بارت خاص: ما بعد النهاية

1.5K 116 28
                                    

نظر بعبوس لوالديه المتحمسين للعودة فتنهد بانزعاج قائلا
"بابا ارجوكما ... لـ لا أريد الذهاب لذلك المكان ... أكرهه!!"

ابتسم له والده بحنان تام مجيبا
"سيعجبك حقا صغيري!! ... و ستلتقي ابن عمك ... ستكونان أفضل صديقين حتما!!"

أشاح بوجهه بغضب هامسا
"بل أكرهه و كثيرا ... لن أحب ذلك الطفل أبدا!!"

لم يفهم الأكبر سبب كلامه بل تركه يلعب و أغلق الحقائب لينظر بابتسامة حنونة لزوجته السعيدة و يعانقها بكل ذرة حماس يحتويها
"سنعود لمنزلنا أخيرا و نكوّن أفضل أسرة من جديد!!"

ضحكت و أومأت له بمرح لينزل هو ما جهزاه بينما أمسكت هي كفّ طفلها قائلة بحنان
"فلنذهب معا عزيزي!!"

سار معها بانزعاج كبير فهو لا يريد رؤية من عاش الألم و الحزن بسببه لكن منزل عمه مجاور لهم و سيكون مجبرا على التعايش معه دائما ...

ركب في الخلف بينما والداه في الأمام مستغربين وجومه فقد نسي والده أنه يعرف أن ما حدث له كان بسبب ابن شقيقه ...

ابتسما عندما نام بسبب طول الطريق ليوقف ديفيد السيارة و يمدده على المقعد الخلفي قائلا بحنان
"فلترتح صغيري!!"

.....
..............
.......................

حملت طفلها المتعب مبتسمة بحماس للعودة إلى حياتها القديمة السعيدة التي حوت ثلاثتهم معا ...

وضعته في سريره الجديد الذي اختاره لتضحك على كثرة حركته ثم تدثره مبتسمة بحنان و سرعان ما دمعت عيناها مفكرة في كل ما تجرعه طفلها من ألم النبذ و الاختطاف و الحرق و حتى التشوه ...

ابتسمت متفهمة رفضه للمجيء فهو لن يحب رؤية من تألم بسببه لكن الطفل الآخر بريء حقا و كله من زوجها المتسرع و عجزه عن ردع جراحي السوق السوداء ...

نظرت للصورة التي التقطها مع زوجها عندما أخذه لأول مرة إلى مدينة الألعاب و هو ينظر بكل تلك الدهشة لجمال المكان فرغبت في البكاء لأنه عاش محروما من كل شيء بسبب من تبنياه و لم يتعرف على العالم كأقرانه ...

دخل زوجها الغرفة ليعانقها بهدوء قائلا
"عزيزتي انظري للجانب المشرق الوحيد ... طفلنا معنا أخيرا و عائلتنا اجتمعت ... أعرف أنه لا يريد المجيء و أنا أجبره لكنه سيحب رؤية أين عاش معنا قبل فقدانه و أريده أن يظهر كرهه لي كي يستطيع أن يتقبلني ... إنه طفلي الأول و قد دمرته بسبب طيشي و غبائي!!"

مشوه || distortedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن