أنا لست مذنبة

لقد أثرت قلقي بالفعل !

توجهت أنا الى الحديقة اين ينتظرها ولي العهد الثاني للمملكة الشمالية أرثر وزوجها المستقبلي

لقد كان اول لقاء لهما ومن الطريف أن يكون هذا الموعد العدائي سببه زواج سياسي
كانت على بعد خطوات منه فقط، لقد كان شارد الذهن لذا بدى أنه لم يلحظها

لديه جسد فارس بوضوح اكتافه العريضة تعبر على مدى لياقته البدنية، لقد كانت تنبعث منه هالة مخيفة ، لون شعره كان نادرا مقارنة بباقي الشماليين، كشعر والدته بالضبط

"أسود " تمتمت بصمت

لقد كان اللون الاسود الداكن يميز قبيلة الفورتيس غير أن اثر هذه القبيلة اختفى منذ زمن بعيد، تم تعليم آنا بجد عن الاشياء الضرورية من قبل المعلمين الذين جلبتهم فريا قديما
لم تكن مرتاحة من الاقتراب اكثر لشخص لا تعرفه خاصة وهو من المملكة المعادية ،

بالنسبة لها تم بيعها ومن الواضح انه تم استغلاله
توقفت قليلا ثم استدارت بروية و عقدت العزم ان تعود ادراجها قبل ان يلاحظها وتكتفي بارسال عذر ما لكن فجأة صوت ما صدر باتجاهها جعلها تقف بلا حراك ولا هوادة

" لقد اخذت وقتا طويلا وانت تنظرين الي من الخلف ايتها الاميرة، وها انت ذا تعودين ادراجك، ارجو ان يكون عذرك مقنعا والا فكرت أن جميع الجنوبيين جبناء في المواعيد "

تخدر وجه آن عند سماعها ذلك ، كان يعلم بوجودها الا أنه لم يقم بأي خطوة تجعلها تدرك ذلك
اخدت نفسا عميقا واستجمعت شتات نفسها بابتسامة مستهلكة استدارت اليه

لقد كان واقفا تماما قبالتها، لم تكن تفصلها عنه سوى بضع خطوات قليلة، لم يكن سيء المظهر بل كان وسيما ذو عينان كهرمانيتان،
بدى كسليل نقي لآل آيسلايت على عكسها
ضغطت على اسنانها ثم استسلمت للأمر الواقع وتحدثت

" استمحيك عذرا أيها الامير، لقد كانت وقاحة مني، لقد شعرت بالمرض قليلا لذا اردت العودة ادراجي دون اثارة قلقك "

نظر اليها ثم ابتسم ابتسامة متكلفة وقال :" لنجلس ونتحدث اذن "

بدى بوضوح تصرفه الوقح الذي يناقض كلماته اللبقة، تحركت آنا من مكانها وجلست بالقرب منه

دقائق صمت حتى قال : ان قرار الزواج منك لم يكن من ارادتي الخاصة ، اظنك تدركين ذلك

"..." استمعت اليه بتمعن وهو يضيف

" بعد ثلاثة ايام من الآن سنكون زوجا وزوجة رسميا ... التوتر الذي تصنعينه الآن لا طائل له ولن يغير شيء لذا خذي راحتك اثناء الحديث لي ولا ..
قاطعته آنا بتعبير جاد وبصرها موجه للبحيرة التي تقابلها
- أعلم ذلك، بامكانك العدول عن قرارك متى ماشئت على عكسي، إنه سيان بالنسبة لي حتى لو رفضتك... فأنا لا املك فرصة اخرى غير هذا الزواج للصالح العام ولشعبي وسأؤدي واجباتي الزوجية كما ينبغي لي ...
صمت كلامهما للحظات بينما كان قلب آنا يغلي بالفعل، تنهدت بعمق وأضافت

" إن كنت ترى فأنا..."

نظر اليها مرة اخرى بعمق اكثر واقترب فجأة ثم ابتسم ابتسامة طفيفة حين توقفت عن الكلام بسبب الحرج ، لم تكن حركة ارادت القيام بها لكنه كان قريبا كفاية كي يجعل الوضع غير مريح، مع احساسها بأنفاسه على وجهها تجمدت في مكانها

وسمعته يهمس:" لست سيئة كما كنت اتوقع ... لقد اثرت قلقي بالفعل! "

ثم غادر تاركا إياها في حالة من الحيرة والحرج ... لم تكن لتظن ذلك لكنها بالفعل شعرت بأن قلبها خفق للحظة
' هل هذه عادة لديه ... أن يتحدث بما يرغب ثم يرحل هكذا فقط !'
هذا المتعجرف ...
تنهدت آنا ... وغرقت في التفكير مجددا

**************************************************
تعليقاتكم كي أكمل ❤️💙🤍