إلى أحضانك الليلة

5.1K 214 242
                                    


~ تــــصــــويـــت و تـــعــلــيــق تقديرا لمجهودي ~

تَوَقَّفَت سَيّارَة الْأُجْرَة لتترجل مِنْهَا تخطو بِخُطُواتٍ مُتَرَدِّدَةٍ نَحْوُ ذَلِكَ الملهى الليلي ، وصَلتْ عِنْد الْمَدْخَل ليوقفها أَحَدٌ الْحُرَّاس

ملابسك لَا تَلِيقُ بِهَذَا الملهى

تَأَمَّلْت نَفْسِهَا لتبتعد عَنْ الْمَدْخَلِ وَسَط هَمَسَات الْفَتَيَات الشّبَه عَارِيَّات عَنْهَا ، و احتقارِهنَّ لملابسها ، نَظَرْت لِانْعِكَاسِهَا عَلَى زُجَاجٍ الْبِنَايَة بَنْطَلُون و قَمِيصٌ وَاسِع ، نَظَرْت حَوْلَهَا ، لَا أَحَدَ يُرَاقِب ، بِأَنَامِل مُتَرَدِّدَةٌ رَفِعَت قَمِيصُهَا الفضفاض لتكشف عَن صدريةٍ سَوْدَاءٍ تَبَرَّز مفاتنها بتناسقٍ

مِنْ أَجْلِهِ لاليسا إفعليها

عَادَت للمدخل ، نَظَرٌ نَحْوِهَا الْحَارِس بإبتسامة جَانِبَيْة ليتنحى مفسحا الْمَجَال لَهَا

وَقَفْت تَرَاقَب الْأَجْسَاد المتمايلة عَلَى أَنْغَام الْمُوسِيقَى الصخبة ، مَشَت بِصُعُوبَة مِنْ إمَامٍ الْجَمْعِ الْغَفِير و هِي تَمْسَحُ وُجُوهِهِم بنظراتها الفاحِصة الْبَاحِثَةِ عَنْ شَخْصَه .

تَجَمَّد جَسَدهَا و هِي ترمقه يتَبادَل الْقُبُل مَع شَابّ ، شُعُور بالاشمئزاز و الْقرْف انتابها لتركض باحَثَة عَنْ الْحَمَّامِ تستفرغ مَا لَوْث بَصَرِهَا

اللَّعْنَة أَنَّهُ مِثْلِيٌّ ، مِنْ بَيْنِ كُلِّ نِسَاء الْأَرْض خنتني مَع شَابّ ، اللَّعْنَة عَلَيْكُمَا !

مَشَتْ نَحْوَ الْمَخْرَجِ بِتَثَاقُلٍ تَزَمُّ شَفَتَيْهَا لِلْأَمَامِ هِيَ حَتَّى لَا تعْرَفَ إِنْ كَانَ يَحِقُّ لَهَا الْحُزْنُ ، رَفَعَتْ رَأْسَهَا لِتُقَابِلَ نَظَرَاتِهَا شَعْرَهُ الْأَحْمَرَ الْمُشْعَثَ وَ هُوَ يَلُفُّ ذِرَاعَهُ عَلَى خَصْرِ الشَّابِّ أَمَامَهَا

غَطَتْ وَجْهُهَا بِيَدَيْهَا وَ هِيَ تَرْكُضُ مُهَرْوَلَةً نَحْوَ الْمَشْرَبِ ، تَنَفَّسَتْ الصُّعَدَاءَ لِتَأْخُذَ بِمَقْعَدٍ تُرِيحُ جَسَدَهَا عَنْهُ ، لتوجه حَدِيثهَا نَحْو النَّادِل

أَغْلَى نَبِيذٍ عِنْدَكَ وَ أَكْثَرُهُمْ مَفْعُولًا ، أَرْجُوكَ

نَبَسَتْ بَيْنَمَا تَسْحَبُ هَاتِفَهُهَا الَّذِي يَهْتَزُّ مِنْ جَيْبٍ بِنُطَالِهَا ، رُدَّتْ عَلَى الْمُتَّصِلِ بِخُفُوتِ

إِنفصل عن حبيبك { LK ,TK }  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن