تقدم الملك كلود نحو الملك لوثر وتصافحا
ثم ألقى كلا وليا العهد احترامه للملك وكذلك فعل جوناس وليثيا نفس الشيء
انسجم لوكاس بسرعة مع جوناس وتحدثا بأمور في السياسة بينما ليثيا كانت تتدخل بالكلام في كل مرة ... لوكاس كان معسول اللسان ولعوبا لذا لم تجد ليثيا تجريحا في كلامه البتة
على عكس أرثر فقد بقي مع والده وكلود
همست ريزا في اذن ولدها قائلة" أليس عليك أن تبتسم أكثر ... انت تجعل الجميع يهربون منك أيها الشقي "
ابتسم أرثر ثم همس لها هو الآخر
" بقولك شقي ... هذا الشقي سيتزوج ... لا أظن أن زوجتي الغامضة ستعجب بكلماتك الآن "
ضحكت ريزا على أرثر وضربت رأسه
" أنا والدتك أيها الشقي ... يمكنني القيام بذلك أينما شئت "
بالنظر إليهم بدوا عائلة سعيدة لا تشوبها شائبة البتة ... انضمت فريا الى ريزا في الحديث والثرثرة بشؤون القصر
كان أرثر يشعر بالملل بالفعل ... تملكه فضول ما لرؤية هاته الفتاة التي تدور حولها الشائعات السيئة
بالطريقة التي تأخرت فيها
" أظن أني سأعلق مع مدللة جنوبية للأبد " تمتم بهدوء ثم انضم الى والده والحاكم كلود" هل قمتم بانهاء الغارة الخطيرة " سأل لوثر وهو يحمل كأسا من النبيذ الفاخر بيديه
أضاف " ان الاسلحة التي أرسلناها كانت الافضل في المملكة ... احتراما لهدنة السلام التي بيننا "
كان كلود يعي ما قصده الحاكم الشمالي بحق
'يجب أن يكون المقابل ثمينا كثمن انقاذنا للجنوب '
" أنا متشوق لرؤية ضيفة شرف هذه الليلة وسبب حضورنا هنا أنا وابني " نظر الى ابنه وربت على كتفه موجها كلامه الى كلود
ابتسم كلود بهدوء وأخذ رشفة من النبيذ الذي بجانبه"لقد أتت بالفعل"
فتح المشرف الباب وقرعت الطبول وتوقفت المعزوفات
دخلت آنا وكل انظار من في القاعة عليها ... التحفة الفنية للجنوب ... هكذا تمتم المدعوون
كانت ترتدي فستانا فضيا حريريا يلاطف جسدها، مرصعا بالماس من كلتا جهتي كتفيهاكان ظهرها مكشوفا مما اتيح للجميع رؤية بشرتها الناصعة من بعيد ... عيناها الزرقاوتان كانت تبعثان الراحة للناظرين ... تلك الرقة التي تحدث عنها الجميع بسوء تبدوا بأبهى حالاتها اليوم
رغم هشاشتها وصغر حجمها ... إلا أنها بالفعل كانت أجمل من في القاعة هاته الليلة
صفن أرثر لوهلة فيها ثم بسرعة استعاد رباطة جأشه
لاحظ كلود ذلك وتنهد بينما يرى الرضى على وجوه أعداءه
لوثر الذي شعر بالفخر لأن الهدية نالت اعجابه واعجاب ولده، شكر كلود ووعده بأمانها
تقدمت آنا الى الأمام ناحية الحاكمين وأرثر
حين بدى أنها قريبة كفاية صنعت بقدميها التفافة بسيطة وأمسكت حاشية ثوبها ورفعتها قليلا ... ثم ألقت التحية
" حضرة نور وشمس الامبراطورية ... الحاكم لوثر "," حضرة نور وشمس الامبراطورية ... والدي "" سعادة ولي العهد ... أرثر "
نظر أرثر الى الفتاة التي أمامه ... تبدوا بالنسبة لفارس مثله ككائن هش ، ان أمسكها بكلتا يديه قد تنكسر بسهولة، بالرغم من مظهرها المبهج إلا أن شيئا من الحزن صاحب صوتها صوتها المنخفض
كان بامكان أي احد ملاحظة ذلك حتى مع محاولة اخفاءه جاهداابتسم بتكلف لها ثم تقدم ناحيتها وركع على ركبة واحدة وألقى التحية
" سعادة الأميرة ... آنابيث، سررت بلقاءك "
تقدم كلود الى ابنته بابتسامة طبيعية وفخر شديد ... أمسكت يد والدها
بينما كان قلبها يعتصر من الألم بالفعل ... لم تكن قادرة إلا على صنع ابتسامة هاوية لجميع الحضور
اتجهت نحو فريا وريزا لتلقي التحية
لكن ريزا اتجهت نحوها وعانقتها بدلا من ذلك" أنت أجمل عروس قد أقدمها لابني بالتأكيد ... "
ابتسمت آنا لها وشعرت بالسلام بسبب هذا التصرف الغير متوقع" اعتني به جيدا ... قد يبدوا قاسيا الا أنه لطيف حالما تتعرفين عليه اكثر "
ارتبكت آنا من كلامها لكنها سرعان ما ابتسمت طبيعيا لها .. محركة رأسها لأعلى وأسفل كعلامة للموافقة" آه ، سأفعل ذلك "
بعد البقاء لبعض الوقت طلبت فريا من آنا أن تتجه الى أين هو جالس أرثر .. لكن آنا ترددت في ذلك
إذ أن فتح موضوع مع شخص غريب ... قد لا يبدوا صائبا من وجهة نظرها
مر الوقت بالفعل ثم تحكمت في أنفاسها وتحركت الى جانبه دون ان تنبس ببنت شفة
بينما آنا كانت شاردة جاء صوت همس بارد مر بجانبها"قابليني في الحديقة "
فتحت آنا عينيها ... لقد كان الظهر المبتعد الذي تبصره عيناها ... ارثر بالتأكيد !
أنت تقرأ
أنا لست مذنبة
عاطفيةتعريف بسيط بالشخصيات "آنا ساندشيلد ، الابنة الرابعة وغير الشرعية لملك الجنوب كلود ساندشيلد حفيد جون ساندشيلد، الملك الذي اوقف الحرب الدامية بين الرمال والصقيع رفقة ملك الشمال السابق كريستوف آيسلايت ، توافق على الزواج السياسي من ابن حفيد ملك الشمال ا...