A₄

480 63 0
                                    





"أن يشتِرط علَيك أحدُهم مُقابِل شيئًا ماديًا حتّى يحصُل علَى نِصف الأربَاح، إحذَر!

تذكّر أن الجمَال لَيس خالِدًا
والحيَاة فَانِية
والأرْوَاح دَائِمة
العقُول البشِعة والقلُوب المُتعطِّشة لِلكمَالِية بشكْلٍ مَوتَانِي لزاهِقُون

ويبقَى قبُول الذّات الخيَار الرّحِيم لذَاتِك مِن جنُون البشَر العُظمة، وإنّما حُب الذّات كنعِيمٍ أبدِي

لاَ، لسنَا سوَاسِية
فتقبّل النّفس يتطلِّب عِدّة مرَاحِل وعدّة تجارُب
بشكلٍ مُتنوِّع ومُتفاوِت

لاَ لَن ننسَخ ونلصَق ولَن نتقمَّص

أنتَ غَير إعْتيادِي، أنْت مُختلِف الأضْلاع ومُبتعِد الأركَان، تحتَاج إلَى إعادَة التّرمِيم ولملمَة شظايَاك

قلبُك شَعبِي
عقلُك غَير عصْرِي
نفسُك نِظامية
رُوحك حربِية

أنتَ مُنافِسٌ طبِيعِي
أنتَ مُحارِب يحتَاج إلَى تثْقِيف نفسِه

تَرحِيباتِي المُنمّقة، ن-ر (っ ˘ω˘ς) "

سرعَان مَا عصَفت بِه الذّاكِرة إلَى مَا قَد حدَث مُنذ عِدة سَاعات

بينَما كَان يعتنِي بِالأطفَال فِي الحَضانة صبَاح هذَا اليَوم ..

أتَته إمْرأة غرِيبة خسِيسة متدنِّية الخُلق

عِندمَا رأته أخبَرته بِأن وزْنه زائِد عَن المطلُوب وهِي بدت وكأنّها قَد أتَت مِن مُؤسّسة كمَال الأجسَام بِما أن جسْمها كَان منحُوتًا كمَا زجُاجة السّاعة الرمْلية أو الجوَافة والكُمثرة

كَيف كانَت مُمتلِئة مِن الأسفَل والأعلَى بخصرٍ ممشُوق وكأنّها محشُوة بالكثِير مِن الإسفِنج

لِذا عرَضت علَيه هَذا الأمْر وهِي تقِيس جَسدِه بنَظراتِها الحَيوانِية وكَلماتِها الشَّيطانِية

"مَا رأيُك؟ سأكُون واسِطة لَك كَي تدخُل فِي عالَم الفنُون دُون مجهُود وأيةِ سُلطة ودُون أن ترسِل إلَيهم تجَارُب آدَاءِك"

سَأل وعَلامَة الإستِفهَام ظَاهِرة علَى وجهِه

"مُقابِل ماذَا؟"
"كَي تحصُل علَى المَال"
"أعنِي سأدخُل عَالم الشُّهرة دُون شرُوط؟"
"بلَى، بشرْطٍ واحِد فقَط"
"إذًا مَا هُو الشرّط؟"

إستوطَن هُو علَى كُرسيٍ خَشبِي فِي حِين أنّها قَالت بَينما تَأخُذ قلمًا كَي تحدِّد مِن حجْم خدّيه وهِي تشدِّد علَى إمسَاك فكِّه بعُنفٍ بالِغ بينمَا هُو صمَد مُتصلِّبًا فِي مكَانِه

إسْتأنفَت مَوضُوعِها رادِفةً

"همم عملِية تجمِيل لإستِئصَال ضَخامة خدَّيك؟ عِندمَا تملِك وجهًا نحيلاً فعِندئذ ستَتطابَق مَع معَايِير الجَمال الكُورِي"

بعْد أن وضعَت خطُوطًا طُولِية فِي خَديه وكَأنهَا ترغَب بغرْس المقَص عميقًا وتقطِيع جلدِه قامَت بضْغطِهمَا لإبرَاز شفتَيه لِلأمَام

لاَ يدْري أيعتبِر هَذا تحرُّش لَفظِي أم جَسدِي؟

دائمًا مَا يسمَع سونو أنّه هزِيل القَوام لكِن المُشكِلة تكمُن فِي خدّيه

فكَّر سونو وهُو يتحسّس وجنتَيه القُطنِيتَين وشفتَاه ممدُودتَانِ لِلأمَام بعُبوس

إذًا مَاذا يجِب علَيه فِعلُه؟ هَل يجِب أن يسحَب دهُون خدَّيه؟

لاَ لاَ هَل جُنِنت؟

إحتدّت نَظراتِه مُقترِن الحَاجِبين ثُم دفعَها وقبْل أن يُغادِر قَال بسُخطٍ شدِيد
"وإذَا؟ هذَا لاَ يُعطيكِ الحَق بلَمسِي، لسنَا سوَاسِية، لستُ جشِعًا وأنَانِيًا برغَباتِي"

وهنَا سونو إستدْرك أنّه كَان سيبِيع رُوحِه بثَمنٍ بخسٍ مِن أجْل الشّهرَة

لكِن مَن هَذا الذِي يَستمِر بإرسَال الرَّسائل لَه؟ أهُو مُطارِد كَي يعرِف مَا يمُر بِه سونو؟

ولِأوِّل مرَّة سونو لَم يقُم بحذْف الرسَالة وتركهَا كمَا هِي فِي صُندوقِها

فِي الوَاقِع هُو لَم يقُم بحذْف الرسَائِل سابقًا كَان يضعَها فِي سلّة المُهملاَت فقَط

أي بِإستطَاعتِه تفقُّد الرَسائِل وتَحوِيل مكَانتِها إلَى صندُوقٍ آخَر

لكِن سونو يحتَاج إلَى الكثِير مِن الوقْت كَي يَعتمِد علَى رسَائِل المجهُول

Human Natureحيث تعيش القصص. اكتشف الآن