مَكاتيبي التي حوت عناوينك، سُلمت لكَ بين يداك..أكتُب لكِ من السطور حتى يجفُ القَلم، و ترد عليّ : أهذهِ أحدى الأغاني الجَديدة؟ هاتيها أرسُلها لمحبوبتي.
و حينَ يصل رسول الحُب ، اتهاوى عندَ اقدامه أبحثُ بكومة الرسائل المغلقة و المُهداة للعُشَاق عن رسالتُك و بخاطري أن ألقى بغلافها "إلى معشوقي" لكِنني لا أجدُ إلا اسمي حافٌ..خاليٌ من قُبلاتك و مِن عطُرك ، فاستلمُ المظروف و قلبي يَقرع تمنيًا أن اكُون حبّكِ الأخير..
فأفتحها، و اقرأ اسطرها القليلة التي و كَما يبدُو انكِ رددت عليّ بها و التململ يكَسُوكِ ، لا البَهجه و لا الترقُب.
و أعود أضعها بالرَف مع شُتات قَلبي، أضمُ قدماي لصدري عَلني..و عَلني املئ خَبو روحي و خُلو صَدري.
و أعُود باليوم الآخر..املئ ورقتِي بالعَطر، أقبلُها و أهمس بالأماني و الترجي ، ابدأ بقلق مِن أن تكُون فاتحتها مُمله..أفكر بكيفَ اناديكِ.
إلى حبيبة روحي..
إلى مالئة صَدري..
إلى صَباحُ خَيري..
إلى توجه خرائطِي..
إلى امرأتِي و نسائِي..
إلى مالكة شَعبي و قريتي..
إلى أرضي و مُوطنِي..
إلى لوحاتِي و ألواني..
إلى حُلمِي و عُلمي..
إلى واقعِي و خَيالي..
إلى جَحيمي و جَنتي..
إلى ضَحكي و دموعي..
إلى سَعادتي و بؤسي..
إلى ديني و مَذهبي..
إلى وجدانِي و جَدراني..
إلى بحري و مينائِي..
إلى زينتِي و جُواهري..
إلى شمألي و جنوبي..
إلى صَحوتِي و غَفوتِي..
إلى جَهادي و استسلامي..
إلى تَسليمي و حَربي..
إلى ولادتِي و وفاتِي..
إلى هَديلي و صخب شِعري..
إلى واحتِي بوسط صَحرائي..
إلى جَنوني و تَعقُلي..
إلى سَمعي و بَصري..
إلى نُطقي و خَرسي..
إلى عَشقي و حقدِي..
إلى إدَراكي و هَلوستي..
إلى سَري و علانيتِي..
إلى توقري و تَهوري..
إلى مَسائي و نَهاري..
إلى نَجاتِي و غَرقي..
إلى مُستلم حَروفِي..
إلى ساكُن مكاتيبي و رسائِلي..
إليكِ أنتِ، أنا.
و حَدقت..طويتُ الورقه و خبأتها بالمظروف ، معَ خُزامى جَفت، اقفلتُها بالشمع و اقتربتُ امنحها قُبلتِي و أهَمس لها بأنِي أخافُ عَليها مِن خَدش الورق..و عليها بالرقة مَعهُ.
أسَلمها لطير العاشقين، و على شُرفتي أنتَظر..
و أنتَظر..حتى باتَ الشيبُ مسكن شعري، و أعُود كل يوم على نفسِ هذةِ الشرفة أنتظرُ جوابكِ على آخر رسائِلي.
لكنكِ لم تُجيبنِي يومًا على اعَترافي.
