آنا ساندشيلد

48 5 1
                                    

ضربت أشعة الشمس وجهها النائم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ضربت أشعة الشمس وجهها النائم ... كمنبه لحلول الصباح
بدأت ستائر الغرفة بالانزياح
لقد شعرت بصوت انفتاح النوافذ من خلال تباين تغاريد العصافير في مسامعها
أحست بتغلغل نسيم الصباح مداعبا جسدها وصولا الى أنفاسها الهادئة
شيئا فشيئا فتحت عينيها ... دونا عن ارادتها وضعت يدها الصغيرة قبالة ذلك الضوء الخافت المتجه نحو عينيها السماوية... تلألأت بوضوح بشرتها الشاحبة خلال النهار كما تدلى شعرها الفضي من على ظهرها ... برزت ثنايا جسدها الضعيف و الهش بسهولة
توجهت الى حافة الفراش ومدت يديها الى السماء
ثم تدريجيا بدأت الخادمة في ازالة رداء النوم الذي عليها ... جهزتها ثم توجهت بها الى حوض دافئ وغسلتها بعناية ...
حين انتهت تجمع الخدم في غرفتها ... وبدأن بتلبيسها وتسريح شعرها تلقائيا ... هكذا هن الأميرات ... يعاملن كما لو انهن دمى من خشب يسهل كسره ... ولا عجب أن عليهن قسرا احترام الآداب
" تبدين كالملاك الذي لا تشوبه شائبة يا أميرة " قالت الخادمة وهي تربط الحزام على خصر آن
نظرت آن الى المرآة بسخرية وهمهمت :" كالملاك ! " ثم ابتسمت الى الخادمة وسألتها
"أين هو والدي ؟"
ردت :
-" ان سمو الملك والعائلة الحاكمة في انتظارك على طاولة الفطور في الحديقة الخلفية"
تنهدت ثم توجهت بخطوات ثابتة الى حيث يجب أن تكون
لقد كانت المشاعر التي تطغى على آن مزيجا من الغضب والكراهية ملطخة ببقع الأسى والحزن الدابقة حين رأت منظر الاسرة السعيدة أمامها

 ولا عجب أن عليهن قسرا احترام الآداب " تبدين كالملاك الذي لا تشوبه شائبة يا أميرة " قالت الخادمة وهي تربط الحزام على خصر آن نظرت آن الى المرآة بسخرية وهمهمت :" كالملاك ! " ثم ابتسمت الى الخادمة وسألتها "أين هو والدي ؟" ردت :-" ان سمو الملك والعائل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

من وجهة نظر آن
جلست على الكرسي الذي يقابل أخي المتغطرس جوناس كما لو أنها أول وآخر مرة لي أقابله وابتسمت بصعوبة
كان والدي غير مكترث لتواجدي البتة كما كان دائما
كنت أشعر بنظرات الملكة فريا الحادة وهي تخترقني كالسكين
وبين كل هذه العوائق التي تواجهني ابتسمت لي أختي الصغيرة ليثيا بعفوية
لقد كانت الفرد الوحيد الذي اعتبرني موجودة في هذه العائلة الساذجة
ليثيا ذات جمال أخاذ ... بامكان أي رجل أن يقع في جمال جسدها وحده ... كانت ذا ملامح مثيرة بشفاه حمراء ممتلئة وشعر يقطر سوادا متدل على صدرها
كانت تمتلك عيونا خضراء برية ووجنتين زهريتين مليئتين بالحياة ... لا عجب أنها تحمل دماءا نقية على عكسي
أمي لم يخبرني والدي عن أصلها يوما ولم يكن أحد يتجرأ عن ذكرها أمامه قط ... كل ما سمعته كان من الملكة اثناء معاتبتها لي على اخطائي :" ابنة اللقيطة !" ياله من وصف بذيء لفتاة كانت في الخامسة من عمرها فقط
كل ما أعرفه أنها تشبهني الى الحد الذي يجعل والدي يشمئز أثناء نظره لي ... بامكاني عد المرات التي نظر فيها إلي بوجه خالي من التعابير لكنه سرعان ما التفت واختفى ... كنت أميرة ذات دماء هجينة
أخذت كأس الشاي وبدأت ارشفه بحذر ... لم تحثني معدتي على التقاط شيء من المائدة كالعادة... كنت قد أخذت درسا قاسيا في الادب من الملكة وأنا أتعلم أداب العائلة الحاكمة ... لقد تم تعليمي بقسوة على عكس اخوتي إلا أن الملكة أجهدت نفسها اثناء ذلك رغم كل شيء لم تتركني جاهلة ... لم تكن بذلك السوء رغم ما حدث
"-كيف هي دروسك ؟" يسألني والدي بملامحه الباهتة مجددا
" انها جيدة "

"..."-
"لقد أنهت آنا كل الكتب التي خصصت لنا لتعلمها " قالت ليثيا وهي تقرصني من على فخذي ... لقد كانت تعلم مدى حبي للكتب ... ' بحق ... أنت مجنونة ' تمتمت لها ثم ابتسمت بخفية
" كان عليك أن تنهي كتبك أيضا بدل التسكع في الحدائق والنظر الى الفرسان الوسيمين كالغبية " قال لها جوناس بسخرية ... تنهدت الملكة ثم اوقفت كلاهما
" عليكما بالأدب ... لم تعودا مراهقين بعد الآن "
لقد حان دوري في الحديث بعد أن هدأت الاوضاع اخذت نفسا عميقا وقلت على حين غرة :"أنا ... أ..أرغب بالتعلم أكثر معظم الكتب التي يسمح للأميرات الولوج اليها محدودة ... لذا ... يرجى السماح لي باعتراء كتب من المكتبة الرئيسية " قلت بصوت متردد :" و..والددي"
نظرت إلي الملكة بنظرة سخط ووضعت شوكة الطعام بحذر ثم بثبات قالت:
" إن الاناث الملكيات في القصر يحصلن على تعليم خاص وانت تدركين ذلك"
-"لكن ..."

-"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-"...." تنهد والدي بصمت
ثم أضافت:" السماح لك بالولوج الى المكتبة الرئيسية خرق لقوانين الحرم ... لا يمكن للملك أن يفعل شيئا حيال ذلك "
معظم الكتب التي قدمت لنا كانت عن كيف يجب أن أعامل زوجي والعائلة التي سأنخرط بها في المستقبل
ببساطة لقد أشعرتني كما لو أني سلعة من الاداب يتم رميها الى بيت زوجها لعبادته... كان هناك كتاب واحد شعرت بالمتعة وانا ادرسه إلا أن المعلومات التي كان يحويها ... معظمها سطحية ... لقد كان حول حرب الشمال والجنوب
علمت من ردود فعل والدي أنه لن يعطي أمرا فوق أوامر الحاكمة لكنه فجأة على غير المعتاد تحدث
" أي نوع من الكتب ترغبين بقراءته "
قابلته بوجه محتار لكني سرعان ما أدركت ما حولي
" كتب التاريخ ... أرغب بقراءة التاريخ والطب "
ثم جاء صوت غاضب ليضرب مسامعي .. كانت فريا
" أيها الحاكم ..." ثم صمتت دون سابق انذار واكتفت بالرحيل بأدب
- " أكملي " كلمات من والدي
-" آه ... أنا أتمنى أن تسمح لي بقراءة الكتب التي حكت عن الحروب السابقة وتسمح لي بدراسة الكتب الطبية ... أيها الحاكم "
بتردد انتظرت اجابة من وجهه الخالي من التعابير
نهض من على مأدبة الفطور ثم التفت ليعاكسني ...وحين ابتعد بخطوات قليلة عني، توقف
ثم قال :" انت نحيفة وشاحبة، كلي أكثر وكفي عن شرب ذلك الشاي المهدئ ... ستجدين الكتب التي تبحثين عنها أمامك في المساء "
ثم أكمل طريقه حتى اختفى تماما من على ناظري
هل كان ذلك حقا والدي !
هزني صوت ليثيا اللطيف
"أختي ...هل ترغبين بأخذ جولة في الحديقة ؟"
أجبت بابتسامة
-"آه ... بالطبع لنفعل ذلك"

**************************************************
تعليقاتكم كي أكمل ❤️💙🤍

أنا لست مذنبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن