يا لها مِن فترة طويلة في حساب الزمن..لكنها قصيرة في حساب العمر.
راحت سَارة تطرق الباب بيديها الواهنتين..تطرق بشوق كمن يبحث عن ماء في صحراء، عن شمسٌ في سماء الليل..عن وردة فِي صَخر.تريدة انْ يتفهم آدميتها..أن يتَذكر أنهما " دوّرا القَمر" .
أن يُدرك أنّها حزينة مِثلة..أن يستوعب حزنها و ألمها من أجله.
قالت بصوت مُرتجف تغلفه بحه البَرد و الزكام :
" افتح يا زياد افتح..يكفي.."رأت خياله يتحرك مِن خلف عين الباب..
قالت بصوت مُنخفض كيلا يسمعها الجيران :" اسمعني يا زياد جيدًا..لي قريب يريد أن يتزوجني، يلحُّ على أبي كي يزوجني إياه..و انا أرفض بإستمرار..
انتظرتك في الحديقة قَبل أيام لأخبرَك بذالِك، لكنك تركتني رغمَ البرد الشديد حتى أصبت بالمرض و كدت أموت، مكثت بالسرير طوال الأيام الماضية..سأذهب الآن إلى الحديقة نفسها..لا يهمني برد و لا زمهرير..سأنتظرك اليوم ايضاً حتى و لو مرضت و دخلت المستشفى او حتى القَبر..عليك أن تعلم أمرًا واحدًا : إنْ لم تأتِ هذة المرة سأقبل بقريبي عريساً لي..لأنّ عدم حظورك يعني أنك قطعت آخر أمل لي معك..لا تتأخر..سأنتظرك حتى غياب الشَمي..و بعدها سأنفذ ما اخبرتُك بِه"لم تكُن سارة بهذا تهدد زيادًا..فليسَ هذا هو اسلوب المحبين..
لكنّ والد سارة يريد أن يفرح بابنته قَبل ان يموت هو ايضًا ، يريد أن يرى احفاده منها..
أما زياد فلم يعد زيادًا الدي تعرفه..و هل على الإنسان ان يربط مصيره إلى مالا نهاية بشخص قرّر من طرف واحد وضع إطار محدد لحياته، دونَ أي اعتبار للآخرين؟!
و في المقابل؛ فإنّ زياد انهى كل عقد لهُ مع الحياة.لا يريد حتى أن يتنشق عبير الأرض..و لا أن يفتح نوافذ البيت على الضوء.
؛
