ثعلبي(٢)

7K 485 159
                                    

تعليق لطيف🍬


******

جونغكوك

غروري قاتلي لا محالة
لم افهم هذا إلا بعد فوات الأوان
حياة قاسية هي حياة الذئاب
نعيش بقانون الغاب
القوى مسيطر
معارك دامية
هذه المدينة شهدت كثيرا من صراعات الذئاب لفرض السيطرة
ضحية هذه الصراعات هم الضعفاء
بالدرجة الأولى
الأوميغا .....
بالدرجة الثانية
الأطفال.....

ذكريات تعود لي في ذلك اليوم المشؤوم
انا إبن زعيم القطيع
لذا يستهدفني كل عدو لأبي جيون
ليغدو قطيع جيون بلا زعيم بالمستقبل
وينساق قطيع الألفا جيون تحت رحمة عدوه
هذا قانون المعارك
اقتل زعيم القطيع وورثته
تحصل على مدينته وقطيعه تحت امرتك

كنت في التاسعة من عمري عندما تعرضنا لهجوم في ساعات الليل المعتم

الأحداث مشوشة في عقلي
ذئاب تهاجم قصر الزعيم
والدي ووالدتي واتباعهم يتحولون لذئاب
تقاتل بشراسة يحاولون حمايتي
فأنا الهدف

كوني لم أبلغ بعد لا يمكنني التحول
جريت خارج القصر بذعر فالمعركة شرسة
ذئاب تحميني وأخرى تلاحقني
وصلت لحدود الغابة التي حذرني والدي منها مرار إياك ان تدخلها جونغكوك
لكن في هذه اللحظة لا خيار لي
ثلاثة ذئاب تلاحقني
أكاد أقع بين مخالبهم
سيمزقونني إربا دون رحمة
حتى لو كنت طفلا
هذا لن يشفع لي

اجرى كالبرق مسرعا رغم سرعة الذئاب سبقتهم دخلت بين الاشجار مترددا بخوف ذئاب خلفي
واسطورة بين الضباب امامي فأين المفر

وقفو عند حدودها يتحركون ذهابا وإيابا
الجميع يخاف الاسطورة
لن يدخلوا خلفي
توقفت عن الجري نظرت لهم من مسافة بعيدة
وبدأت أستفزهم
كنت طفلا أرعنا حينها
اخرج لساني اضع يداي على أذناي
بحركات ساخرة
أوغاد جبناء يرتجفون خوفا عند ذكر
أسطورة أوميغا الغابة

احدهم استفزته حركاتي
تبعني مكشرا عن انيابه غضبا
أجري بذعر بين الأشجار الكثيفة
قدماي الحافية الدامية تؤلمني
تعثرت بجذع شجرة وصراخي وبكائي تردد صداه عبر الضباب
إنقض علي ذلك الذئب
كاد يقتلني اصرخ مستنجدا

"النجدة......أنقذووووووني....أبي..."

اغمضت عيناي
سأموت
فتحت عيناي على صوت زمجرت مخلوق احمر الفراء
او انها فرائه عسلي
قفز على الذئب أبعده عني
غرس أنيابه في عنقه
وقتله
ببساطة قتله

تقدم مني وأنا مستلق على الارض أزحف للخلف
حتى أصبح فوقي
كنت أبكي بخوف
أنظر في عينيه الحمراء

إنه ثعلب
لم أرى في حياتي ثعلبا ضخم الحجم مثله
في رحلات الصيد مع والدي رايت الكثير من الثعالب
حجمها صغير
انه يفوق حجم مستذئب ألفا
إنه يفوق حجم ذئب أبي
فرك رأسه بوجهي وكأنه يلاطفني لأهدأ

انقذني لا أظن انه سيؤذيني
اخذت ابعثر فرائه البني الفاتح
فرائه جميل
مموج بألوان بين الأحمر والبني الفاتح والأبيض
عيناه لم تعد حمراء
اصبحت عسلية فاتحة براقة جميلة

ابتعد عني
وجرى بعيدا
ناديته

"إنتظر....."

ذهب تركني وحيدا
أضم ساقاي إلى صدري
اتساءل هل انتهت المعركة
هل والداي بخير
انا وحيد الآن
جائع
خائف
أشعر بالبرد
لماذا تركني ذلك الثعلب

مر بعض الوقت
وعاد الثعلب يحمل سلة بفمه
من أين أحضرها؟!
فتحتها
بها خبز طازج وبعض الجبن وتفاحة وقارورة ماء
هذا الثعلب غادر ليحضر لي الطعام
هل سرقها من المدينة أم ماذا؟
لا يهم كنت آكل بشراهة
فالمعركة جعلتني أفوت عشائي
إقتربت أعانق الثعلب لعلي أشعر بالدفئ في هذه الليلة الباردة القاسية

جلس الثعلب على الأرض
وأخذ يحرك ذيله يضربني به بخفة

اقتربت منه اجلس في احضان فراءه الدافئة
لف ذيله حولي
غفوت اشعر بالدفئ والأمان
لماذا رائحة هذا الثعلب لطيفة هكذا

في الصباح استيقظت
كل ما تبقى هو التفاحة
أخذت قضمة منها
وشعرت بالثعلب يدفعني برأسه من الخلف
سألته

"ماذا؟"

يدفعني وأمشي أمامه إلى ان وصلت حدود الغابة
فهمت يريد مني المغادرة والعودة للمدينة
نظرت له بعبوس طفل في التاسعة من عمره
يريد اللعب مع ثعلبه اللطيف

"هل سأراك ثانية ؟"

كنت غبي حينها كيف سيكلمني الثعلب ويفهم ما أقوله
عانقته ثم ابتعدت وملامح الحزن على وجهي
لعق ذلك الثعلب خدي تذمرت

"ياااه...هذا مقرف ....ثعلب غبي"

عاد أدراجه للغابة
وعدت للمدينة
وبهذا كنت الوحيد الذي دخل الغابة وخرج منها
فلا أحد يدخلها ويعود
لم يصدق قصتي أحد
لكني أتذكر جيدا ما حدث ليلتها
بلغت السابعة عشرة من عمري
ومازالت ذكرى ثعلبي عالقة في قلبي
أتوق للعودة لتلك الغابة
لعلي اجده
اشتقت لفرائه الناعم المنفوش

ذكريات اعيشها
ذكرى ثعلب غريب مر في حياتي واختفى

............

يتبع

تفاعلو رجاء اذا حبيتو الفكرة🍬

طيف تحبكم🍬

طيف تحبكم🍬

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
 الهجين كوميهوWhere stories live. Discover now