجمال من معاييره ليهتم به كتفصلية
كان رجلا دائما ما يصدر احكاما دقيقة ويخطط بيقين ويعلم ما يفعله ...

حتى أنه كان نادرا ما يبتسم بصدق لمن هم حوله

آنسيا التي فتحت فمها بعناية سرعان ما حدقت في وجه صديق طفولتها العزيز بوجه متحسر

ذلك لأن أرثر كان ينظر الى البحيرة ويبتسم ابتسامة خافتة

مجرد ابتسامة بسيطة وهادئة ، ليست متكلفة ولا ساخرة ، بل ابتسامة نابعة من القلب

التفتت آنسيا بملامح منكسرة وتركت مكان ارثر عائدة للقصر بهدوء
ظل أرثر في مكانه ... يفكر بعقلانية ليتناسى وجه تلك الفتاة الهشة دون أي تعبير

'ليس لديك خيار آخر '

تنهد بصمت وكتم ما بداخله ثم قام من مكانه وعاد هو الآخر للقصر

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 04, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنا لست مذنبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن