خرج آدم من الشركة وهو ذو ملامح تنتفض غضباً، ركب سيارته وقادها بأعلى سرعة..تقلصت المسافة أمامه ليبلغ قصر التميمي في وقت قياسي.. قصر أدهم التميميفُتحب بوابته بعد ما اختل سكون المكان بتزمير سيارة آدم..تزاحم الحرس أمام البوابة وهم ينحنون أمامه كاعتذار لتأخرهم عليه، ليردّد أحدهم وهو يلقي التحية بيده :_ أهلا يا آدم باشا..لم يعُر آدم اهتمامه لأحدٍ منهم، و داس على السرعة ليدخل بلمح البصر، ركن بكلّ عجلة و دخل القصر و هو ينزع نظاراته السوداء التي أخفت شرارة عينيه المتقدّة..فور سماع الخدم لصوت الباب حتى اعترضت إحداهن طريقه وهي تردّد بنبرة مرحبة:_ أهلا يا آدم بيه..تؤمر..وقبل أن تُكمل جملتها المُعتادة قاطعها بنبرة حادّة:_ لينا موجودة بالبيت..أحنت الخادمة رأسها إيجابا وهي تقول:_الآنسة لينا موجودة بأوضتها فوق..نفخ بقوة قبل أن يُحيد عنها ويصعد الدرج بخفة، ثمّ استدار ناحيتها ليقول:_ مين موجود بالقصر غيرنا ؟توقفت الخادمة بعدما همّت بالمغادرة لتُجيب بذات النبرة الرسمية:_ مافيش غير الآنسة لينا وحضرتك، المدام ليان خرجت قبل ساعة..هزّ رأسه قبل أن يردّد بجدية:_طيب، روحي شوفي شغلك..قطع بضع خطوات بعد وصوله للطابق العلوي حتى أمسك مقبض باب غرفتها ثمّ تراجع لوهلة عن دفعه بكلّ قوته واختار أن يدقّ عليه أولا.._لينا..افتحي لم تمر ثواني حتى فُتح باب الغرفة على مصرعيه.._آدم..وبعيون واسعة ونبرة اندهاش أكملت جملتها وهي تعض على شفتها السُفلى :_ايه اللي فكرك بيا..وبدون أي تفكير، د*فعها بقبضة يده لداخل الغرفة وأغلق بابها من خلفه، حدّجها بنظرات قاتلة قبل أن يقول:_ انتي عارفة كويس عملتي ايه خلاني افتكرك بقى..!!لوت شفتها بامتعاض وقالت بنبرة استنكارية وعيون مشتعلة:_لاء ماعرفش ..بس أي حاجة تخليك تهتم بيا، أنا هاعملها..صرّ على أسنانه بغيظ قبل أن يردّد بصوت عالي وهو يفتح شاشة هاتفه أمام وجهها:_ هتوصل بيك الدنا*ءة إنّك توسخي شرفك يا***برقت عيناها وتوترت ملامحها وهي تمسك قبضتها على هاتفها، لتردّ بنبرة جافة :_ ليه انت فاكرني زيّك..!!ضحك بصوت عالي وتفترب منها أكثر حتى التصق ظهرها بحائط الغرفة، أسند ذراعه الأيمن عليه وضيق عينيه الحادتين بملامحها ليقول بخفوت وهو يرفع شاشة هاتفه أمامها:_ ولما انتي عارفاني كويس كده، بتعملي زيي ليه يا *** ابتلعت ريقها وهي تتمعن في تفاصيله الغاضبة قبل أن تهمس بأذنه:_ عشان أخليك تحس بيا وبحُبي...نفخ بوجهها وأردف:_ مش عارف جايبة البجا**حة دي من فين..أمسكت عنقه بكلتا يديها وقب*لت شفتاه ببطئ..في بيت رهفكانت رهف تجرّ قدميها بأنين يصاحب صوتها، وقفت في وسط الرواق المؤدي لغرفتها والدموع تتساقط على خديها وهي تتأمل الأريكة التي نتفت بخنجره الصغير وتدلى جوفها للخارج..ابتلعت غصة حزنها وتقدمت نحو غرفتها لتقول بنبرة وجع:_ عايز مني ايه أكتر من اللي عملته فيا..حراااام عليك!!كان محمود يخبأ رأسه الأشعث في خزانة رهف ثمّ أخرج بيده صندوقاً خشبياً عليه قفل صدأ وييدو عليه القِدم..رفع بصره ناحيتها وهو يتحسسه بلهفة..مرر لسانه على شفتيه بكلّ شغف قبل أن يقول باستفزاز:_ قلتيلي عايز ايه بقى..جحظت عينا رهف وتناست ألم بطنها لتركض نحوه بكلّ سرعة وهي تردّد:_سيب ده من إيدك..قهقه بتسلط قبل أن يمسك عنقها الرقيق بيديه الخشنتين ويُلقي بها على السرير، ثمّ أردف:_ فاكراني نايم على وداني، بتشتغلي ببيوت الأغنيا و بتروحي البار*ات بالليل أكيد بتجيبي فلوس زي الرز يا وا*** شهقت بألم وحاولت النهوض مُجددا وهي تردّد:_ على الأقل باشتغل بعرق جبيني مش زيك يا سا**فل قاعد تتقوى على وحدة زيي..أمسك بأصابعه كومة من المال ملفوفة باحكام داخل الصندوق الذي ر*مى به على وجهها وأردف:_ عرق جبينك ايييه، ده انتي سيرة على كل لسان بالمنطقة..هتعمليهم عليا..وقفت أمامه يكلّ جرأة وعيونها دامية وهي تكور قبضة يدها بقلة حيلة لتقول:_ ده إجار الشقة يا محمود، خلي عندك دم واعتقني لله. عايزني اطرد من بيتي..حرااام عليكأدخل كومة المال في جيب سترته ومسح ذقنه بأصابعه وأردف بنبرة ساخرة:_ وتنطردي ليه وأنا موجود..من بكرى أجوزك اللي يستتك ومايحرمكيش من حاجة..صرخت بوجهه وهي تدفعه بكلتا يديها من صدره قائلة:_مش عايزة أي حاجة منك يا أخي..اطلع برااا من بيتي اطلع..كان يقهقه من ردة فعلها ودفعها لجسده الذي يفوقها وزنا وطولاً، لكنه لم يشأ أن يبقى أكثر فردّد بكلّ هدوء وتهكم:_ هاجوزك يا رهف هااانم وهانشوف كلمة مين اللي هتمشي ..أدار ظهره لتغلق باب الشقة بكلّ نفاذ صبر وهي تشهق وجعاً وانكسارا سيكلّفها شقاءا لبقية الأيام الآتية..في قصر التميميتجمّد آدم لثوانٍ قبل أن يسحب نفسه منها ويتراجع للوراء بخطوات مهزوزة، رفع راحة يده بوجهها ليُنزل ك*فاً على خدها و هو ينهرها بنبرة غاضبة:_ انتي لازم تتربي من أول وجديد..أغمضت عيناها بألم قبل أن تصرخ في وجهه:_ أتربى ليييه!!وحدة وبتحب واحد فين الغلط بده..ؤد عليها والنار تبث ألسنتها بصدره:_ الغلط إنك أختي يا هانم..ولا ناسية ..!!ابتسمت بخُبث قبل أن تتهدج ب:_ لاء حبيبي ..أنا بنت ليان وانت إبن أدهم..مش إخوة بالدم..التف بظهره ليتجه نحو الباب وأكمل ب:_ أنا كان مالي بيكي وبشرفك..يارب تت*حرقي انتي واللي خلفوكي..خرج بكلّ ثورته وضرب باب الغرفة بكلّ عنفوان..لتجلس لينا على طرف السرير واضعة يدها على خدها المُحمّر، أمسكت هاتفها وهي تردد بتوعد:_ هتروح مني فين يا آدم التميمي..، اليوم جبتك ليا بالصور وبكرى هاجيبك لحد رجلي راكع وهتشوف..،،باستنى آرائكم فكومنت
![](https://img.wattpad.com/cover/295268151-288-k908295.jpg)
أنت تقرأ
جحيم وحب
Mystery / Thrillerتجوب قعر الغدر بأقدام حافية، حتى تصادف الحُب من قلب لم يعرفه مسبقاً، ولم يدرك جحيم الحب بعد..